اشتداد الطلب على الحطب يرفع أسعاره.. ويشجع التعديات على الأشجار, يبدو أن النداءات التي أطلقها أصدقاء البيئة للحفاظ على ثرواتنا الحراجية ومنع التعدي عليها بقطع الأشجار بقصد الاحتطاب لم تلق أي انتباه، خاصة مع قدوم فصل الشتاء وعدم توافر المحروقات للتدفئة في معظم المناطق وعلى وجه خاص الريف السوري الذي داهمته موجات الحرارة المنخفضة تزامناً مع عدم الإمكانات المادية لمعظم السكان التي تمكّنهم من شراء الوقود لغرض التدفئة فانصرفوا لقطع الشجر والاحتطاب في تعدٍ سافرٍ على الثروة الحراجية وصلت في بعض المناطق لقطع الأشجار المثمرة وسرقتها وبيعها للناس حطباً بأسعار تفوق طاقة الكثيرين.
الحال هذا خلق طلباً واسعا على مدافئ الحطب وبالتالي على وقودها من أغصان الشجر والحطب نظراً لتوافره وسهولة الحصول عليه ورخص ثمنه قياساً بالوقود غير المتوافر بالكميات المطلوبة.
المشكلة أن الاحتطاب لم يتم في ظروف ووسائل منطقية فالمهم أن يحصل المعتدي على البيئة والشجر على ضالته وحاجته فالطلب واسع والمنتظرين و» الدفّيعة « جاهزون خاصة مع وجود من يروج لمدافئ الحطب وميزاتها الصديقة للبيئة !
المعلومات الواردة من الريف السوري ومن بعض المناطق نقلت حجم الاستياء الشعبي من الاعتداء على الأشجار لكنها في ريف حماة مثلاً أخذت منحى آخر يقول إن جهات حكومية تعمل على تأمين حاجة الناس للحطب بأسعار رمزية حيث تقوم الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، ببيع الأحطاب المعدّة للتدفئة بسعر رمزي، وكذلك مشروع تنمية وتقليم الغابات بمديرية زراعة حماة، الذي باع أكثر من 400 طن من الحطب، بنوعيه الوقيد والصناعي لنحو 250 أسرة في منطقة مصياف، وبسعر 2500 ل.س للطن، كما يتم بيع الوقيد وحطب الصنوبريات الصناعي بأسعار مخفضة وتقل عن السوق السوداء بمقدار الضعف.
والهدف من البيع المباشر والمنظم، القضاء على أشكال بيع الحطب في السوق السوداء من خلال تجار الأزمة الذين يعتدون على الغابات كالقطع الجائر أو الحرق أو التخريب المتعمد.
بدورها مديرية الزراعة في السويداء ناشدت الأهالي عدم التعدي على الثروة الحراجية والقطع الجائر للأشجار الذي طال في بعض المناطق بساتين المزارعين وحواكيرهم حيث قطعت الأشجار المثمرة وسرقت لتباع حطباً أخضر بأسعار عالية.
بالمقابل شهدت أسواق الحطب مادة صناعية جديدة نسبياً على التداول تمثلت بعرض أسطوانات قصيرة الحجم مصنوعة من مخلفات معاصر الزيت والزيتون وتحديداً من مادة الجفت وهذه المادة أسعارها مناسبة في غياب المازوت وتحمل فائدة كبيرة فوق اشتعالها الآمن وهي طرح حرارة عالية.
فخلال السنوات الماضية كانت فضلات زيت الزيتون ترمى بشكل عشوائي يؤثر بشكل سلبي على البيئة وهذه الصناعة الجديدة المعتمدة على مادة الجفت حدّت وبنسبة كبيرة من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الثروة الحراجية البرية.
وبالمقابل هي مناسبة لدعوة أصحاب الشأن بتفعيل مثل هذه الصناعة قليلة التكلفة خاصة مع انتشار المعاصر التي لا تعرف ماذا تفعل بمخلفات العصر.
سيرياديلي نيوز
2014-12-04 19:55:14