أكد خازن نقابة الصيادلة في سورية الدكتور طلال عجلاني أن عدد معامل الأدوية المتوقفة عن الإنتاج وصلت إلى 23 معملاً من أصل 73 لافتاً إلى أن المعامل المنتجة حالياً انخفضت طاقة إنتاجها إلى 35% من قيمة الإنتاج وهذا يدل حسب قوله على الضرر الكبير التي تلقته معامل الأدوية.
وبيّن عجلاني لصحيفة "الوطن"  أن وزارة الصحة أصدرت مؤخر قائمة بأنواع الأدوية المفقودة حيث وصلت إلى ما يقارب 100 صنف من هذه الأدوية التي تحتاجها سوق الأدوية مشيراً إلى أن هناك نقصاً في هذه الأصناف، موضحاً أن هناك صعوبة كبيرة في استيرادها وخاصة أن هذه الأدوية تحول طريق استيرادها عبر الحدود اللبنانية ما زاد ذلك من صعوبات الاستيراد.
وأكد الدكتور عجلاني أن هناك صعوبات كبيرة تواجه عملية توزيع الأدوية في الأسواق حيث إن مستودعات الأدوية المسؤولة عن التوزيع لم تعد قادرة على تغطية السوق بشكل كامل وذلك نتيجة نقص الإنتاج المحلي ونقص الأدوية المستوردة من الدول الأخرى كاشفا عن أن عدد المستودعات في سورية بلغت خلال العام الجاري 543 منها 138 مستودعاً في دمشق وريفها مؤكداً أن معظم مستودعات الأدوية بريف دمشق أغلقت نتيجة الأوضاع التي شهدتها تلك المناطق ما أثر سلبا في توزيع الأدوية وجغرافية هذا التوزيع.
ولفت عجلاني إلى أن هذه المستودعات تأثرت في صعوبة الاسيتراد بشكل كبير حيث إنها لا تلقى الدعم الكافي من مصرف سورية المركزي من حيث بيع الدولار مشيراً إلى أن هذه المستودعات يجب أن تعامل معاملة خاصة باعتبار أن تأمين الدواء في السوق ضرورة ملحة لكل مواطن سوري.
وأشار عجلاني إلى أن معامل الأدوية تأثرت بشكل كبير بارتفاع مادة المازوت وانقطاع التيار الكهربائي حيث إن معظم المعامل المنتجة أصبحت تعمل عبر مولدات الكهرباء نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المتواصل ومن هذا المنطلق فانه لابد من دعمها من خلال توفير مادة المازوت وبسعر مدعوم بحيث لا تتأثر بسعره المرتفع وخاصة أن هناك معامل توقفت عن الإنتاج نتيجة تكلفة الدواء الباهظة.
وأكد عجلاني أن سورية تستورد سنوياً من الأدوية بقيمة مليارات الليرات السورية إلا أن التكلفة في الوقت الراهن ارتفعت بشكل كبير ولذلك فأنه لا بد من إيجاد حلول مناسبة لمنع فقدان الأدوية ولاسيما منها الضرورية حيث إن بعض هذه الأدوية فقدت وخاصة في مشفى البيروني المختص بالأمراض السرطانية ما دفع المواطن إلى شراء الأدوية من خارج المشفى وبتكاليف باهظة، لافتاً إلى أن العام الماضي شهد فقدان العديد من الأصناف الدوائية الضرورية أما العام الحالي فيعتبر مقارنة بالعام الماضي أفضل بكثير من ناحية تأمين الأدوية الضرورية حيث لم يشهد هذا العام فقدانا كبيراً لهذه الأدوية.
وبين الدكتور عجلاني إلى أنه أصبح هناك فرق كبير بين قيمة إنتاج الأدوية وقيمة بيعها في الأسواق ضاربا مثلا أن دواء السيتمول قد يباع في الأسواق بـ60 ليرة في حين يكلف المعمل حالياً 190 ليرة، مشيراً إلى ضرورة إيجاد خطة توفق بين قيمة صناعة الأدوية وبيعها في الأسواق وهذا من مهمات الحكومة التي يجب أن تعمل على تحقيق هذا التقارب.
وأكد العجلاني ضرورة دعم الصناعة الدوائية بحيث لا تتأثر بالوضع الراهن باعتبار الأدوية هي ضرورة من ضروريات المواطن السوري داعيا وزارة الصحة إلى دعم معامل الإنتاج ومساعدة المستودعات التي توزع الأدوية في السوق على توزيعها وتقديم كل التسهيلات التي تحتاجها، ولاسيما أن هناك الكثير من مستودعات الأدوية تعرضت للسرقة من قبل العصابات المسلحة ما دفع بأصحابها إلى إغلاق مستودعاتهم والبحث عن أمكنة أخر لمواصلة عملهم.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات