رحلة الشتاء والصيف لدى المستثمرين والتجار السوريين حدثت أثناء الأزمة السورية. رحل التجار والأموال دون تذكرة عودة إلى الأراضي السورية. لقد أنهكهم جحيم الحرب المستمرة. شركات كثيرة فتحت فروعاً لها في دول الجوار. رأسمال سوري يبحث عن استثمارات خارج سوريا بعد أن تحولت البلاد إلى كتلة من نار.

هرب رأس المال "الجبان" يبحث عن "الأمان" فتراجع النشاط الاقتصادي في سورية، وباتت سوريا اقتصادياً مثلها سياسياً وعسكرياً، على كف عفريت.

سوريا تغزو

 يستطيع الزعماء والرؤساء من الدول العربية تناول بوظة "بكداش" السورية المشهورة، ولكن في العاصمة الأردنية. افتتح مالك البوظة السورية، فرعاً جديداً في العاصمة عمّان. واقع بوظة "بكداش" ينطبق على شركات وماركات سورية عدة غادرت، أو افتتحت فرعاً لها في دول الجوار العربي.

أرض الكنانة كان لها حصتها من الماركات السورية. "حلويات سلورة" تفتتح فرعاً لها في مدينة 6 أكتوير، حيث التجمع الأكبر للسوريين، ومطعم "الجناني" الشهير بالفول والحمص والمسبحة والمتبل والفتات وعرق السوس والتمر هندي.  يقول الباحث الاقتصادي السوري سمير سعيفان: "إن مصر كانت الملاذ الأمن للماركات والشركات ورجال الأعمال السوريين، هناك أكثر من 100 رجل أعمال سوري يعيشون ويستثمرون أموالهم في القاهرة حالياً، إضافة لـ70 مصنعًا، و300 شركة قيد الإنشاء، وهو ما عوض تراجع الاستثمارات الأجنبية في مصر بنسبة 80% منذ قيام الاحتجاجات المصرية".

 وأوضح نائب رئيس لجنة الاستثمار بجمعية الأعمال والاستثمار الدولي في مصر عبد المنعم السيد، أن حجم الاستثمارات السورية المزمع ضخها في مصر تجاوزت 2 مليار دولار، وتوفر ما يقرب نصف مليون فرصة عمل نظرًا، لأنها تتركز في قطاع النسيج كثيف العمالة. وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة الخارجية المصرية أنها أنشأت وحدة مختصة للتعامل مع رجال الأعمال السوريين، وقالت: "إنها تسعى لخلق منطقة صناعية سورية".

شركات سورية

بداية العام الحالي، تصدرت الشركات المملوكة لمواطنين سوريين قائمة أكثر الشركات المملوكة لمستثمرين أجانب في تركيا، وبلغ عدد الشركات الأجنبية التي تم إنشاؤها هناك 363 شركة، منها 96 شركة مملوكة لسوريين. ويستفيد رجال الأعمال السوريين من حالة النهوض الاقتصادي والتسهيلات التي قدمتها الحكومة التركية، لتشجيع رؤوس الأموال على الاستثمار في البلاد، وأهمها قانون يتيح للأجانب تملك الأراضي والعقارات دون شرط الإقامة في البلاد.  سجلت "مؤسسة تشجيع الاستثمار الأردنية" وحدها أكثر من 100 مليون دينار أي ما يعادل 140 مليون دولار، من الاستثمارات السورية في الشهرين الأخيرين من عام 2012.

وسجلت الاستثمارات السورية حضورها القوي في اقليم كوردستان العراق ضمن العاصمة "أربيل"، عبر سفيرها مطعم "جنة أربيل " والمعروف في سورية بمطعم "جنة صيدنايا". وهو من الاستثمارات السورية التي حصدت على شهادة تقدير من "وزارة السياحة " في الاقليم كأفضل مطعم في اربيل عام 2013-2014.

 يشير مالك مطعم جنة أربيل الياس معري، أن الشهادة الممنوحة تثبت "علو كعب" الخدمات والصناعات السورية بمختلف أنواعها خارج سورية. ويضيف: "حاولنا جاهدين جعل المأكولات السورية نافذة للمطعم. الأمر الذي لاقى صدى لدى الجميع". ويقول رئيس تحرير موقع سيريا ريبورت جهاد يازجي: "إن الاستثمارات السورية غزت المنطقة برمتها"، وفرغت الساحة السورية منها.

سيرياديلي نيوز- مختار ابراهيم


التعليقات