تراجعت صناعة الفيديو كليب في العالم العربي خلال الفترة الماضية لأسباب عدة منها عدم قدرة الفضائيات الغنائية على إنتاج كليبات جديدة، كون الأغنية المصورة بتقنيات بسيطة، تصل موازنتها إلى نحو 50 ألف دولار. كما لم تعد عائدات الـ sms تمنح الفضائيات الأموال اللازمة لتعويض نفقاتها، فضلاً عن أن الكليبات تجري أيضاً قرصنتها في شكل كبير. ووصل حجم قرصنة الكليبات عبر مواقع الإنترنت في العام الماضي إلى درجة كبيرة ما كبد صناعتها ما يقرب من 90 مليون دولار وفق تأكيدات عدد من جهات الإنتاج المتخصصة في صناعة الكليبات.

وتشير المغنية جنات إلى أن الفيديو كليب لا يمكن الاستغناء عنه في مجال الغناء، لأنه بات ضرورياً في الترويج للألبومات والأغاني المميزة في عصر الصورة والتطور التكنولوجي - وفق رأيها - وبالتالي لا بد من دعمه في الشكل الإيجابي، مع ضرورة التوظيف السليم للتكنولوجيا لخدمة الفن. ومع ذلك تشعر جنات بإحباط في ظل تكاثر الكليبات غير الجيدة والأغاني الهابطة، مطالبة شركات الإعلانات بمقاطعة الكليبات المبتذلة التي تعتمد على العري والأغاني الضعيفة.

وتضيف: «أصبحت بعض الجهات المنتجة تركز على البحث عن طرق للربح وتعويض ما تنفقه على الكليبات. وأنا حريصة على تقديم الفيديو كليب المميز الذي يعبر عن مضمون الأغنيه وأميل إلى القصص الدرامية في الفيديو كليب، كأنه أشبه بفيلم سينمائي له بداية ووسط ونهاية».

ويشدد المغني إيهاب توفيق على أن صناعة الفيديو كليب تراجعت لأنها مكلفة والفضائيات الغنائية لا تقبل على إنتاج كليبات حصرية، والأمر ذاته بالنسبة إلى شركات الإنتاج والمطربين، معتبراً أن تراجع عدد الكليبات المنتجة أمر طبيعي لتراجع صناعة الكاسيت عموماً. ويقول: «لا يمكن لجهة إنتاج تقبل خسائر بالملايين من أجل إنتاج ألبومات وكليبات لا تحقق العائد المادي الذي يعوض نفقاتها بسبب ظاهرة القرصنة التي طالما حذرت منها لكن لم تلق استجابة من الجهات كافة».

أما المنتج محسن جابر فيوضح أن ظروف الإنتاج الصعبة التي تعيشها معظم شركات الإنتاج قللت من عدد الكليبات، «لأنه ليس منطقياً أن تدفع شركات الإنتاج والفضائيات الخاصة الملايين على أغان مصورة لن تحقق المردود المادي المتوقع بل لن تعوض تكاليف إنتاجها على رغم أن الفيديو كليب أحد أبرز وسائل الدعاية التصويرية للمطرب، والتي يحرص على وجودها».

ويقول جابر إنه كان من أوائل المطالبين بإيجاد حلول لمواجهة ظاهرة القرصنة التي أنهت نشاط العديد من شركات الإنتاج، وحتى الآن لم يجد التحرك المناسب من قبل الجهات المعنية بالأمر لمواجهة هذه الظاهرة، كما أن الساحة الغنائية تضررت سلبياً من هذا الكساد الغنائي. وعلى رغم ذلك هو مصمم كمنتج على مواجهة كل التحديات ودعم الفن الراقي والمواهب الجديدة.

وعن اتجاه بعض شركات الإنتاج الغنائي لإدخال الإعلانات في مشاهد الكليبات في شكل غير مباشر، يوضح المخرج محمد بدوي أن الإعلانات التي تظهر في الكليبات، قد تؤثر في شكل سلبي في النجوم. ويرى أن رواج صناعة الفيديو كليب مرتبط بقدرة الفضائيات الغنائية على التواصل مع الجماهير ومع تطور مواقع التواصل الاجتماعي.

ويضيف: «هناك فضائيات تعرض أغاني هابطة ساهمت في شكل ما في مقاطعة الجمهور للفيديو كليب خوفاً من إفساد الذوق العام، ولابد من مواجهة هذه الفضائيات، ولابد من دعم الفضائيات المحترمة التي تحظى بسمعة طيبة والتي يجب ألا تستسلم للصعوبات التي تواجهها».

وترى الفنانة زيزي عادل أن الفضائيات الغنائية ستتجاهل في الفترة المقبلة إنتاج كليبات حصرية تعرضها على شاشاتها، وبالتالي سيجد المطربون أنفسهم يتجهون لإنتاج كليباتهم على نفقتهم الخاصة، وهو ما تراه صعباً للغاية، خصوصاً أن الكليبات تكلف مبالغ مالية كبيرة من الصعب تعويضها، وهي لا يمكنها تحمل الخسارة من وراء إنتاج الفيديو كليب خصوصاً أن هناك تراجعاً في عدد الحفلات التي يمكن منها تحقيق دخل مادي جيد للمطربين والمطربات.

وتوقعت عادل أن تكون الكليبات الرخيصة التكلفة هي البديل في الفترة المقبلة إذ ستتجاهل الفضائيات وشركات الإنتاج الكليبات ذات الإنتاج الضخم التي يتم تصويرها في الدول الأوروبية بالاستعانة بكوادر بشرية أجنبية تحصل على مقابل مادي كبير.