أدى تذبذب سعر صرف الدولار في السوق غير النظامية إلى خلق سوق سوداء للمعدن الأصفر، إلا أنه وللأسف داخل السوق النظامية، حيث تجرأ صاغة مرخص لهم بشكل نظامي من قبل جمعية الصاغة، على التحليق بغرام الذهب عيار 21 إلى حدود 7600 ليرة بزيادة قدرها 150 ليرة عن السعر النظامي الصادر عن الجمعية 7450 ليرة، وذلك بالاستناد إلى سعر دولار قيمته 203 ليرات، كما قال مصدر بجمعية الصاغة لـ”البعث”، بينما تجاوز سعر الليرة الذهبية عيار 21 عند بعض الصاغة حاجز 62 ألف ليرة مقارنة مع سعر جمعية محدّد بين 54 ألف ليرة و54.500 ألف ليرة حسب آخر النشرات الصادرة الرسمية.


هذا و تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء في دمشق بمقدار ليرتين من 216 أمس الأول إلى 214 أمس وذلك فور عقد مصرف سورية المركزي جلسته التدخلية في سوق القطع الأجنبي عبر المصارف ومؤسسات الصرافة، في حين ذكرت مصادر لـ”البعث” عن انخفاض بين ثلاث وأربع ليرات في باقي المحافظات السورية بناء على مستوى العرض والطلب، وحجم المضاربات الحاصلة.


وخلال الشهر الأول من العام الجاري شهدت سوق القطع الأجنبي حركة ضعيفة، ورغم ذلك وصل السعر إلى قرابة 217 ليرة للبيع في الأسبوع الأول لينخفض بشكل تدريجي إلى 214 ليرة، قبل أن يعاود صعوده ويستقر عند 216 ليرة مساء الثلاثاء، بحيث لو عقدت جلسة “المركزي” الملغاة والتي كان يفترض عقدها في اليوم السابع من الشهر الجاري.. لكان السعر قد استقر عند مستوى 212 و213 على أبعد تقدير، إلا أن “المركزي” أجلها بسبب سوء الأحوال الجوية والعاصفة التي ضربت المنطقة.


الشائعات
ويتهم المحلّلون الماليون رجال “الفوركس” في سوق العملات بنشر الشائعات بهدف رفع سعر الدولار عبر زيادة الطلب -تماماً كما يحدث في أسواق الأسهم– وعندما يرتفع السعر إثر استجابة المشترين المندفعين، ويصل السعر إلى حدّ معين، تبدأ عمليات جني الأرباح، فيبيع من اشترى عند بدء الارتفاع ويجني أرباح المضاربة.


الطلب المفاجئ على القطع والذي أدى لارتفاع سعر صرفه لا يرتبط بحال من الأحوال بالعوامل والمكونات البنيوية للاقتصاد السوري، وبالتالي هو سعر غير مبنيّ على سبب حقيقي يتيح له إمكانية الاستمرار، ومن هذا المنطلق تؤكد مصادر المركزي أن سعر صرف القطع الأجنبي حالياً سعر غير مستقر وسينخفض مستقبلاً، مشيرة في هذا السياق إلى أن استمرار “المركزي” بتمويل المستوردات من المواد الأولية اللازمة للصناعة والإنتاج المحلي والمواد الأساسية اللازمة للمواطن في حياته اليومية يلغي إمكانية تأرجح سعر صرف القطع الأجنبي، في حين يبقى هامش المناورة متاحاً للسوق السوداء بالتلاعب والمضاربة ويكون ضئيلاً.


طارئة
إلا أن “المركزي” لم يذكر خلال الشهر الجاري أنه تدخل ولو لمرة واحدة بشكل غير معلن “سري” في سوق القطع، بينما عقد عدة جلسات تدخّل طارئة نوعية واستثنائية في الربع الأخير من العام الفائت، وأخذ إجراءات حاسمة ومؤثرة أعادت إلى حدّ ما سعر صرف الليرة السورية إلى مستوياتها التوازنية، لتستقر بين 208 و210، وبالتالي كان المأمول أن يتدخل في مطلع العام قبل أن يلامس 216 ليرة وذلك بعد أيام من عيد رأس السنة.


وحدّد مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بـ198.02 ليرة كسعر وسطي للمصارف و198.01 ليرة كسعر وسطي لمؤسسات الصرافة.


كما حدّد المصرف في قائمة أسعار صرف العملات الأجنبية الصادرة عنه، سعر صرف الدولار مقابل الليرة للتدخل للأغراض التجارية وغير التجارية وتسليم الحوالات الشخصية بـ197.03 ليرة.


وبلغ سعر صرف اليورو مقابل الليرة السورية كسعر وسطي للمصارف وفق القائمة 234.17 ليرة وكسعر وسطي لمؤسسات الصرافة 234.16 ليرة، أما كسعر للتدخل للأغراض التجارية وغير التجارية وتسليم الحوالات الشخصية فبلغ 232.37.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات