حتى الظروف المناخية تعاند الفلاح في محافظة القنيطرة، فالعاصفة الثلجية الأخيرة أثرت بشكل كبير في الأشجار المثمرة وأشجار الكرمة والمتعارف عليه بـ«المعرش» فكميات الثلوج التي هطلت على القطاع الشمالي في حضر وما حولها وصلت إلى مترين تقريباً..

والحقيقة حتى الساعة لا إحصائية دقيقة عن حجم الخسائر التي تعرض لها الفلاحون في القنيطرة، وبانتظار ذلك فإن المأساة لن تنتهي عند تلك الخسائر والمناشدة الحالية تتمحور حول الخسائر التي يمكن أن يتعرض لها أصحاب البرادات التي تحفظ مادة التفاح في قرية حضر ومزارع الأمل في القطاع الشمالي جراء انقطاع الكهرباء عن محافظة القنيطرة لليوم الخامس والأربعين وعدم توافر مادة المازوت لتشغيل برادات التفاح وغيرها من المواد المحفوظة من خضار وفواكه متنوعة...

أحد المزارعين يقول وبحسرة إن مادة التفاح المحفوظة في البرادات والمقدرة بنحو 160-200 طن لكل براد أي إن مجموع ما تم حفظه وتخزينه نحو 2000-2500 طن من التفاح، حيث يقدر عدد البرادات في قرية حضر نحو 12 براداً، إضافة إلى برادين في مزارع الأمل، مؤكداً أن مادة التفاح تعرضت إلى العفن والتلف وهذا يعني خسائر كبيرة عدا الأقساط والديون المترتبة على المزارعين.

أما المزارع نزيه أبو علي حسون فقد أكد قيام أصحاب البرادات والمزارعين بنقل مادة الثلج ووضعها داخل البرادات لتبريد مادة التفاح التي شارفت على التلف، مشيراً إلى انقطاع الكهرباء عن المحافظة وعدم توافر مادة المازوت في قرية حضر أحد مسببات تلف المادة حيث لوحظ أن المادة بحاجة إلى تبريد وتشغيل البرادات، ورغم تقديم طلبات إلى المحافظة عن طريق البلدية إلا أن المزارعين لم يتلقوا أي إجابة حتى تاريخه في تأمين مادة المازوت..

والحقيقة أننا اتصلنا مع رئيس بلدية حضر ومدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالقنيطرة ولوحظ وجود تناقض بالإجابات دون تحميل المسؤولية لأي جهة وربما أن الكتاب المرسل من بلدية حضر لم يصل إلى مديرية التجارة الداخلية رغم مرور شهر وعشرة أيام على توجيهه إلى محافظة القنيطرة، حيث أكد علي ركاب رئيس بلدية حضر أن أصحاب البرادات والمزارعين راجعوا البلدية وقدموا شكوى حول ضرورة تأمين مادة المازوت، وتم رفع توجيه كتاب إلى محافظة القنيطرة بتاريخ 10/12/2014 ويحمل الرقم 389 لتخصيص أصحاب البرادات بكمية مقدارها 200 لتر يومياً، وحتى تاريخه لم يتم تأمين المطلوب.

بدوره مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالقنيطرة عيسى الوادي أكد عدم تلقي أي كتاب من أي جهة أو أي مزارع بخصوص تأمين مادة المازوت لزوم تشغيل البرادات في قرية حضر أو غيرها من مناطق المحافظة، لافتاً إلى أن المادة متوافرة وبالسعر الصناعي لمن يرغب من المزارعين أو أصحاب البرادات...؟!

وبدورنا نحيل شكوى المزارعين وأصحاب البرادات إلى الجهات المعنية، وخاصة أن الفلاح والمزارع هو الجهة الوحيدة المنتجة في محافظة القنيطرة، وما نأمله ألا يكون الروتين والبيروقراطية عاملين إضافيين يقفان مع الطبيعة والظروف المناخية وانقطاع الكهرباء الطويل في معاندة الفلاح وعاملين سلبيين في تكبيد المزارعين خسائر كبيرة هم في غنى عنها... وللحديث بقية؟!

سيريا ديلي نيوز


التعليقات