كم أكره تلك الأشياء السخيفة التي تشتهر بين ليلة وضحاها، وكم أكره من يسيرون مع الموجة بدون تفكير أينما ذهبت وارتمت أطرافها لمجرد أن يواكبوا العصر بمعطياته الساذجة، فكلما ظهرت موضة معينة تجد من يتبعها كأحد أفراد القطيع ليسعى جاهداً ليكون “أحدهم” ولا عزاء للتميز.

أحد هذه الظواهر التي انتشرت مثل النار في الهشيم هي موجة تصوير الـ Selfie، وهي لمن لا يعرفها – وإن كنت أشك في ذلك – عبارة عن تصوير نفسك بنفسك في أي وضع كان، فقط مد يدك بالهاتف المحمول للأمام، وجه كاميرا الهاتف إلى وجهك، ابتسم ابتسامة بلهاء، اضغط زر التصوير، مبروك لقد التقطت أبسط أنواع الـ Selfie لنفسك.

بالتأكيد هذا الموضوع ليس حديث النشأة، بل كان هناك العديد ممن يلتقطون لأنفسهم صوراً بهذه الطريقة، ولكنها لم تصبح موضة إلا في الأيام الأخيرة وخاصة بعد الصورة الشهيرة التي التقطها الممثل الأمريكي برادلي كوبر في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخير – بهاتف سامسونج جلاكسي نوت 3 – لنفسه ومن وراءه العديد من نجوم هوليوود الأخرين ومعهم المذيعة اللامعة إلين ديجينيريس.

وقد نشرت إلين هذه الصورة على حسابها الخاص على تويتر وتلقت أعلى معدل

إعادة تغريد بأكثر من 3 ملايين ريتويت، والتي بسببها كافأتها سامسونج ب 3 ملايين من الدولارات، حتى أنه لم ينتشر مصطلح Selfie بهذه الطريقة ولم يعرفه معظمنا إلا بعد هذا الحدث.

لم يكن ينقصنا بعد موضة صور وجه البطة القميء “Duck Face“، وأخوية الأحذية والسواعد السخيفة، وقرون الاستشعار القديمة قدم الأزل، وتصوير الطعام في المطعم قبل الأكل وبعده المقزز، أن يأتي إلينا المزيد، يكفي أنه بسبب الـ Selfie أضحت الحمامات العامة أماكن مفضلة للتصوير أمام مرآتها بعدما كان للحمامات هدف آخر تماماً!

جنون الـ Selfie أصاب الكثيرين، ويكفي بحث صغير عن طريق جوجل لتعلم ما اقصده، وحتى أنك لن تحتاج للبحث فأنت بالتأكيد تراه من حولك بنفسك يومياً، هذا إن لم تكن أنت الآخر أحد هؤلاء المجانين، ولهذا قررت أن أعرض عليكم ثلاثة عشر Selfie بلهاء وأيضاً تلك التي سببت المشاكل لأصحابها عن طريق الخطأ، واخترت رقم 13 بالتحديد لما له من إيحاء نفسي سيء عامة لعلكم تتراجعون عن المضي وراء هذه الموضة

1. قبل التقاط الصورة تأكد من استيقاظ من بجانبك

2.ما دمت مصمم على التقاط الصورة لا مانع من إلقاء نظرة سريعة خلفك لتعلم ما قد يظهر أيضاً في اللقطة!

3. احذر، بعض الحيوانات تأبى أن تكون جزءاً من صورتك السخيفة!

4. تصوير انعكاس صورتك على زجاج المحلات لا يعني أن الزجاج عاكس من كلا الطرفين!

5. تصوير نفسك بكاميرا اللاب توب هو حرية شخصية، ولكن يفضل لو تركته ولم تحمله حتى تكون صورة من خلفك – الذي يصورك للاستهزاء – واضحة.

6. يوجد مصطلح يسمى “photogenic”، أرجو منك أن تتأكد من تطابقه مع قطك الأليف قبل تصويره معك.

7. إن كنت لا تعلم مدى سخافتك فاستهزاء الحيوانات بك أكبر مقياس على ذلك!

8. لا مانع من التقاط بعض الصور كتذكار للحظات السعيدة.

9. في بعض الأحيان تكون كاميرا الهاتف متآمرة عليك مع الظروف، فللاحتياط تأكد من أن الـ Focus موجه إليك وليس إلى “الخلفية”.

10. بعض الأشخاص لا يطلبون المساعدة من أحد مطلقاً حتى يحتفظوا بمصطلح الـ Selfie ولا يضيع معناه.

11. لا تحاول رسم الجدية على وجهك وخلفك قفص القرود…. أبداً!

12. من اللحظات الرائعة في حياة الإنسان لحظات النظافة، فلا مانع من تخليد مثل هذه الذكرى ومعجون الأسنان يسيل من شدقيك.

13. لا تعليق!!!!

الصورة  الملتقطة ذاتيا والمعروفة الآن بـ"سيلفي" Selfie، معروفة منذ قرون إلا أن التكنولوجيات الجديدة والكاميرات التي تجهز بها الهواتف ووصلها بشبكات التواصل الاجتماعي، أكسبتها شهرة وبعدا كبيرا جدا ...

 
في نهاية العام 2013، اعتبر قاموس أوكسفورد الإنكليزي المرجعي تعبير سيلفي "كلمة العام" وأعطاها تعريفا مفاده "صورة ملتقطة ذاتيا بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام وتنشر على موقع للتواصل الاجتماعي".
 
ويعتبر محرك البحث "ياهو!" أنه في العام 2014 التفقطت حوالي 880 مليار صورة أي 123 صورة لكل واحد من سكان الأرض. ويتوقع أن يكون الكثير منها من نوع "سيلفي".
 
وفي بريطانيا أشارت دراسة طلبتها شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية لصناعة الهواتف أن 17 في المئة من الرجال و10 في المئة من النساء يلتقطون صور "سيلفي"، "لأنهم يرغبون أن تكون لديهم صور جميلة لأنفسهم".
 

فما هو سر هوسنا بتصوير أنفسنا؟ وهل تراجعتم عن السيلفي أم تريدون المزيد؟!