«عاجل وباهتمام المديرين شخصياً». هذا ما سطرته وزارة التموين في أعلى تعميم لها وجهته منذ أيام إلى مديرياتها في المحافظات حول التشدد في اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لضبط حالات الفساد والاتجار غير المشروع بالمشتقات النفطية. بدورنا نقول للوزارة: صح النوم وننصح المسؤولين فيها بالعودة إلى الرزنامة للتأكد من أننا في شهر شباط، وليس أيلول في مطلع فصل الشتاء حيث يجب أن تكون الوزارة قد رسمت خططتها وإستراتيجيتها في كيفية التعامل مع أزمة المحروقات المتوقعة والنمطية وغير الطارئة، وتصدير تعاميمها العاجلة والبطيئة إلى مديرياتها ودورياتها الفذة.

 

وهنا أيضاً سؤال يطرح نفسه: هل تطلب الوزارة في هذا التعميم من مديرياتها ممارسة عملهم الذي يفترض أنهم أصلاً يقومون به أم إن مراسلات الوزارة وعاجلاتها تتحرك فقط عند توجيه الحكومة بذلك؟ وهل معاناة وشكاوى المواطن على مدار أشهر الشتاء السابقة لم تستدع مثل هذا العاجل أم إن مسؤولي الوزارة يعيشون في مكاتب مغلقة ومنفصلة عن الواقع والناس؟

وبالمناسبة نود أن نقترح عليهم حلاً حول ذلك أو وصفة سهلة وهي أن تفتحوا أبوابكم للصحافة والإعلام وسنضمن لكم أن تكونوا على اطلاع حتى بما يجول في ذهن الناس، بل ربما يجدون حلول عملية لمشكلات لم تستطع الوزارة حلها وضمن هذا السياق يبدو أننا كصحفيين أصبحنا ملزمين بتسجيل اعتذار للمواطن الذي لم يتمكن من إيصال همومه وشكاواه إلى مسؤولي التموين بل ربما أيضاً أصبح لا بد من أن نبوح لكم بسرّ وهو أن أسرع قرارات مسؤولين التموين وعاجلاتهم أصابتنا وطبقت علينا (بحذافيرها) كانت حول عرقلة العمل الصحفي والاختباء خلف بعض تعاميم الحكومة ذات الصلة أو غير الصلة لإخفاء المعلومات والبيانات وحجبها وحتى البسيطة منها، وعلى سبيل المثال إذا أردنا معرفة رأي مسؤولي التموين حول ارتفاع أسعار البندورة نحتاج إلى رحلة ابن بطوطة في المراسلات والحصول على الموافقات وربما تنضج البندورة وتطرح في الأسواق وتحل المشكلة ولا نحصل على جواب.

وبالعودة إلى عاجل التموين الذي هو موضوعنا هنا نرى أن نترك المزيد من التعلق عليه للمواطن الذي ما زال يصطف في طابور لا ينتهي أمام محطات الوقود أو الذي يجلس مع أطفاله حول مدفأة غير مشتعلة بانتظار حصول معجزة واشتعالها من دون مازوت.

 

Syriadailynews - Alwatan

سيريا ديلي نيوز


التعليقات