توصلت صحيفة "لوموند" الفرنسية وعدد من وسائل الإعلام العالمية الأخرى إلى معلومات حول السرية المصرفية في سويسرا سربها خبير معلوماتية يدعى أرفيه فاليشاني كان موظفاً في فرع مصرف HSBC البريطاني في جنيف.

تهرب ضريبي ونشاطات إجرامية برعاية HSBC

المعلومات، التي باتت تعرف إعلامياً بـ"فضيحة سويس ليكس"، تلقي الضوء على ممارسات HSBC في التستر على عملائه أو تشجيعهم ومساعدتهم على التهرب الضريبي وإخفاء أموال غير مصرح بها قادمة من تبييض الأموال وتجارة المخدرات أو تمويل الإرهاب الدولي.

كما تكشف التسريبات، التيش ظلت حكراُ على القضاء وعلى بعض المصالح الضريبية، قيام العملاق المصرفي بفتح حسابات لمجرمين دوليين ورجال أعمال وسياسيين سابقين وحاليين ومشاهير فاسدين في الفترة بين عامي 2005 و2006.

بعد حصولها على المعطيات المصرفية لـ 106 آلاف من عملاء المصرف، وضعت "لوموند" المعلومات في تصرف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في واشنطن الذي تقاسمها بدوره مع وسائل إعلام دولية أخرى قامت جميعها بنشر أسماء المشاهير والأثرياء الذين استفادوا من "خدمات" المصرف.

محمد السادس، عبد الله الثاني

من بين أبرز الشخصيات التي تناولتها وسائل الإعلام كان الملك المغربي محمد السادس وملك الأردن عبد الله الثاني بالإضافة للوزير المصري السابق للتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد المحكوم في حزيران 2011 بالسجن خمس سنوات لإهدار المال العام واختلاس أموال مخصصة للتنمية في مصر. إضافة الى سعوديين يشتبه في تمويلهم اسامة بن لادن في مطلع الالفية الثانية.

أما خارج المنطقة العربية فقد أوردت "لوموند" أسماء جاك ديسانج، مؤسس شبكة صالونات لتصفيف الشعر، الذي كان يملك حسابا بقيمة وصلت إلى 1.6 مليون يورو بين 2006 و2007. كما ورد اسم الفكاهي الفرنسي غاد المالح، الذي كان يملك بحسب الصحيفة، حسابا صغيرا في جنيف كانت المبالغ المودعة فيها تتجاوز بقليل 80 الف يورو بين 2006 و2007 وكذلك قطب الصحافة الاسترالية الراحل كيري باكر وبارونات تهريب مخدرات وأسلحة وتجار ألماس مشبوهين، إضافة إلى رؤساء شركات وورثتهم.

مليارات الدولارات عبر شركات وهمية والجزر العذراء

بين 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 و31 اذار/مارس 2007 انتقلت حوالي 6180 مليار يورو عبر حسابات في HSBC في جنيف، مختبئة خلف شركات "اوفشور" في باناما والجزر العذراء البريطانية بحسب المحققين.

وأكدت الشبكة الدولية للصحافيين الاستقصائيين ان " HSBC private bank استمر في توفير الخدمات لزبائن اوردت الامم المتحدة اسماؤهم، في وثائق قانونية او وسائل الاعلام، لعلاقتهم بتجارة الاسلحة او الماس والحروب او الفساد".

وتم تقليص اعتماد السرية المصرفية الى حد كبير في السنوات الاخيرة في سويسرا، نتيجة تضاعف الضغوط على مصارفها فيما كثفت حكومات كثيرة مكافحة التهرب الضريبي.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات