لقد بات هم المواطن والشغل الشاغل له هو توفير لقمة العيش لأسرته في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد ، فلا تخلو حوارات الناس اليومية من التحدث عن أزمة ارتفاع أسعار السلع الضرورية اللازمة لمعيشة المواطن، ، لأن الموظف مهما كان راتبه بات في ظل هذه الظروف من الطبقة الكادحة ولا فرق بين من يعمل في مؤسسة عامة أو خاصة، بغض النظر عن الأجرة التي يتقاضاها، ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات وعلى رأسها الغاز والمازوت الضروريان, بحيث أصبحنا نعيش تحت رحمة وعطف التجار، وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يتحكمون في حركة الأسعار والأسواق وأرزاق الجميع.
وبسبب هذا الغلاء أصبح الناس يفكرون قبل الشراء خوفاً من هزة تصيب الميزانية العائلية بشلل مؤقت يتحملها راتب الشهر الذي يليه, وسأخبركم سراً أرجو ألا تبوحوا به لأحد (هناك صراع يدور في داخل كل مواطن سوري وكأنه أصبحه بين ليلة وضحاها شخصين في نفس واحدة، وتبدأ حوارات بينه وبين نفسه لها أول وليس لها آخر) , فمن خلال جولة في أحد الاسواق يستطيع المرء أن يعلم بهذا السر حيث يرى جميع المواطنين يسيرون وأذهانهم شاردة في عالم آخر
حيث أعرب بعض المواطنين السوريين عن خشيتهم من فقدان بعض الأصناف والسلع بسبب الاحتكار الذي يقوم به بعض تجار الجملة بهدف رفع أسعارها أولاً، وتشكيل أزمة بسبب كثرة الطلب عليها وقلة العرض.
أما في الأسباب فنجد الجميع يتحدث عن تراجع سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية وما تتعرض له من ضغوط كبيرة ويضاف إلى هذا السبب عامل آخر يتمثل بجشع بعض التجار ومحاولتهم جني أكبر قدر ممكن من الأرباح مستغلين الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فيمارسون الاحتكار وفرض الأسعار التي ترضيهم على حساب لقمة ومعيشة الناس الفقراء.
فنحن كسوريون لم يبقى لنا سوى الأمل بأن أن تزول هذه “المحنة”، وتتمكن الحكومة من ممارسة رقابتها الاعتيادية على السلع وصولاً لتحقيق العدالة الاجتماعية و بالنسبة للمثل القائل “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”، هي نصيحة إن عملت بها أيها السوري أصابك بلاء لا آخر له.

سيرياديلي نيوز


التعليقات