دخل الشتاء بكامل تفاصيله، والبرد في مدينة قطنا مثال عن الشتاء القارص الخالص الذي يهب مع نسمات مثلجة يرسلها جبل الشيخ الذي بدأ الثلج يرسم بياضه مع المنخفض الأخير... لكن هذا لم يكن مؤشراً لمن لديهم قوائم توزيع الحصة القليلة من مازوت التدفئة لكي يعملوا ضميرهم بأن هناك أطفالاً مرضى والبرد يأكل عظامهم.

 20% نسبة التوزيع

حسب القوائم التي وضعها المخاتير الذين كلفوا بها لأنهم أدرى بأحيائهم فإن ما تم توزيعه حتى الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني لا تتجاوز 20% من عدد العائلات المسجلة مع الأخذ بعين الاعتبار أن عائلات كثيرة لم تسجل لأنها لا تملك ثمن الـ100 لتر الشحيحة.

تجمعات النازحين في مدينة قطنا على سبيل المثال ويبلغ عدد المسجلين في القوائم 1500 عائلة لم تستلم إلا 350 عائلة حصصها حنى تاريخه، وكذلك في أغلب تجمعات المدينة التي تحمل على كاهلها وزر اللاجئين إليها من المناطق الساخنة المحيطة بها.

عدل الواسطة... والمال

الأهالي تحدثوا على أن بعض العائلات ملأت خزاناتها ثلاث مرات بواسطة موزعي (سادكوب) والقطاع الخاص في حين هم ما زالوا ينتظرون أدوارهم منذ أكثر من شهرين، وهؤلاء الذين حصلوا على حصص مكررة هم من المسؤولين في المدينة أو لديهم أقارب وأصدقاء.

أما الطريقة التي يتم الحديث عنها في هذا الغش فهو أن هؤلاء سجلوا عند أكثر من مختار حي أي إنهم سجلوا أسماءهم في أكثر من قائمة مع أن هذا أيضاً يثير الريبة لأن كل مختار مسؤول عن قائمته وقائمة حيه.

يتحدث مواطنون عن قوائم مزورة مع الموزعين فقط يبرزونها أمام المواطنين مع أن كل سيارة يرافقها شرطي، وأن هذه القوائم هي فقط لمن يدفع أكثر، وأن كميات كبيرة تم توزيعها وبيعها بأرقام مالية كبيرة، وتبلغ أسعار البيع خارج القوائم 150 ليرة للتر الواحد، و15000 ليرة للبرميل.

غش في العدادات

أيضاً شكا أكثر من مواطن من الـ100 لتر العظيمة بأنها وصلت إلى خزانه 80 لتراً وأحد المواطنين قام بإفراغ حصته في (كالونات) وتأكد من غش في الكمية التي وصلته وأن عداد الصهريج غير نظامي.

ولفت أحد المواطنين إلى أن بعض أصحاب الصهاريج- ومع أن هناك قراراً بعدم التوزيع بالكالونات- يبيعون الكالون بـ2500 ليرة وهؤلاء ليس لديهم الإمكانية لدفع ثمن الحصة التي تبلغ 8500 ليرة سورية.

حكاية كازية الجبل

وهنا حكاية المزاج في بيع مادة البنزين حيث يتم إضافة 250 ليرة سورية على كل سيارة تدخل كازية الجبل بقطنا، أو يتم حسم المبلغ من الكمية المطلوبة على العداد، والجواب لدى العاملين بالكازية (إذا ما عجبك لا تعبي من هون) أو إذا كان الجواب دبلوماسياً: نحن ندفع للصهريج 50000 ليرة زيادة ليأتي إلى قطنا.

المواطن في كلتا القضيتين خاسر ومهمش في حين كثيرون يملؤون جيوبهم تحت ذريعة خدمة المواطن... فهل من يحاسب؟.

سيريا ديلي نيوز - الوطن


التعليقات