ما تعلمه الحكومة أنها تعمل جاهدة لتأمين المازوت لوسائط النقل وفق إمكانياتها وظروف الطرق وانسياب المادة لحل أزمة المواصلات، ولكن ما لا تعلمه الحكومة أن الأزمة تزداد حدة يوماً بعد يوم.

ما تعلمه الحكومة أنها تعمل على توفير حصة من المازوت لكل سرفيس يعمل في دمشق، ولكن ما لا تعلمه الحكومة أن بعض السائقين لا يحصلون على حصتهم المحددة بالكامل رغم أنهم يوقعون على استلامهم كامل المخصصات...

ما تعلمه الحكومة أن تأمين المازوت للسرافيس عبر الجداول والبطاقات يضمن وصول المادة لمستحقيها من السائقين ويحدّ من الفساد، ولكن ما لا تعلمه الحكومة أن هذه الآلية خلقت باباً جديداً للفساد يسترزق منه بعض الفاسدين الصغار.

ما تعلمه الحكومة أن تأمين المازوت يومياً إلى السرافيس سوف يمنع حالات التلاعب بالأجرة وابتزاز المواطنين، ولكن ما لا تعلمه الحكومة أن الابتزاز ازداد وطأة.

ما تعلمه الحكومة أن تأمين المازوت للسرافيس سوف يحمي السائقين من ابتزاز تجار السوق السوداء، لكن ما لا تعلمه الحكومة أن بعض السائقين أصبحوا من موارد تدفق المازوت إلى السوق السوداء.

ما تعلمه الحكومة أن بيع المازوت للسرافيس بسعر مدعوم يخفف من الضغط على السائقين والمواطنين على حد سواء، ولكن ما لا تعلمه الحكومة أن التطبيق الراهن لهذه الآلية حوّل بعض السائقين إلى تجار مازوت.

ما تعلمه الحكومة أن السائق الذي يحصل على المازوت يومياً سوف يعمل حتى تنفذ حصته وينتظر لليوم التالي، ولكن ما لا تعلمه الحكومة أن بعض السائقين يبيعون حصصهم إلى تجار السوق السوداء أو إلى أي زبون يدفع لهم 200 ليرة في كل ليتر، بدلاً من العمل على السرفيس.

ما تعلمه الحكومة أن توفير المازوت للسائقين سهّل عمليات النقل أمام المواطنين، ولكن ما لا تعلمه الحكومة أن مشاهد الازدحام بانتظار السرفيس لا تنتهي حتى ساعة متأخرة من الليل، بعد دخول التكاسي على خط الابتزاز العلني.

ما تعلمه الحكومة أنها تقوم بواجبها لضبط النقل وتامين مواصلات المواطن وحمايته من الابتزاز، لكن ما لا تعلمه الحكومة أنها زادت الطين بلة لعدم وجود آليات تطبيق وعناصر مراقبة تحمل مسؤولية الوطن في ظل الأزمة.

والآن.. أصبحت الحكومة على علم بما لا تعلمه عما يجري في دهاليز عالم النقل وتجارة المازوت، والمواطن يريد أن يعلم ماذا سوف تعمل حكومته لتؤمن له المواصلات، وكيف ستحميه من الابتزاز والاستغلال؟

علي نزار الأغا

 

Syriadailynews - Alwatan


التعليقات