للخبز الشعبي ايضا أنواعه واسواقه الخاصة، وله ميزاته ومغرياته التي تتحكم بها الأنماط الاستهلاكية للمواطن، وبالرغم من كل التصريحات التموينية والحمائية للمستهلك إلا أن اسعاره تبقى على كيف ورحمة الباعة، في حين يبقى الخبز الذي تقدمه الدولة الافضل والاكثر رخصا بمراحل والاقدر على اشباع المواطن.

أما بالنسبة لأنواع الخبز المتوافرة في السوق والمصنعة من قبل القطاع الخاص ، فيبدو واضحاً ان اسعارها هذه الأيام باتت سلعاً كمالية وفقاً لتقديرات من اعدها ، فكيس بلاستيكي صغير لا يضم الا ستة من ارغفة الخبز الاسمر التي لا يتجاوز قطرها 10 سم تباع بسعر 50 ليرة سورية في حين ان ربطة الخبز السياحي بوزن لا يتجاوز 1200 غرام تباع بسعر 160 ليرة سورية وهو سعر ارتفع بعد رفع سعر البنزين حيث كانت تباع قبلها بسعر 140 ليرة سورية، في حين تباع ربطات من الخبز السياحي من نوعيات اخرى بسعر 150 ليرة سورية.‏

أما المتربع على عرش اسعار الخبز فهو الخبز المشروح الذي يباع بالرغيف الواحد لا بالربطة، وباستعراض اسعاره منذ اشهر ستة وحتى اليوم نلاحظ ان الرغيف الواحد كان يباع بسعر 10 ليرات ومن ثم ارتفع سعره الى 12.5 ليرة شرط ان يشتري الزبون رغيفين اثنين بسعر 25 ليرة ليرتفع سعره لاحقا الى 15 ليرة مع الاخذ بعين الاعتبار ان الربطة الواحدة تضم 6 أرغفة بسعر 100 ليرة بالتزامن مع رفع سعر ليتر البنزين الى 120 ليرة ، أما اليوم فقد بات سعر رغيف المشروح الواحد 20 ليرة وتضم الربطة كاملة في حال ارادها الزبون 5 ارغفة فقط ، ذلك كله بالرغم من ان النشرات التي تصدر عن مديرية التجارة الداخلية ومجلس محافظة دمشق حددته سابقاً سعر بسعر 40 ليرة لربطة المشروح (قبل زيادة سعر البنزين الى 140 ليرة سورية) وعلى ارض الواقع فإن السعر المحدد لا يعدو كونه سعر رغيفين اثنين.‏

المسألة ان صانع الخبز المشروح يبذل جهداً لإنتاج هذا الرغيف والمواطن كذلك يتعب ولا يجد ما يقابل تعبه، ولكن المفارقة هنا ان أفران الخبز المشروح تجد الدعم المقدم لها إن كان بالطحين الذي تؤمنه الدولة لها أو بالمازوت الذي يجده لديها في كل وقت وحال طلبه، حيث تقدم هاتين المادتين بأسعار تمييزية لا بأسعار السوق الحرة على اعتبار ان الخبز المشروح يعامل معاملة الحاجة الضرورية للمواطن ولكن الرقابة المعدومة على هذه الافران يجعل اصحابها يبيعون خبزهم بأسعار سياحية بل وبأسعار الحاجات الكمالية، دون أي رادع من اخلاق او وازع من ضمير، فما هو الحال لو باشرت الدولة بيع افران خبز المشروح المواد من دقيق ومازوت بالأسعار الحرة... لعلها تجربة جديرة بالتنفيذ ولو لأسبوع من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حتى تعرف ما يجري على الارض ودون كاميرات أو إعلام مرافق..‏

سيرياديلي نيوز


التعليقات