سيريا ديلي نيوز - الدكتور المهندس محمد غسَّان طيارة
تمر الأيام وأنشر بعض مقاطع الفيديو المضحكة أو التي تتضمن حكمة ما كما أنشر مقاطع من نهفات أو حِكَم كما لو أنني أضعت بوصلة الهم المحلي المعاشي للمواطن في ظل هذه الظروف الصعبة.
السبب الحقيقي وراء هذه التحول هو شدة الألم وشر المصائب ما يُضْحك وبصدق أقول أنام واستيقظ على الهموم كما أسمع آهات المواطنين من نظرة إلى الوجوه الساعية نحو لقمة العيش أو انتظار بعض العاطلين عن العمل من ينادي على أحدهم لعمل ما في مكان ما وبإجرة من دون فصال.
ـــ نعم لقد تحسنت ظروف تأمين جرة الغاز المنزلي بسعر 1600 ليرة سورية في مُعْظم مناطق دمشق, ولكن لنذهب إلى عمق برزة أو خط دمشق حمص ضمن البلدات الآمنة فيتلاشى الأمل ويرتفع السعر إلى أرقام قياسية...
ـــ نعم تستطيع ملء خزان وقود السيارة بالبنزين بزحمة أقل من الأول وفي مُعْظم كازيات مدينة دمشق ولكن خارج حدود العاصمة الأمور مختلفة وأقول فتش فقد يُسْعفك الحظ إذا فتحت الجزدان ودفعت أكثر وخاصة إذا كنت مضطر للسفر إلى حمص أو طرطوس أو اللاذقية, ومن الأفضل ملء الخزان مع بيضون إضافي حتى لا تنقطع بطريق العودة.
ـــ تجار المازوت يتلاعبون بنا وقد فقدوا السمع تحت تأثير رنين الأرباح. وأسأل من ورائهم حتى يصْعُب على الحكومة محاسبتهم؟. أشباح أم أشخاص يتمسحون بعباءة مسؤول حقيقي أو وهمي!. الله أعلم.
على كل الأحوال في كل يوم ثلاثاء نسمع توجيهات مجلس الوزراء لمكافحة المحتكرين ولكنهم ينشدون شعر جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبْشِر بطول سلامة يا مربع
ـــ تابعت مع المواطنين إعلان: عيشها غير 2015 الذي ملء شوارع دمشق وانتقل إلى باقي المحافظات. استغربت مفهوم العنوان لفترة حتى توضحت الرؤية, ويا ليتها بقيت غامضة, فعلى الأقل الجهل في الشيء في هذه الظروف يسمح لنا التحلي بالتفاؤل ولهذا أريد أن أفسر الرؤية الظريفة لهذا الشعار:
** إذا كان معك في جيبك 2000ليرة سورية اذهب في الاسبوع الأول من كل شهر واشتري بها من مخازن الاستهلاكية فسوف يعطوك زيادة عشرة بالمائة. أكيد مو معك المبلغ. انتظر فقد يفرجها رب العالمين أو نادي: بالوعد يا كمون.
** أحكي بالهاتف الأرضي بأكثر من ألفين ليرة وأحصل على حسم. أكيد يا تليفونك معطَّل أو ما معك المبلغ. طيب شو بدو يعملك اللي رفع الشعار, فبعد هذا النشاط في توزيعه بدك منه أن يشطب كل الجهود المبذولة, حرام عليك روح دبر راسك واستلف المبلغ. اكيد لن تجد من يُسلِّفك. انظر إلى السماء وأشكي أمرك لولي الأمر.
** عندك هاتف خليوي احكي أكثر من أربع دقائق وسيأتيك الحسم على طبق من فضة لأن الكلام من فضة والسكوت من ذهب. تابع سيرك ولا تلتفت إلى إعلان عيشها غير 2015 واعمل حسب تمثال القردة الثلاث: لا أسمع لا أرى ولا أتكلم.
** إذا صار معك 25ألف ليرة سورية أسرع للانتساب إلى دورة إعلامية عن أصول الحوار فقد خفضتها الإدارات المشاركة في برنامج عيشها غير 2015 بنسبة خمسون بالمائة! يا بلاش!!!
** موسم السفر بالطائرة ما في مازوت والبنزين مقطوع على الطرقات ليش بدك تعذب حالك سافر بالطائرة وأحصل على حسمٍ كبير. لا تصرخ بأنك قاعد ولن تُسَافر. أخي دبر راسك!!!
النتيجة: أكيد تريد يا أخي المواطن الصبور أن توجه سؤال العارف: من هو المستفيد من الشعار؟. أكيد مو أخي المواطن المستفيد بعض كبار الكروشة اللي فاتحين على حسابهم عدة هواتف ثابتة وعدد آخر من هواتف الخليوي بس لا يتعاملون
مع مخازن الاستهلاكية ويسافرون من بيروت إلى عواصم العالم وهم أشطر من يحاور فلا يحتاجون لدورات تقوية
الحوار بل هم يحاورون الشيطان ويربحون منه.
ـــ ما هو المطلوب للحديث عن المضاربات بالدولار. انتبهوا يا تجار الأزمات رئيس مجلس الوزراء قال: ليس هناك ضرورة لرفع الأسعار مع ارتفاع صرف الدولار في السوق السوداء. أكيد تنشدون ما قاله جرير, أو تعملون مثل القردة الثلاثة بإصرار على سد الأذن عن سماع موشح الحكومة.
** كنت وما زلت ضد إحداث مكاتب أو شركات صرافة وخاصة في ظروف الأزمة والحرب الدولية التي تشنها شياطين الأرض علينا. فأول معنى لهذه المكاتب والشركات هو تعويم العملة وبعبارة أوضح فقدان سيطرة الحكومة على سعر صرف العملة الوطنية وهذا لا يجوز القيام به في اقتصاد ما زال يحبو وينمو.
** صرح الحاكم بأمر الله لمصرف سوريا المركزي أن مصرفه سيتدخل بحزمة تصل إلى 65 مليون دولار وأن أول دفعة ستباع بمبلغ 215 ليرة سورية للدولار وإن الدولار بعد تصريحه نزل حتى 214 ليرة سورية.
** ضاعت ال 65مليون دولار في التدخلات الأخيرة وارتفع الدولار في السوق السوداء إلى 245 ليرة سورية. والسؤال: أين ذهب الفرق بين سعر الحكومة وسعر السوق السوداء؟!
ـــ أيد البعض ما زعمته الحكومة بأن الخبز يباع علف للحيوانات ولهذا رفعت الحكومة السعر إلى 35 ليرة سورية للربطة. إن عمر هذه الاسطوانة المشروخة أكثر من عشرين سنة وفيه إدانة للحكومة قبل المواطن فمن واجبها تأمين الأعلاف للمواشي والدواجن وعندما تعْجز الحكومة من رصد توزيع الإعلاف وتذهب من مراكز التوزيع إلى السوق السوداء فلا تلوم من يسعى جاهداً لتأمين علف لمواشيه, أليست المواشي هي التي تُؤمن لنا الحليب والزبدة واللبن والأجبان بأسعار خيالية؟. ومع ذلك الزحمة على الأفران ما زالت على حالها وقد جلت على أفران في بداية طريق ركن الدين حتى أفران ابن العميد الاحتياطية في حوالي الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد في 8 شباط 2015 وفي نفس الوقت سألت بائع معتمد أو غير معْتمد عن سعر ربطة الخبز فأجاب 60 ليرة سورية. هل أطلب شكاوي التموين...؟ ولماذا...؟ هل مخالفة تسعيرة وزارة التجارة الداخلية ومصلحة المستهلك فقط في بيع سعر الخبز؟. السؤال: هناك مادة تباع وفق تسْعيرة تلك الوزارة المحترمة؟. حسب معلوماتي لا يوجد. قلت لأحد التجار: أنت تبيع بأغلى من التسْعيرة. أجاب بهدوء: خللي اللي طلَّع التسعيرة يبيعك وفق الأسعار الرسمية.
اضحك إذا كان ذلك ممكناً وستكون كمن يعزف لوحده من دون مستمعين وإذا بكيت لن تكون وحيداً.
سيريا ديلي نيوز
2015-02-11 18:52:17