سيرياديلي نيوز - سليمان أمين

نهاية أسبوع لاذقاني رسمتها ريشة بيكاسو في لوحة نادرة عرضت للبيع في مزاد علني , بداية أسبوع لراميتا نحتت معالمه أنامل فيدياس لتبكي السماء حزنا على الآم مواطن متمزق بين حلم بوطن و شارع لم يبقى معالمه سوى شجرة ياسمين سرق عبقها الفساد والاستغلال وموكب الإله المقدس في ثلاثة وأربعون تزينها الدوشكا بالمقدمة والخاتمة والحياة تتوقف لساعة والناس يتحولون لهياكل عظمية تراقب ونفوسهم يحرقها الغضب والذهول ...مشهد اللاذقية التي وصفها بالسويد .... نعم أنها السويد الجديدة التي سرقت معالمها الفينيقية بوجه جديد لحياة عصرية ترأسها المصلحة الشخصية لشخص أجوف أخافته تهاليل عرس في الجغنون فأمر بإيقافه...

اللاذقية تغرق بالقمامة منذ شهور وتحدثنا عنها في الصحافة وصارت حديث الناس على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع وعلى الصوت كثيرا بسبب الروائح المنتشرة وتلال من الأوساخ تزينت بها شوارع المدينة ولكن ما من مجيب لأصوات الاستغاثة أبدا ..نقل المحافظ إلى القنيطرة وأتي بمحافظ جديد ولكن لا حل للمشكلة أبدا فعمال القمامة في المحافظة أصبحوا زعماء ومستشارين عند رئيس القصر البلدي ليأتي الأسبوع الفائت ليغير معالم جغرافية القمامة تفاجأ الجميع صباح يوم الأربعاء الماضي بظهور مخلوقات بشرية في الشوارع تقوم بالتنظيف والتكنيس ..ويتبعها صهاريج لضخ المياه وغسيل الشوارع ..لتكون المفاجأة الكبرى يوم الخميس الماضي نهاية الأسبوع بموكب كبير وضخم مؤلف من 41 من أفخم السيارات وسيارتين تزينهما الدوشكا واحدة في المقدمة لتختم الاخرى نهاية الموكب ..تتوقف الحركة وتشل حركة المدينة لساعة من الزمن من حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر إلى بعد الساعة الرابعة مساءا والمواطنين في ثبات كامل ضمن مركبات النقل وباصات البلدية ... لتكون هذه المفاجأة بأن موكب رئيس مجلس الوزراء الحلقي يزور اللاذقية ويباركها بموكب لم يحصل في أي بلد في العالم .

تحولت اللاذقية بين ليلة وضحاها لمدينة خالية من الأوساخ والقمامة وتوفرت فيها الخدمات باستثناء الغاز والكهربا الخاضعة للتقنين الحكومي .. الآية تقلب وتصبح معكوسة بلمح البرق كالمعراج من أسفل لفوق ... يتجول سيادته في اللاذقية ليتبارك بنوره الإلهي جميع المسؤولين والمدراء في المدينة الذين تحولوا لصفحات بيضاء مطيعة راكعة للقانون وتنفيذ الخدمات على أكمل وجه ... ولكن ماسر هذه الزيارة ؟؟

في زيارته للاذقية حسب الظاهر لوضع حجر الأساس لمشاريع خدمية في المحافظة ولكن بالسؤال وكما هو معلوم بالمحافظة بأن هذه المشاريع ليس وليدة الأمس ولا اليوم هي مشاريع موضوعة منذ سنوات ... وفي لقائه بعض المواطنين وأسر الشهداء والتي لم يتحدث بحقيقتها الإعلام أبدا تعرض الحلقي لتوبيخات المواطنين ومن بينهم أمرأة تكون أم لشهيد وقد وجهت له كلام الواقع الذي يحدث والذي أخفت معالمة قبل بضع ساعات ... أفراح بعض الناس بعرس مقام في مطعم الجغنون طلب سيادته إيقافه لأن الصوت يزعجه ... بالطبع الموسيقا والأفراح ليست مقبولة في المواكب المقدسة ....

تحليل الزيارة هي معرفة وجع الناس ومعالم واقع المدينة الذي لم يعد مخفيا عن الرأي العام ولكن الاتصال والتنسيق جعل من المدينة تتغير 180 درجة خلال ساعات ليكون الواقع كما يريدون وليس كما هو ... ليصف سيادة رئيس الوزراء مدينة اللاذقية بأنها كالسويد نظيفة وخدماتها متوفرة ... التنسيق الحكومي لم يعد مخفيا والفساد العلني والمتاجرة بالمواطن والوطن أصبح واقعا ووجعا يسكن أرواح الشرفاء ومعالم المدن ...

سيادة الرئيس هو الذي هو مثال للشرفاء والكادحين في الوطن الحبيب سوريا ... مثال للكبرياء والتواضع وزياراته للمدن والجيش والمناطق والفعاليات حتى ضمن الحرب كانت بسيارته وبمفرده وليست بالمواكب كما فعل رئيس الحكومة الذي ترك استياءا كبيرا لدى المواطنين ... سيادة الرئيس مثالنا للشرف والتواضع والوطن عندما كان يفاجأ الناس بوجوده بينهم بكل تواضع ومحبة ....

أما رئيس الحكومة تحول لإله في موكبه المقدس شكرا لك على إحساسك بهموم المواطن وافتتاحك للمولات والملاهي ووسائل الترفيه المختلفة ... وأسطوانة الغاز والمازوت والقمامة التي عادت اليوم لوضعها يتساءلون ؟؟!!!