“حكاية الأزل” فيلم وثائقي يحكي قصة وطن اسمه سورية تعرض عبر التاريخ لهجمات كثيرة إلا أن أرضه لفظت كل الغرباء الذين حاولوا تدنيسها.. وبقيت سورية شامخة ترفض أن تموت فكانت تنهض في كل مرة من جديد كطائر الفينيق وستبقى هذه الحكاية باقية على مدى التاريخ.
يدور الحوار في الفيلم الذي أخرجه فراس قنوت بين نسر آت من الجبال وياسمينة آتية من عمق الوطن يلتقيان على جبل قاسيون ويشكلان مملكة من الياسمين ولكن تأتي فجأة غربان مشؤومة ورياح سوداء تقتلع الأخضر واليابس ليحل الخراب والدمار وتختفي ضحكات الأطفال لكن النسر يستمر في التحليق فاردا جناحيه الكبيرين فوق مساحات الوطن بينما تستمر الياسمينة معرشة بعبقها وأريجها الفواح.
ويستعرض الفيلم الذي كتبت له السيناريو وأعدته الإعلامية إلهام سلطان مشاهد من تاريخ سورية الموغل في القدم والحضارات التي تعاقبت عليها من عشتار وزنوبيا والرقم المسمارية إلى المفكرين والفلاسفة إلى المجاهد صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وكل الشخصيات التي عاشت على أرض هذا الوطن لتغزل قصيدة اسمها سورية لا تغيب عنها الشمس وتضع أبجدية الخلود والحب والسلام.
وتقول سلطان في حديث لـ سانا إن الفيلم الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان سورية الخير يوصل رسالة بأن سورية أكبر من الهجمة التي تستهدفها ومهما شوهها الغزاة فانها سترمم نفسها وتنهض من جديد والفيلم يجسد الحب في سورية ويجسد عملية البناء المتواصلة والولادة المستمرة التي لاتقف عند أي محنة تمر بها.. فسورية قادرة بمخزونها الحضاري وبشعبها القوي أن تنهض وتبدأ من جديد وهذه هي “حكاية الأزل” التي بدأت منذ آلاف السنين الماضية وستستمر حتى آلاف السنين القادمة.
وتتمنى سلطان أن يلقى الفيلم الذي أنتجته الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رواجا وأن يأخذ حقه من العرض والمشاهدة على القنوات الفضائية السورية لأنه يلامس قلب وعقل كل سوري يحب وطنه ويفخر به ولما فيه من لغة شاعرية إلى جانب اللغة الوثائقية العلمية.
وأضافت إن مخرج الفيلم تمكن بحسه الإبداعي وفهمه العميق لمضمون الحكاية أن يوصل الفكرة بطريقة إخراجية مميزة من خلال الاشتغال على الصورة والموسيقا والأفكار والعمق الثقافي والحضاري كما أن انتقاء الأصوات المميزة لكل من الإعلاميين هيام الحموي وجمال الجيش لأداء سيناريو الفيلم ساهم في خدمة العمل واكتمال عناصره الإبداعية.
أما المخرج قنوت فتحدث عن الصعوبات التي حالت دون انجاز الفيلم بالرؤية الاخراجية التي كان يريدها والمتمثلة “بالروتين الإداري والمعاملات المالية والصعوبات التقنية” وهذا مايأمل أن يتم تلافيه في أعماله القادمة.
وفي مجال التصوير قال قنوت إنه استعان ببعض اللقطات عن طريق الانترنت بينما تمت معالجة اللقطات الأخرى عن طريق الحاسوب وخصوصا في لقطة “النسر” أما مشاهد الأطفال فتم تصوير لقطات خارجية تعبر عن الفرح والحزن والمأساة والأمل والمستقبل لأن الإنسان السوري في النهاية هو الكنز وفيما يخص اللقطات الأثرية فهي مأخوذة من الأرشيف لكون سورية غنية بالحضارات.
وأضاف إنه اعتمد اسلوب الفوتو مونتاج السريع في اللقطات مايستدعي تأليف موسيقا خاصة تتناسب معها إلا أن هذا الأمر مكلف ماديا فتم اختيار مقاطع من الموسيقا العالمية من قبل الدكتور المثنى علي.
سيرياديلي نيوز
2014-09-28 19:14:52