لأن ترسيخ فكرة المحافظة على الغطاء الأخضر وزيادة مساحته مسؤولية الجميع فقد تهيأت فعاليات اللاذقية كافة للاحتفال بالعيد المركزي الثالث والستين للشجرة المزمع إقامته في موقع العيسوية (جبل العظم).

وفي حديث مع مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خيربك ذكر أن الهدف من الاحتفالية حث الفعاليات كافة للمشاركة في العيد، واختيار اللاذقية كموقع للاحتفال المركزي لهذا العام يعود لكونها محافظة حراجية بامتياز، فمن أصل المساحة الإجمالية البالغة 225 ألف هكتار للمحافظة هناك 85 ألف هكتار من المساحات الحراجية التي تشكل نسبة 30% من مساحة الحراج الموجودة في القطر، يضاف إلى ذلك أن تخصيص العيد المركزي في اللاذقية يأتي بعد الإرهاب الذي تعرضت له غابات المحافظة من اعتداءات ممنهجة ومنها غابات العيسوية التي تعرضت للحرق والقطع من العصابات المسلحة وذلك قبل أن تستعاد إلى حضن الوطن، لذلك هدفنا الأساسي من الاحتفالية جذب أكبر شريحة ممكنة للمشاركة في حملات التشجير وزيادة المساحات الخضراء وزراعتها بأنواع متعددة من الغراس، ليكون ذلك رداً على العصابات الإرهابية وإيصال رسالة لها نقول: مهما قطعت وحرقت هناك أياد تبني وتغرس وتعوض بدل الشجرة عشرات الأشجار، ما يجعل لهذا العيد دلالات كثيرة، حيث من المقرر تحريج 100 دونم في الموقع المذكور، إضافة إلى مواقع أخرى سيتم غرسها للتحريج على مدار أسبوعين من الزراعة والفعاليات الأخرى المشاركة من مجلس مدينة ودوائر دولة وكل منها أرسلت بطلبات للمشاركة بغرس الأشجار منها على سبيل المثال الجمعيات الأهلية التي وصل بعض طلباتها إلى 70 ألف غرسة لغرسها وبالتعاون مع أسر الشهداء في مواقع محددة، مشيراً إلى انتهاء التحضيرات التي تمت لهذه الاحتفالية وذلك بعد سلسلة اجتماعات ترأسها محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم التي تتوج صباح اليوم الأحد بتحريج موقع العيسوية بمشاركة شعبية ورسمية واسعة.

وأشار خيربك إلى أن خطة التحريج الاصطناعي للموسم الحالي 2014 – 2015 تبلغ 625 هكتاراً موزعة على مناطق المحافظة وفق التالي: 150 هكتاراً من أنواع صنوبر ثمري وكناري وعريضات الأوراق في قسطل معاف منطقة البسيط، و60 هكتاراً من الأصناف المذكورة نفسها وعريضات الأوراق في زغرين القديمة، و50 هكتاراً في جوبة وطي الرامة منطقة الحفة، 80 هكتاراً من أصناف أرز لبناني والشوح في بيدر الزعتر القرداحة، مواقع متفرقة في منطقتي الكسارة وكتف البلاط في القرداحة تقارب مساحتها 150 هكتاراً، ومن ثم تتطلع المديرية إلى تجاوز الخطة الحراجية لتصبح أكثر من 735 هكتاراً جميعها ستحرج بإشراف مديرية الزراعة.

وتطرق خيربك إل ما تعرضت له غابات المحافظة من اعتداءات ممنهجة نفذتها المجموعات الإرهابية وذلك في المناطق الحراجية التابعة لناحية ربيعة وكنسبا وسلمى وقسطل معاف وما رافقها من هجوم واعتداء على المنافذ الحراجية، وأبراج المراقبة، ومراكز الإطفاء، التي بلغ مجموعها 50 مبنى قاموا بالسطو عليها وسرقة محتوياتها، ونتج عن ذلك استشهاد 13 عاملاً، وخطف خمسة آخرين، وما زال 103 عمال مجهولي المصير، مشيراً إلى أن عدد الحرائق الحراجية بلغ هذا العام 163 حريقاً أتت على مساحة 50 هكتاراً، بينما أتت الحرائق في العام الماضي على 293 هكتاراً.

 

 

سيريا ديلي نيوز - الوطن


التعليقات