لم يعد غياب السرافيس عن خطوط سيرها ظاهرة عجيبة فمنذ أزمة المحروقات والسائقون يتحكمون بالطريق والركاب أيضاً. وخصوصاً أن لأزمة المواصلات جانبين أساسيين الجانب الأول يتعلق بمحدودية وسائل النقل العامة مقارنة بالكثافة السكانية العالية التي تسببت بها حالة النزوح وهذا ما خلق فجوة واسعة جداً بين عدد وسائل النقل العامة سواء كانت الحكومية منها أو الخاصة، وبين الطلب المتزايد عليها من المواطنين ما جعل مواقف السرافيس حلبة صراع وسباق حتى يتسنى لهم الصعود للسرفيس والذهاب إلى أعمالهم هذا إن لم ينته بهم الأمر للذهاب سيراً على الأقدام رغم المسافات الطويلة.

أما الجانب الثاني فيتعلق بعدم توافر مادة المازوت بالسعر الرسمي واضطرار كثير من وسائل النقل العامة إلى شراء المادة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، أو توقيف آلياتهم بانتظار توافر المادة والذي لم يتحقق طوال الفترة الماضية ليأتي قرار رفع سعر المادة المنزلي وتوحيده فتكون النتيجة توقف كثير من وسائل النقل العامة وتفاقم الأزمة بشكل حاد في كثير من مناطق مدينة دمشق وريفها ففي منطقة كشكول مثلاً لا يتعدى عدد السرافيس التي تخدم المنطقة ثلاثة أو أربعة على خط الكراجات وكم سرفيس آخر لخط البرامكة وذلك قبل أن يحدد سعر لتر المازوت بـ125 ليرة سوري، إذ تناقص عددها تعاقباً مع ارتفاع سعر المازوت خلال السنوات الثلاث الماضية، فكيف يكون الحال حديثاً والمادة باهظة الثمن وغير متوافرة، فمن ناحية يشتكي السائقون إذ إن لسائقي السرافيس حكاية فأغلبهم ركن آليته أمام منزله وأضرب عن العمل لأنه لم يؤمن لترات المازوت التي بلغت الحد الأقصى من التسعيرة الجديدة فإذا ما استطاع تأمين لترات المازوت بعد معاناة نصف نهار يدفع ثمنه بما لا يقل عن 260 ليرة لـ اللتر الواحد ذلك لأن معظم أصحاب محطات الوقود أصبحوا جزاري مازوت وبنزين يتحرك سوق المحروقات بمزاجه يبيع ساعة يشاء ويغلق محطته ساعة يشاء هذا إن لم يأخذ بالحسبان محسوبياته ومعارف بالأولوية.

وفي زيارة واحدة للاطلاع على واقع محطات الوقود يلحظ الازدحام الحاصل على مواد المحروقات، وهناك اليوم محطات بدمشق مثلا أغلقت أبوابها والسبب عمد وجود المادة وتحديدا مثل مادة البنزين.. بوقت أكدت جهاتنا المعنية بأن مواد المحروقات سوف يتم تأمينها خلال الأيام القليلة القادمة..!

سيريا ديلي نيوز - الوطن


التعليقات