قد يكون أداء هذا المدير أو ذاك محطّ نقاش واختلاف الفرقاء في مجتمع طالما تدخلت الميول والأهواء والمصالح وحتى المناطقية في التقييم العام وليس المهني عند من يرى العمل بعين الرضا وليس الوقائع والأرقام والمعطيات الموثقة.

وقد يستطيع من يمتهنون “الكولكة” وأبطال التطبيل والتزمير والتصفيق الحار دون سبب كما قلة الأدب، أن يقدّموا صاحب كرسي على أنه زير إداري وإنتاجي و”سوبرمان” قطاع عام ليس له نظير.

وقد تفعل الواسطة والمحسوبيات والتشابكات فعلها مع الأجهزة في “صمود” الرجل غير المناسب في سدّة القرار واستمراره رغم عفونة الارتكابات والتجاوزات وروائح الصفقات المشبوهة، حيث تنتهي بجرة قلم أو إغلاق ملف تحت مبررات وصائية بحتة شمّاعتها الجاهزة النفاق الوطني والمتاجرة بالموقف الخاص تحت سقف الوطن.

وقد تنال الكيدية وعصبية الانتقام والأذى “الصبياني” من سمعة مدير لترميه صريعاً أمام الرأي العام وتضعه في قفص المساءلة والتحقيق القضائي سنوات، ومن ثم يخرج بريئاً أبيض الصفحة وعلى باب المحكمة تتردّد في مسامعه كلمة اعتذار وعدم مؤاخذه لا محل لها من الإعراب قي قاموس الأحكام الاجتماعية الجائرة.

وقد… وقد…، ففي الأرشيف والذاكرة الجمعية والأضابير والملفات المؤسساتية رصيد ليس بالهين من الوجوه والصفحات غير النظيفة لما يدور ويجري في قطاعات الدولة التي تضمّ في جنباتها كوادر ونماذج وظيفية لم تأت من كوكب آخر بل هي من نتاج رحم المجتمع “خاصتنا” بثقافته وعاداته وأنماطه وتوجّهات تفكيره المخطئة والمصيبة.. الإيجابية والسلبية.. الموفقة والفاشلة.. الصالحة والمعطلة.. المثبتة والمحبطة..

هذه الـ “قد” التي يمليها الضمير المهني لاستخدامها تجنّباً للإلزام بالأحكام القطعية القاسية وغير المنصفة، تدفعنا إلى تقليب أوراق الكثير من سجلات إدارات المديرين وأداء متخذي القرار ممن اؤتمنوا على العمل العام، لنجد أن هناك الكثير ممن يجمع الجميع شارعاً ورقابة وصحافة وقضاءً ورأياً عاماً على إخفاقهم وفشلهم وانتكاسهم وضعفهم، ومع ذلك يبقون في مناصبهم في اعوجاج يصيب المتابع بالإحباط والتشاؤم.

ومع ذلك دعونا نقرأ في قرار إقالة مديرة سياحة طرطوس تفاؤلاً في مكانه، فباعتراف وإقرار ومشاهدة أبناء طرطوس وشهادة الزائرين والوافدين، طرطوس تستأهل إدارة سياحية على قدر من الحذاقة والاحتراف ؟.

علي بلال قاسم

 

Syriadailynews - Baathonline

سيريا ديلي نيوز


التعليقات