سيريا ديلي نيوز بلقاء مع الدكتور سنان علي ديب ..... يحاوره : سليمان أمين
سنان علي ديب دكتور في العلوم الاقتصادية اختصاص موارد بشرية ورئيس الجمعية الاقتصادية في اللاذقية ....
بعد أن سلطنا الضوء على المدخل الاقتصادي والاجتماعي للأزمة، وعملنا على محاوَلة حصر الانعكاسات الاقتصادية قدر المستطاع سوف نقوم بدراسة الانعكاسات الاجتماعية والتي تعدّ، إن لم تكن مساوية، للآثار الاقتصادية فهي أهم لأنها تخص الإنسان غاية التنمية وأداتها، وهنا لابد لنا من التذكير كيف أن ألمانيا واليابان خرجتا من الحرب العالمية مدمرتين محطمتين، واعتمدتا على الإعانات وفقدتا ملايين الشباب، استطاعتا أن تعودا أقوى وأن تكونا قطبين اقتصاديين وعلميين على مستوى العالم من خلال الثقافة المتراكمة وحيوية منظومة التعليم، التي أنتجت نوعية من الناس الانضباطيين المنفتحين المبدعين، وبحديثنا مع الدكتور سنان ديب سنحاول الوصول لتأثيرات هذه الأزمة على الإنسان السوري من مختلف النواحي الاجتماعية النفسية الثقافية، وكانت انعكاسات هذه الأزمة والسياسات التي مورست خلالها مخيفة وكثيفة زادت من بلاء .
سيريا ديلي نيوز : دكتور سنان ماذا تقول في البداية عن هذه الأزمة وانعكاساتها على المجتمع السوري ؟؟
ما أتحفنا به الدردري وحكومته التي عاكست الواقع وهشمت البنى، ونجمت عنها زيادة الفقر والبطالة والهجرة الداخلية، لتأتي هذه الأزمة وتزيد البلاء فقذفت بأغلبية الشعب السوري تحت خط الفقر ونصفهم بالمدقع، وكيف لا، وقد أصبح نصف الشعب السوري خارج بيته ومأواه، الذي تهدم أو تركه لغياب الأمن والأمان
سيريا ديلي نيوز : دكتور ماهو متوسط المعيشة للأسرة السورية قبل الأزمة ماهو الآن بعد أربع سنوات من الحرب على البلد سوريا ؟؟؟
كان متوسط المبلغ اللازم لمعيشة الأسرة المؤلفة من 5 أشخاص قبل الأزمة نحو 30 ألف ليرة سورية، وأصبح حسب المصدر نفسه نحو 90 ألفاً، مع اللعب بالدولار ليصل إلى أبواب الثلاثمائة، وليستقر عند الــ170 ل.س، مع عدم وجود رقابة ومتابعة للأسعار من جهة، وانعدام الضمير والأخلاق والحس الوطني من جهة أخرى، ورفع الرسوم والضرائب والعمل، وكأن الأزمة ببلد آخر والمواطن في قمة الرفاهية وما شهده خاصة قطاع السكن من تضخم، والإيجارات للنازحين مع عدم تدخل الحكومة ليصبح المنزل المأجور حلماً للنازحين وكذلك للسكان المحليين.

سيريا ديلي نيوز : بالنسبة للبطالة التي أصبحت اليوم حالة عامة ماذا تحدثنا عنها ؟؟
أثرت الأزمة أيضاً على بطالة القوى البشرية، فقد كانت البطالة قبل الأزمة تتراوح بين 8 و10 و11% حسب الظرف وحسب المعيار الذي يوصفون من خلاله العاطل عن العمل وفق الأرقام المضللة لحكومة الدردري مع العلم أن تقارير كانت تقدرها بنحو 20%، كن الأزمة قد أفقدت أكثر من 1.5 مليون عامل بسبب دمار مكان العمل أو سرقته أو نقله خارج البلد، وأكيد الرقم المعبر الصحيح صعب المنال .
سيريا ديلي نيوز : ماهي تأثيرات الأزمة على الكفاءات و الخبرات العملية ؟؟؟
شهدت سورية نزيف كبير للكفاءات وللفنيين زيادة عما كانت تعاني منه، إضافة لما قتل من خيرة الكفاءات والتقنيين، ونجم عن هذه الأزمة السوداء آلاف المعاقين من الشباب والأطفال باختلاف أنواعها شلل، بتر يد أو يدين أو رجلين، وكذلك إعاقات عقلية وجسدية وأمراض جديدة وخاصة النفسية وما يحتاجه هؤلاء لرعاية دقيقة ومبرمجة وعلاجات مستمرة.
سيريا ديلي نيوز : بالنسبة لصعيد الأسرة السورية التي شهدت شتات مجتمعي وخاصة أن الكثير من الأسر السورية تهجرت ماذا تحدثنا على هذا الصعيد ؟؟
أدت هذه الأزمة للتفكك الأسري نتيجة نزوح نحو 10 ملايين سوري بين نزوح خارجي أو داخلي، فقد قدر عدد السوريين النازحين للخارج بـ3 ملايين نازح، عدا المغادرين من أصحاب الثروات الذين لم تسجلهم المنظمة الدولية في الدول الأوربية وأمريكا، وما يعانيه هؤلاء من صعوبة الحياة والذل والإهانة والأجواء الجديدة ومحاولة النيل من كبريائهم وعزيمتهم، إذ دلت آخر الإحصاءات على وجود 3 ملايين نازح مسجل، لبنان مليون و100 ألف، تركيا 800 ألف، الأردن 600 ألف العراق، 200 ألف، مصر نحو 130 ألف، الجزائر نحو 25 ألف، عدا غير المسجلين والظروف الصعبة التي يعانون منها من تقييد للحريات وسكن غير لائق وغير صحي، وتغيير كامل بشروط وظروف الحياة، وحياة متوترة ومضغوطة وذليلة مستمرة، وما تكرسه من ضغوطات نفسية وكآبة، وما سينجم عن هذه التغيرات مستقبلاً على تكوّن شخصياتهم والحياة التي ينشأ عليها أولادهم، علماً أن نسبة الصغار كبيرة جداً، وأي تنشئة يحاول البعض أن يحيطونهم بها.

سيريا ديلي نيوز : في الحلقة الماضية بالانعكاسات الاقتصادية تحدثنا عن تأثير الأزمة على مختلف القطاعات بالنسبة لقطاع الصحة والخدمات الصحية ما هي التأثيرات التي طالتها وخاصة بما يعانيه المواطن من صعوبة في تأمين حتى الأدوية ؟؟
تأثرت كذلك الخدمات الصحية، إذ كان هناك ضغط كبير على الخدمات الصحية، نتيجة الإصابات الناجمة عن الصراع من جهة، ونتيجة تضاعف أعداد سكان المدن الآمنة، ونتيجة الحصار المفروض والظروف الاقتصادية الصعبة، مما خلق هناك نقصاً ببعض المواد، وكذلك أدى ارتفاع أسعار الأدوية والعلاج لصعوبات في تحمل تكاليف العلاج، وكذلك عدم إمكانية تنفيذ الكثير من العلاجات واللقاحات في الكثير من المناطق والمدن مما أدى إلى تفشي أمراض، وقد تعرض هذا القطاع لتدمير ممنهج ومقصود من خلال تدمير مئات المراكز الصحية والمشافي التي كلفت المليارات مثل مشفى الكندي للسرطان بحلب وغيرها.
دكتور سنان بالتأكيد لحديث يطول كثيرا عن المنعكسات الاجتماعية التي تعاني اليوم من التهميش والتقشف والمعاناة التي تعيشها الأسرة والفرد في المجتمع السوري والذي سنتحدث عنها لاحقا في الحلقات القادمة وماهي الأفق لبناء سوريا المتجددة ..
موقع سيريا ديلي نيوزيتشكرك على وجودك معنا باستمرار

سيريا ديلي نيوز


التعليقات