يشهد السكن الجامعي إقبالا كبيرا خلال الأشهر الماضية انطلاقا من الميزات التي يوفرها للطالب الجامعي وللأسرة وكونه يحقق عنصر الاستقرار لمتابعة تحصيله العلمي ويوفر له الخدمات والأجواء الاجتماعية المضبوطة فيها ويضاف إلى ذلك ميزة قرب السكن الجامعي من مقرات الجامعات ارتفاع إيجار العقارات والسماح للطلاب الذين خرجوا من محافظاتهم بسبب اعتداءات الإرهابيين بالدوام في باقي الجامعات والعدد الكبير للطلاب المنقولين والمستفيدين من الترفع الإداري جميعها أسباب زادت من الإقبال على المدن الجامعية لكن كل ذلك هل كان ضمن توقعات وزارة التعليم العالي ؟ وماهي خطط الاستيعاب التي وضعتها لشمل أكبر عدد ممكن من الطلاب؟
مستمرون بتأمين السكن الجامعي ومراعاة لكل الظروف الطلابية ومعالجتها
يقول وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر مارديني في تصريح له  إلى أن قبول الطلاب يتم بناء على معايير عدة منها بعد الطالب عن مكان دراسته وحالته الاجتماعية وطبيعة دراسته في الكليات العلمية والتطبيقية أو النظرية. ويوضح وزير التعليم العالي انه وبعد أن أصبح هناك موارد ذاتية للجامعات استطاعت بعضها كجامعة تشرين من إنشاء وحدات سكنية من مواردها الذاتية كحل أمثل لتلبية الطلب الزائد على السكن الجامعي مؤكدا أن ازدياد أعداد القاطنين في المدن الجامعية فوق المعدل المحدد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على دارسة الطلاب ومستواهم العلمي ويحمل بنفس الوقت المرافق العامة حمولة إنشائية إضافية. ويستدعي تزايد عدد القاطنين بالمدن الجامعية القيام بإجراءات معينة لتنظيم عملية استيعاب الطلبة داخل الغرف بشكل ملائم ومناسب لتحقيق توازن بين الأعداد الكبيرة ومستوى البنى التحتية المعدة وتجنبها الحمولة الزائدة والضغط الناجم من الاستهلاك اليومي الكبير للخدمات التي يعمل المعنيون بالإدارات الجامعية على الحفاظ عليها ومعالجة الأعطال فيها وصيانتها بشكل متواصل خلافا لما يراه الطلبة بأن مستوى الخدمات في المرافق الخدمية لم يتغير وضعه منذ سنين يضاف الى ذلك ما قد يعاني منه الطالب من تأثيرات هذا الضغط على تحصيله العلمي.
ازدحام ولكن ؟؟
ويؤكد عدد من طلاب المدينة الجامعية بدمشق أهمية السكن الجامعي لأنه يؤمن لهم المكان القريب من الجامعة والاستقرار مشيرين في الوقت نفسه إلى وجود ازدحام في الغرف وخاصة في الوحدات التي يدرس طلابها بالكليات النظرية ما يسبب الكثير من المشاكل التي تؤثر سلبا على الأوضاع الدراسية والاجتماعية. وتشير رغد طالبة مستجدة تدرس هندسة طاقة إلى أن السكن جيد والأجواء ملائمة ولا توجد أي إشكالات فيما يعتبر كل من زكريا عيسى سنة خامسة طب وضياء الولي سنة رابعة طب أن هناك مواضيع متعددة تحتاج إلى تطوير وإعادة النظر فيها بكل جدية كالنظافة والتقليص من عدد الطلاب في الغرف لان ذلك يؤثر سلبا على الدراسة إضافة إلى موضوع التدفئة أما باقي الأمور الأخرى فهي جيدة خاصة فيما يتعلق بتكاليف السكن التي تعتبر رمزية جدا والخدمات الأخرى موجودة من مكتبة ومطعم وأجواء أخرى للترويح عن الطالب. ويشير ريبر عرمان سنة ثالثة إعلام إلى أن الأجواء جيدة بشكل عام إلا أن أوضاع المدينة الجامعية لم تتغير منذ سنوات على الرغم من شكاوى الطلاب وهناك ضرورة للعمل على صيانة المرافق العامة في الوحدات السكنية مشيرا إلى ارتفاع تكلفة استخدام شبكة الانترنت للطلاب في حين يرى نيروز ابو كرم سنة ثانية اقتصاد ومحمد العلي سنة ثالثة انكليزي أن المرافق الصحية سيئة جدا وهناك ضغط كبير داخل الغرف ومخالفات للأنظمة في العديد من الوحدات مع عدم وجود رقابة فعلية على أكثر الأمور ولا بد من الإشراف بجدية أكثر على السكن ومعاقبة المخالفين والتشارك في هذه المسؤولية بين الإدارة والطالب.
لابد من تطوير المرافق العامة ومكافحة المخالفات
ويعاني طلاب المدينة الجامعية بدمشق من العديد من المشاكل التي لم يتم العمل على تداركها منذ سنوات طويلة والتي تؤثر سلبا على أوضاع الطلبة أهمها محدودية استيعاب الغرف ومساحتها وكثرة القاطنين بالغرفة الواحدة وتطوير المرافق العامة والصحية ومسألة التعاون بين الإدارة والطلاب. وفي هذا السياق يشير الدكتور إبراهيم محمد جمعة مدير مدينة باسل الأسد الجامعية بدمشق إلى أنه سيتم تنظم أمور سكن الطلاب بعد صدور القوائم النهائية من الكليات والتي تأخرت بسبب تأخر الدورة الامتحانية الثالثة والنتائج الامتحانية لعدد من المواد بجامعة دمشق. ويوضح جمعة انه تم افتتاح سكن للطلاب منذ بدء الدوام الرسمي إلى أن يتم ترتيب أوضاع الطلاب القدامى والحديثين والمنقولين وتبيان الشواغر. ويبين مدير المدينة الجامعية أن إدارة المدينة بحثت مؤخرا مع رئاسة جامعة دمشق عدة قضايا تتعلق بتامين مستلزمات الطلبة داخل السكن وتوفير احتياجاتهم والية قبول الطلاب الذين لديهم ظروف خاصة على اختلافها وفتح المجال والأولوية لاستقطاب الطلاب الذين تأخروا في تقديم طلبات السكن نتيجة ظرف ما أو المنقولين من الجامعات الأخرى أو الذين اضطرتهم الظروف الحالية إلى ترك مناطقهم في ضواحي دمشق وريفها وذلك بعد معالجة أوضاع طلاب الكليات العلمية والنظرية المداومين. ويلفت إلى وجود خطة لاستيعاب اكبر عدد من الطلاب في كل الوحدات السكنية من خلال إضافة آسرة إضافية في الغرف بحيث تنظم أمور الطلبة قدر الإمكانيات المتاحة ويترك للطلبة قرار استضافة طلاب اخرين زيادة على العدد المحدد الممكن قبوله إذا رغبوا هم بذلك مشيرا إلى أن ورشات الصيانة والإصلاح قامت بتجهيز كل ما يلزم لتجهيز الوحدات واستقبال الطلاب وستكون على استعداد لمعالجة أي شكوى يتقدم بها الطلبة. مشيرا إلى ان الوحدات السكنية تتوزع بين تجمعات المزة ومساكن برزة والهمك والتل وتؤمن السكن لطلاب سوريين وعرب وأجانب. ويرى مدير المدينة أن الاستيعاب الزائد سيؤثر على مستوى الخدمات ويشكل ضغطا على المرافق العامة ما يؤدي إلى ظهور مشاكل عدة اجتماعية وخدمية قد تؤثر على دراسة الطالب إلى حد ما إلا أنها ستبقى ضمن الحدود المعقولة التي يمكن احتواؤها ومعالجتها.

سيرياديلي نيوز


التعليقات