بدأت اليوم أعمال الورشة الوطنية لمتطلبات المناهج وفق مدخل المعايير التي تقيمها وزارتا التربية والتعليم العالي بالتعاون مع مركز البحوث التربوية في لبنان وذلك في كلية التربية بجامعة دمشق بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي.

وتناقش الورشة التي تستمر حتى السادس عشر من الشهر الجاري مسوغات التوظيف التربوي لمدخل المعايير والسياق التاريخي لظهور حركة المعايير التربوية وخصائصها والفوائد المترتبة على تطبيقها واليات التطبيق والتكامل مع مدخل التقويم وذلك من خلال بحوث أكاديمية أعدها خبراء من سورية ومصر ولبنان وورش عمل ميدانية تخصصية تشمل اللغات والعلوم الانسانية والاجتماعية والعلوم الأساسية.

وتهدف الورشة إلى تنمية برامج إعداد المعلم وتدريبه وفق المعايير وتنمية استخدام استراتيجيات التدريس والتقويم التربوي وفق مدخل المعايير وتعزيز التعاون بين كليات التربية في وزارة التعليم العالي والقيادات التربوية المختصة والمشرفين على الميدان التربوي في وزارة التربية.

وأشار الحلقي في كلمة خلال افتتاح الورشة إلى أهمية هذه الورشة لإرساء ثقافة تربوية في مفهوم المعايير وإعداد المعلم في ضوئها سواء قبل الخدمة أو أثنائها مؤكدا ضرورة إدراك أهمية التطور الحاصل في عمليات التربية في ضوء التطور المتسارع للتقانة في عصرنا الراهن وقال “إن أي تقدم تقني هو بالأساس تقدم تربوي” مضيفا “إن عملية تنمية الموارد البشرية المنتجة للمعرفة وتوظيفها تعد العامل الفيصل في تحديد مستقبل الشعوب لذا يصبح الاستثمار في التربية هو الاستثمار الأمثل لأنه يركز على الإنسان”.1

وأكد رئيس مجلس الوزراء أن سورية أولت اهتماماً وعناية فائقة بقطاع التربية في ضوء تحديات العصر ومتطلباته والتطلعات نحو المستقبل وركزت على “بناء الإنسان” لأنه الغاية والمنطلق والأساس في عملية التنمية الشاملة مستعرضا الجهود التي تبذلها وزارتا التربية والتعليم العالي لتحقيق النهضة التربوية في سورية.

وجدد الدكتور الحلقي تأكيده أن الشعب السوري قادر بتاريخه وثقافته ومقدراته على إعادة توجيه المسار للخروج من الأزمة وفق رؤية وطنية خلاقة وتشاركية تضمن إعادة بناء سورية الإنسان والبنيان وحماية النسيج الاجتماعي واحترام سيادة الوطن رغم الحرب الإرهابية الشرسة التي يتعرض لها.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على أن الحكومة ماضية وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد في مكافحة الإرهاب أينما وجد ومستمرة باحتضان ذوي الشهداء والجرحى وتعزيز المصالحة الوطنية ومعالجة ملفات المفقودين والمخطوفين والموقوفين والنهوض بالواقع الاجتماعي للسوريين وتأمين متطلبات العمل الإغاثي وتوفير حلول عملية وملائمة للإيواء والتعويض على المتضررين.

وأوضح أن الحكومة ستتابع تركيزها على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتقديم الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وماء وكهرباء واتصالات ودعم السلع والخدمات الأساسية وحوامل الطاقة والعمل على ترشيد هذا الدعم وعقلنته وتوجيهه نحو الفئات الأكثر تضرراً وللشرائح المستحقة ومكافحة الفساد ومعالجة جذوره باستخدام الإمكانيات المتاحة كافة والتهيئة لعملية إعادة الإعمار وتعزيز التعاون الدولي مع الدول الصديقة والأسواق الناشئة وستواصل دعمها لحركة الإبداع الثقافي وتعزيز الخطاب الديني المستمد من القيم الثابتة ومن مصادره الصحيحة في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري وتوظيف هذا الخطاب وتوجيهه باتجاه التنمية وإعادة بناء الإنسان.

بدوره بين المستشار التربوي في مركز البحوث التربوية في لبنان الدكتور نقولا قسطنطين في كلمة له خلال الافتتاح أن هذه الورشة تشكل حلقة مهمة في إطار حلقات الورش والمؤتمرات التي يقيمها مركز البحوث التربوية من خلال التطوير المستمر لقدرات المعلمين إلى جانب تطوير المناهج التربوية وأساليب التقييم من أجل بناء ملمح الطالب العربي القادر على مواجهة تحديات العصر.

ولفت قسطنطين إلى أسس التعاون بين وزارة التربية ومركز البحوث التربوية في مجال تطوير المناهج وفق المعايير وتطوير مصادر التعلم وخصوصاً اللغة الانكليزية والفرنسية والعلوم والرياضيات من خلال الدورات التدريبية المستمرة للمعلمين حول المناهج الجديدة المطورة.

وأكد قسطنطين أن الهدف الأساس من قيام هذه الورشة الوطنية المميزة يتمحور حول الأهمية الكبرى لمنحى المعايير في تصميم وبناء المناهج التعليمية التعلمية وفي عملية إعداد المعلمين وإكسابهم المهارات والاتجاهات الضرورية لتطبيق هذه المناهج بفاعلية تاميناً لمعايير الجودة الشاملة في التربية والتعليم وتأميناً للاحتياجات والمستلزمات الوطنية في عصر المعلوماتية والتطور المعرفي.

من جانبه أكد الدكتور فرح المطلق رئيس اللجنة التحضيرية للورشة معاون وزير التربية في كلمة له أن التربية هي الأساس في إنجاز مهمات التنمية التي يقوم بها المجتمع لتلبية حاجاته وتحقيق تطلعاته إلى المستقبل وهي حجر الاساس في إعداد الإنسان وتكوينه وتحفيز طاقاته لأخذ دوره في مهمات تنمية مجتمعه.

وبين المطلق أنه من خلال التربية يمكن تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي للارتقاء بالمجتمع باستخدام الموارد بالشكل الأمثل عن طريق ربط التعليم بعملية التحول وإقرار حق التعليم للجميع وجعل النظام التعليمي أعلى انتاجية واكثر تطابقاً مع متطلبات سوق العمل والآفاق المستقبلية مولدا للمزيد من فرص العمل
وموفرا لمهارات عملية ذات قدرة تنافسية.

ولفت المطلق إلى أن السياسات التربوية في سورية أولت مبدأ التعليم للجميع كل العناية وحققت خطوات متقدمة كما ونوعاً مشيراً إلى أن الورشة جاءت لتسهم في المثاقفة التربوية والمجتمعية مستوفية شروطها العملية والمنهجية دون إغفال لورش العمل الملازمة لتلك البحوث بغية انزال هذه الأفكار التربوية من برجها العاجي إلى أرض الميدان.

شارك في الافتتاح عضوا القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتورة فيروز الموسى وأركان الشوفي ووزيرا التربية هزوان الوز والتعليم العالي محمد عامر المارديني ومعاوناهما ورئيس جامعة دمشق وعدد من عمداء الكليات ونقيب المعلمين ورئيس اتحاد شبيبة الثورة.1

وبين المشاركون في المحور الأول للجلسة برئاسة الدكتور هاشم ابراهيم أن أهم نقاط تبرير انتقال مدخل التربية بالأهداف إلى مدخل المعايير إعداد معلم قادر على المنافسة العالمية في عصر التقدم التكنولوجي والتربوي وتزويد الطلبة بالمعارف ورفع مستواهم التحصيلي واكتساب مهارات نوعية في شتى المجالات تسمح لهم بالمنافسة العالمية من خلال الدراسة في أرقى الجامعات والمتابعة والحصول على فرص مهنية متميزة على مستوى العالم.

وأكدوا أن خريجي جامعة دمشق والجامعات السورية قادرون على المنافسة والحصول على أفضل المنح والوظائف وأن إبراز المعايير يزيد من قدرة الطلبة على المنافسة مشيرين إلى أن مدخل المعايير يتيح للمجتمع المحاسبة والمساءلة التي بدورها تعطي الثقة الكبيرة في القطاع التربوي.

بينما ناقشت الجلسة الثانية خصائص ومعايير إعداد المعلم “الشمولية والموضوعية والقابلة للقياس والمشاركة الأخلاقية والمواطنة والإنسانية والعدالة الاجتماعية والمرونة” ليكون باستطاعته تدريس المناهج التربوية وتوفيرها لمؤسسات الإعداد التخصصية والتربوية والمهنية والشخصية والعمل على ربط الدراسة النظرية بالخبرات الميدانية المختلفة.

وأوضح المشاركون في المحور الثاني للجلسة برئاسة الدكتور رمضان درويش أن مدخل المعايير لإعداد المعلم يجب أن يركز على الجانب العلمي وهو المحتوى التعليمي والجانب المهني والشخصي من خلال مساعدة المعلمين واعدادهم وفق استراتيجيات تأخذ من المعايير منحى أساسيا وجانبا خاصا بتمكين المعلم من أنماط التقويم المختلفة.

ودعا المشاركون إلى إعداد معلم “خريج” يستطيع أن يتعامل مع المنهاج من عدة زوايا كالتعامل مع المحتوى الجديد وتنفيذ وتصميم أنشطة مع المتعلمين بما يعزز قدرته في النهاية على التقويم لافتين إلى أن نقطة ضعف العالم العربي برمته حتى الآن هي “وجود تناقض بين إعداد المحتوى والتدريس والتعليم من جهة ونظام للامتحانات منفصل كليا عن الواقع من جهة أخرى”.

يشارك في الورشة أعضاء الهيئة التعليمية في أقسام المناهج وطرائق التدريس وتربية الطفل والقياس والتقويم من وزارة التعليم العالي ومن وزارة التربية أعضاء مكاتب التوجيه في مديريه التوجيه والعاملون في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية والعاملون في مركز القياس والتقويم التربوي ورؤساء دوائر المناهج ومنسقو المواد في مديرية التربية في دمشق وريفها والقنيطرة.

سيريا ديلي نيوز- سانا


التعليقات