رفعت الجلسة الثالثة لمجلس محافظة اللاذقية على إثر مشادة كلامية بين اثنين من أعضاء المجلس، نتيجة اتهامات بالفساد وصلت إلى حد التهجم والشتائم، وكادت تصل للضرب لولا تدخل أعضاء المجلس لفض الاشتباك، وسرعان ما عاود رئيس المجلس د. أوس عثمان التراجع عن رفع الجلسة لمعاودة استمرارية عقدها، وذلك بحضور محافظ اللاذقية أحمد شيخ عبد القادر الذي عبر عن أسفه لحصول المشكلة.

 

وتابع المجلس جلسته حيث أكد أهمية مجلس المحافظة وأهمية تعاون أعضاء المجلس من أجل تضافر الجهود للكشف عن مواقع الخلل سعياً لمعالجتها بما يخدم المصلحة العامة للمواطنين، وقال: لا أحد فوق سطح القانون وأتمنى من جميع الأعضاء الذين يتقدمون بطروحاتهم أن تقدم مدونة لمعالجتها ومناقشتها في جلسة لاحقة وذلك حتى لا نبقى ندور في الحلقة نفسها وتبقى طروحاتنا كلاماً فقط أريد أن نقلب الكلام لفعل، لافتاً للوضع الضاغط في المحافظة التي باتت تتطلب أكثر من الكثير في ضوء الظروف الحالية التي تتطلب المواجهة الفورية لكل حالة طارئة لإيجاد الحلول السريعة، فالمحافظة التي تضاعف عددها لا زالت تستقبل الوافدين، وبات يتم الاعتماد عليها بتمويل كل المحافظات فالسكر المقنن ينطلق منها إلى المحافظات، وكذلك الرز والقمح والطحين، إضافة لبرنامج الأغذية العالمي الذي أصبح توزيعه من اللاذقية إلى المحافظات الأخرى، الأمر الذي يشكل عبئاً كبيراً يتطلب تعاون جميع الجهات ومعهما مجلس المحافظة، فكل عضو مجلس مسؤول المحافظ، وهناك أولويات في العمل نعمل على أساسها.

 

وقدم أعضاء المجلس مداخلاتهم خلال الجلسة المخصصة لمناقشة أعمال مجالس المدن والبلدات فتمحورت طروحاتهم حول مخالفات البناء  وما وصلت إليه، فمنذ عام 2006 وهي تسير على وتيرة تصاعدية تحت مبرر عدم وجود مقدرة على المعالجة، وتم التطرق لمعالجة مشكلة تجريف الشواطئ من تربتها وعلق أحد الأعضاء بالقول: في جميع الدول يتم تنظيف الشواطئ حفاظاً على تربتها، وهنا تنظف الشواطئ من رمالها، ولفت البعض لضرورة قمع ظاهرة الإشغالات التي باتت تستحوذ على الأرصفة وتمتد إلى الشوارع في بعض المواقع، وتشديد الرقابة على بائعي اللحوم فمنهم من يبيع لحمة الجاموس في الشوارع ومن دون تبريد، وأكد أحد الأعضاء ضرورة التشديد على نظافة المدارس وتفعيل عمل المستخدمين بها، وطرح أحد الأعضاء اعتماد مبدأ العقاب والثواب لمديري المحافظة لمعاقبة الفاسد والثناء على المدير الناجح في عمله، واستفسر غيره عن مصير توزيع المقاسم للتعاون السكني التي سبق أن تم تشكيل لجنة بخصوصها لكنها لم تثمر شيئاً حتى تاريخه، وأكد البعض ضرورة التخفيف من مشكلة المرور الحاصلة في المحافظة عبر فتح بعض الطرقات المغلقة، ونقل مرآب البلدية مقابل الجامعة لتسهيل حركة المرور إلى الضاحية، واتخاذ إجراءات رادعة بحق كل من يتعدى على الأملاك العامة إضافة لطروحات عديدة غيرها أجاب عن بعضها محافظ اللاذقية ورئيس مجلس المحافظة.

 

من جهة أخرى تشهد بعض محطات الوقود في اللاذقية ازدحاماً شديداً نتيجة التوافد المتزايد عليها لشراء مادة المازوت، هذا الازدحام الذي يكاد يشل الحركة المرورية في بعض الشوارع أمام محطة الوقود التي تتوافر فيها المادة، ونقص المادة الذي ظهر جلياً في الآونة الأخيرة وبات حديث الشارع، سرعان ما انعكس على حركة السرافيس العاملة على خطوط المدينة عامة وعلى خطوط ريف المحافظة خاصة، حيث لوحظ انخفاض بعدد السرافيس العاملة على الخطوط، وخاصة خطوط الريف نتيجة عدم تمكن بعضها من تأمين المادة، ما فتح شهية بعض سائقي السرافيس ممن تتوافر المادة لديهم لرفع الأجرة المحددة على مسارات الخطوط التي يعملون عليها، مع زيادة بعدد الركاب تصل إلى خمسة أو ستة ركاب في السرفيس الواحد، تحت ذريعة اضطرارهم لتعويض الأعباء المادية التي يتحملونها نتيجة عدم وفرة المازوت وصعوبة تأمينه إلا بالطرق غير النظامية التي تضطرهم لدفع مئة ليرة سورية زيادة على السعر النظامي المحدد للتر الواحد، ما يضطرهم إلى تعويض الارتفاع الحاصل في الكلفة من الركاب لتجنب الوقوع في الخسارة، وبعضهم بات يختصر الخطوط المحددة لهم في المدينة بقصد توفير المادة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر السرافيس العاملة على خط الزراعة- دائري شمالي، حيث يعمد أصحابها للاستغناء عن الوصول إلى جامعة تشرين لكون ذلك يضطرهم للسير مسافة طويلة وبالتالي استهلاك زائد للمازوت، وهذا الاختصار للطرق يسبب إشكالات كبيرة للمواطنين الذين ينتظرون في الأماكن التي يشملها الاختصار دون جدوى، فيضطرون نهاية المطاف وبعد عناء الانتظار للسير على الأقدام تحت حر الشمس، أو الاضطرار للاعتماد على سيارات الأجرة ذات الكلفة المرتفعة.

ويبدو أن الجهات المعنية عملت على تنظيم توزيع المادة وبكميات معينة مع تحديد وقت معين للسرافيس، وهذا ما لوحظ من خلال تنبيه سائقي السرافيس لبعضهم البعض أن المادة توزع لهم ما بين الساعة الثامنة ولغاية العاشرة ليلاً بكمية أقصاها 30 ليتراً.... وعلق أحدهم حين نبه زميله للتواجد في الفترة المحددة في إحدى محطات الوقود قائلاً له مازحاً وبصوت مرتفع (لا تنسى تاخد أكلاتك ومياتك بجوز تنتظر كتير).

Syriadailynews - Alwatan


التعليقات