ذكر مدير مركز بحوث الطاقة في وزارة الكهرباء يونس علي، أن أزمة المازوت أفرزت ظاهرتين سلبيتين على الصعيد البيئي والاقتصادي، الأولى تجلت بشكل رئيسي في الريف السوري، من حيث قطع الأشجار للتدفئة، والظاهرة الأخرى تجلت من خلال الزيادة الكبيرة في استخدام المدافئ الكهربائية، كبديلين عن المدافئ التي تعمل عن المازوت في المنازل.

 أوضح علي، مدى الأثر الاقتصادي السلبي الناجم عن استخدام المدافئ الكهربائية، وخاصةً التي تعمل بسلك معدني متوهج، الأكثر استخداماً وشيوعاً، نتيجة سعرها المنخفض بالمقارنة مع الأنواع الأخرى.

وأوضح أن مبدأ عمل المدافئ الكهربائية يتركز على عملية تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حرارية، والتي كانت بالأساس مصدراً لتوليد الكهرباء، في محطات التوليد من خلال تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود إلى طاقة حركية ومن ثم إلى طاقة كهربائية، وهذا ما يعرف بالسلسلة الطاقية للإنتاج التقليدي للكهرباء.

وقال: "إن تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود إلى طاقة كهربائية، مروراً بسلسلة من العمليات التكنولوجية والفيزيائية المعقدة والمكلفة، كان الهدف منه هو الحصول على نوع جديد من الطاقة، التي يمكن نقلها إلى مسافات بعيدة واستخدامها في تدوير الآلات الميكانيكية، الأجهزة الكهربائية والإنارة وغيرها، وليس استخدامها كطاقة حرارية للتدفئة أو التسخين، وإلا ما الفائدة من كل هذه السلسلة الطاقية التحويلية ومبررات التكاليف المالية المرتبطة بها".

وبيّن أن كل واحد كيلو واط ساعي من الطاقة الكهربائية يعادل 860 كيلو كالوري حراري من الطاقة الحرارية، وفي حال تم تحويل هذه الطاقة عن طريق مدفئة كهربائية بمردود 85%، فإن كمية الطاقة الحرارية المستخرجة من واحد كيلو واط ساعي سوف تكون 730 كيلوكالوري تقريباً.

ووفقاً للدراسات الإحصائية والاقتصادية في وزارة الكهرباء بخصوص تكلفة وحدة الكهرباء وصولاً إلى المستهلك المنزلي، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسعار العالمية للوقود، فإن كلفة الكيلو واط ساعي بالأسعار العالمية تصل إلى 25 ليرة سورية تقربياً.

وفي السياق، أشار علي، إلى أن نفس كمية الطاقة الحرارية الناتجة عن واحد كيلو واط ساعي، بواسطة المدفئة الكهربائية والمقدرة بـ730 كيلوكالوري، يمكن الحصول عليها من خلال الحرق المباشر لكمية من الوقود المكافىء تعادل 73 غرام، والتي يقدر سعرها بحوالي 6 ليرة سورية وفقاً للأسعار العالمية للوقود، أي أنه كلفة وحدة الطاقة الحرارية المنتجة بواسطة المدافىء الكهربائية، تعادل أربعة أضعاف كلفتها الناجمة عن الحرق المباشر للمازوت.

الجدير بالذكر، أن وزيرة الدولة لشؤون البيئة، نظيرة سركيس، أكدت مؤخراً، على ضرورة تأهيل الكوادر الفنية بغية البحث عن بدائل آمنة للطاقة، مع الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة، ولاسيما الغاز الحيوي، الذي ينتج من التقانات البسيطة نسبياً والملائمة للظروف الحياتية في المناطق الريفية.


 

سيرياديلي نيوز


التعليقات