تعالت أصوات أصحاب المحال التجارية في مختلف الأسواق الشعبية منادين بتوفر بضائع متنوعة بأسعار معتدلة، على حد اعتقادهم، إذ يمر الناس بمعظم المحال، مروراً سريعاً مقتصرين على الاستفسار عن سعر عدد من السلع، على أمل إيجاد أحدها بثمن مقبول، حيث جاء فصل الشتاء بطقسه البارد فارضاً تأمين عدد من المستلزمات الضرورية على الأسرة السورية، وبالتالي بدأ موسم جديد من المعاناة مع الغلاء والأسعار الكاوية، للحصول على السلع التي توفر الدفء.
ضيق الأحوال المادية وغلاء الأسعار في الأسواق على اختلاف بضائعها، ما زال يشكل هاجساً للعائلة السورية، إلا أن شتاء هذا العام، حمل معه في بدايته قدوم عيد الأضحى بالتزامن مع افتتاح المدارس وموعد تحضير المونة الغذائية، وتميز أيضاً بقرارات رفع سعر المازوت والبنزين، أي غلاء أكثر وصعوبة أكثر في توفير مستلزمات التدفئة خصوصاً، والمعيشة عموماً..
الحكومة تؤمن ليتر مازوت يومياً فقط
حال العائلة السورية، مع مرور عدة أعوام على الأزمة، في تدهور ملحوظ، فحتى مع اللجوء إلى وسائل وأساليب للتدفئة غير معتادة، مقارنة مع أيام ما قبل الأزمة، ما زالت تعيش الأسر بعكس التيار، حيث زاد قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك برفع سعر ليتر المازوت إلى 80 ليرة العبء المادي لكل أسرة، فعند الحديث عن شراء المازوت بالسعر الرسمي ومن مراكز حكومية كما هو مقرر بمعدل 200 ليتر بسعر 16 ألف ليرة سورية، تكون تكلفة تأمين المازوت لكل شهر حوالي 2600 ليرة، إذا افترضنا الشتاء ستة أشهر، علماً أنه بموجب هذه الكمية يمكن للعائلة أن تصرف يوميا حوالي ليتر واحد فقط من المازوت، وهو مستحيل لأن إشعال المدفأة يحتاج وسطياً إلى ما لا يقل عن 5 ليتر يومياً، أي أنه سيتوجب على العائلة تأمين ما تبقى من حاجتها من مادة المازوت من السوق الحر أو ما يسمى بالسوق السوداء، وبسعر 250/ ليتر، وبالتالي ستصل تكلفة التدفئة باستخدام المازوت إلى 180 ألف ليرة، خلال ستة أشهر..
أما في حال أمنت الحكومة دفعة ثانية من المازوت لكل أسرة بمعدل 200 ليتر إضافية، ستكون تكلفة الكمية اللازمة من المازوت لكل أسرة لإشعال المدفأة يومياً بفرض سعر الليتر في السوق السوداء 250 ليرة، حوالي 90 ألف ليرة سورية.
التدفئة بالغاز والكهرباء أوفر.. إن توفرت
أما التدفئة عبر مدافئ الغاز، فلها حسبة آخرى، إذ تباع أسطوانة الغاز في السوق حالياً بسعر يصل إلى 1700 ليرة سورية، بسبب قلة المادة وشائعات رفع سعرها رسمياً، وتحتاج مدفأة الغاز شهرياً إلى تبديل الأسطوانة مرتين على الأقل حسب الاستخدام، أي تكلف حوالي 3 آلاف ليرة، فضلاً عن كونها غير كافية لتدفئة منزل بأكمله بل غرفة واحدة فقط.
وبالنسبة للمدافئ الكهربائية، التي كانت من الحلول المطروحة قبل أن يتحول وقت تقنين الكهرباء إلى كارثة بسبب طول فترات التقنين وتكثيفها نهاراً، فقد أصبحت من الحلول المستبعدة بالنسبة للعديد من الأسر غير المقتدرة مادياً نتيجة ارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى اعتبار المدفأة الكهربائية من أهم أسباب زيادة قيمة فاتورة الكهرباء نظراً لما تستهلكه.
وفي جولة قامت بها (قاسيون) على الأسواق لسبر أسعار المدافئ على اختلاف أنواعها، تبين أن سعر مدفأة الكهرباء الشعبية يترواح بين 1500- 1900 ليرة سورية، وهي مدفأة "شعبية" بسيطة لا موديل لها، بينما تبدأ أسعار المدافئ الأكثر تطوراً من 2000-15000 ليرة سورية، فيما يبلغ سعر مدفأة الغاز الصغيرة جداً حوالي 2900 ليرة، ليتجاوز 20 الف كلما كانت أكثر تقنية وتطوراً، وبالنسبة لمدافئ المازوت فلا يقل سعرها عن 10 آلاف ويصل إلى أكثر من 20 ألف حسب الحجم والموديل..
وسائل تدفئة فردية
ومن ناحية ثانية، كانت الحرامات والألبسة، من وسائل وأساليب التدفئة المألوفة مع ارتفاع أسعار المدافئ والوقود، وغياب الكهرباء، لكنها كغيرها من سلع، باتت مع ارتفاع أسعارها بعيدة المنال بالنسبة للأسر ذات الدخل المتدني ، حيث يباع الحرام ذو النوعية المتوسطة بسعر يتراوح من 5- 9 آلاف ليرة سورية، في حين يباع الحرام ذو النوعية الجيدة بسعر يبدأ من 15 الف ليرة وما فوق.
وبخصوص الألبسة، التي باتت تستخدم كوسيلة للتدفئة داخل المنازل وخاصة للأسر التي تملك أطفالاً، فقد تبين من خلال ما رصدته (قاسيون) من أسعار في أحد الأسواق الشعبية بدمشق، أن سعر الجاكيت القطن المصوف الولادي يبلغ 2700 ليرة، والجاكيت المطري يبدأ من 3 آلاف ليرة، بينما تباع البيجاما الولادي القطن بسعر يبدأ من 2500 ليرة، والطقم الشتوي يتراوح سعره بين 4000-6000 ليرة، وبالنسبة للملابس الرجالية فتباع الكنزة القطنية المصوفة بسعر 2000 ليرة، وبنطال البيجاما بسعر يتراوح بين 1200- 2000 ليرة سورية، والجاكيت الرجالي بموديلات قديمة بسعر 4000-6000 ليرة سورية، والجاكيتات الحديثة بأسعار تتجاوز 7 آلاف ليرة سورية.
وفيما يخص أسعار الملابس النسائية، فتباع الكنزة بسعر 3000 وسطياً، ويصل إلى 6500 في محلات بأسماء معروفة، بينما يباع البنطال بسعر يبدأ من 4000 ليرة سورية ويتجاوز سعر بنطال الجينز مبلغ الـ 6 آلاف ليرة، في حين يصل سعر سترة الجلد الصناعي إلى 12 الف ليرة، وسعر الجزمة 10 آلاف ليرة سورية، فيما تباع أحذية شتوية الموديل بدون ساق بسعر وسطي 3500 ليرة سورية، كما تباع في الأسواق فيزونات بأسعار مختلفة تبعاً لسماكة القماش، حيث يتراوح سعر القطعة منها من 800-1600 ليرة سورية.
توقف مصانع حلب يشعل أسعار دمشق
وكنتيجة لتوقف معظم معامل مدينة حلب التي تعتبر مصدراً هاماً للسجاد الوطني والموكيت، فقد شهدت أسعار هذه السلع ارتفاعاً كبيراً في العام الحالي، حيث تراوحت أسعار السجاد بين 3500-5000 للمتر المربع حسب الجودة، فيما وصل سعر الموكيت إلى 1500-2000 ليرة للمتر المربع.
وكذلك كان وضع السجاد والموكيت المباع عبر المنافذ الحكومية، بعد أن أصدرت الشركة العامة لصناعة الصوف والسجاد لائحة جديدة بأسعار منتجاتها، حيث نصت أن سعر المتر المربع 2300 ليرة من السجاد الصوفي بالجملة للجهات العامة ومؤسسات الدولة التسويقية والجمعيات التعاونية الاستهلاكية وللمساجد نقدا وعلى دفعات لاتتجاوز ستة أشهر من تاريخ صدور الفاتورة.
كما حددت الشركة، سعر المتر المربع بـ 2500 ليرة نقدا بالمفرق و2800 ليرة للمتر المربع تقسيطا للعاملين في الدولة مع حسم 5 بالمئة للوكلاء من سعر التقسيط على أن يحدد عدد أشهر التقسيط حسب واقع كل معمل على حدة وبقرار يصدر عن اللجنة الإنتاجية فيه وبما لايتجاوز 30 شهرا.
وتعاني الأسواق السورية من فلتان واضح، حيث باتت الفروق بالأسعار تصل إلى أكثر من 1000 ليرة بعض الأحيان لذات السلعة من محل لآخر، مايشير إلى انعدام الرقابة الحكومية وتركها لضمائر تجار الأزمة، رغم الوعود مراراً وتكراراً، بضبط الأسعار وإلغاء تحرير بعض السلع وإخضاعها للرقابة.
سيرياديلي نيوز
2014-11-14 17:55:10