في إطار مكافحة الفساد الإغاثي ومنع استغلال المواطنين المهجرين من خلال الخدمات التي تقدم لهم في المجال الإغاثي، وخاصة بعد ظهور حالات كثيرة في شوارع دمشق وغيرها من المدن السورية، والسعي الدائم من قبل المعنيين امكافحة ظاهرة بيع المواد الإغاثية، وبناءً على العديد من الشكوى التي وصلت اللجنة الفرعية للإغاثة بمحافظة دمشق قامت لجنة تقصي الحقائق التابعة للجنة بضبط عدد من التجاوزات والمخالفات والتي تسيء بشكل كبير للعمل الإنساني والإغاثي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن المتضرر.

وكشفت اللجنة الفرعية للإغاثة بمحافظة دمشق أنه تم إبلاغنا من قبل إحدى الجمعيات في المنطقة بوجود سيارات صغيرة مكشوفة محملة بالمواد الغذائية وغير الغذائية تفرغ حمولتها عند مدرسة الأشمر في منطقة الزاهرة والمتخذة كمركز إيواء من قبل الــ«UNRWA» ويقوم باستلام المواد شخص يملك طاولة على الرصيف بالقرب من الجمعية بحيث يقوم ببيع المواد كمتفرقات،

وأشارت اللجنة أنه بناءً على البلاغ قامت لجنة تقصي الحقائق بزيارة مفاجأة فتبين صحة الحالة، وأوضحت اللجنة أن السيارة التي كانت تحمل المواد الإغاثية كانت قد أفرغت حمولتها عند وصول اللجنة وقامت بالمغادرة، وتم ضبط سيارة مركونة بالقرب من طاولة البيع لكن من دون سائق ويستخدمها شخص قرب طاولة البيع وهو الذي يقوم بالبيع منها ومعدة «كمستودع»، وأكدت اللجنة أنه جرى الحصول على رقم لوحة السيارة التي غادرت المنطقة قبل وصول اللجنة من أحد أعضاء الجمعية، إضافة إلى رقم السيارة المركونة في مكان البيع وهي التي يتم استخدامها «كمستودع».

وأوضحت اللجنة الفرعية أن مالك الطاولة كان يقوم ببيع العديد من المواد (حليب أطفال- رز- سكر- ملح- برغل- زيت- معكرونة- فول- حمص- حلاوة- سيرالك… الخ)، إضافة إلى قيامه ببيع (حصر- فرشات- حرامات) وهي كلها من المواد الإنسانية التي يتم توزيعها مجاناً، وكشفت اللجنة أن القسم الأول من المواد مصدره برنامج الغذاء العالمي (W. F. P) والقسم الأخر مصدره الأونوروا (UNRWA)، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق صاحب الطاولة (محمود. أ) ومصادرة كافة الكميات التي ضبطت، والتحقيق جار في الموضوع من قبل الجهات المختصة حسب ما أكدته اللجنة الفرعية.

وفي السياق وخلال الجولة التفقدية على جمعية الرعاية والتنمية الخيرية في منطقة برزة بدمشق والتي قامت بها اللجنة الفرعية للإغاثة تبين أنه بجانب الجمعية مباشرةً يوجد مكتبة تقوم ببيع استمارات الاستضافة والمهجرين مقابل مبلغ مالي، علماً بأن هذه الاستمارة تقوم اللجنة الفرعية للإغاثة بتوزيعها مجاناً، وقد كتب عليها «هذه الورقة تعطى وتختم مجاناً» مع إضافة رقم شكاوى في حال تم استغلال المواطن من قبل الجمعية،

وتبين أن صاحب المكتبة قد قام بتقليد الاستمارة وبيعها للمواطنين المهجرين، إضافة إلى قيامه بلصق إعلان على واجهة المكتبة كتب فيها «يوجد استمارات معونة» وقد قام بشطبها أثناء وصول اللجنة واستبدالها بكلمة معونة مدرسية، وأوضحت اللجنة أنه تم ضبط عدد من الاستمارات الفارغة في المكتبة، كما تم ضبط الطابعة الليزرية التي تطبع الاستمارات وتبيعها للمستفيدين، وأفادت اللجنة أن صاحب المطبعة قام بالهرب وعند مساءلة صاحب المكتبة أنكر معرفته فيه علماً أن الطابعة تستمد الطاقة الكهربائية من خلال المكتبة، وقد قامت اللجنة باتخاذ الإجراءات المناسبة بحق كل من صاحب المكتبة والطابعة ومصادرتها وإغلاق المكتبة.

وكشفت اللجنة عن قيام مختار المنطقة بتقاضي مبلغ عن الاستمارة والتي من المفترض أن يختمها فقط دون أي مبلغ يذكر، وبناء على مخالفته قام محافظ دمشق بإعفائه وتسمية مختار عوضاً منه كمختار للمنطقة المعنية ليكون عبرة لغيرة ممن يستغلون المواطن الذي يكفيه ما يعانيه من الأزمة، وفي نفس السياق وزيادةً في إصرار المحافظة على ضبط عمل المخاتير قامت اليوم بتعميم تسعيرات الأوراق التي يقوم المختار بتحريرها مع اتخاذ العقوبات الصارمة بحق من يخالف هذه التسعيرات مع التأكيد أن استمارة الاستضافة والمهجر وفقير الحي يجب أن يختمها المختار بعد التأكد من الحالة من خلال الكشف الميداني على العائلة وهذه الخدمة تقدم مجاناً.

سيرياديلي نيوز


التعليقات