مها رجب

ما يؤلم حقاً هو حجم الدمار الكبير الذي لحق بمبان أثرية ودينية في أحياء الحميدية وبستان الديوان نتيجة الأعمال الإرهابية الإجرامية ,

تلك المباني التي كان السياح يأتون لزيارتها من جميع أصقاع العالم باتت مدمرة ومحروقة وهذا إن نم على شيء إنما ينم عن فكر ظلامي تكفيري ,فعبق التاريخ ينبع من تلك الأحياء وأزقتها حتى البيوت والمطاعم فيها نفس الماضي وعبقه ,فكلها مبنية بنسيج عمراني متشابه ,أما الشوارع فكثير منها مرصوف بالحجارة الزرقاء والسوداء الكبيرة القديمة .‏‏

صرح عريق‏‏

و كنيسة أم الزنار كانت كغيرها من المعالم الدينية عرضة للتخريب والحرق والتدمير على يد الإرهاب الأسود ويحدثنا السيد أبو فادي الذي التقيناه في الكنيسة عن تاريخ هذا الصرح التاريخي العريق قائلاً : إن الكنيسة القديمة مبنية منذ عام 59 م وهذه مبنية تحت الكنيسة التي شيدت في عام 1852 م وكما هو معروف أن أصل تسميتها بكنيسة أم الزنار يعود لوجود زنار السيدة العذراء فيها وحالياً تم نقله إلى مكان آخر وقد أعيد يوم عيد السيدة العذراء في 15 آب الماضي ومن ثم نقل ريثما يتم الانتهاء من أعمال ترميم وبناء الكنيسة , فإرادة الحياة أقوى من تدميرهم وقتلهم وقد تمت المباشرة بترميم ما أقدم عليه الإرهابيون وبدأ العمل من أربعة محاور حسب ما قاله أبو فادي (ترميم مبنى الكنيسة, وترميم قاعة مار فرام والغرف المجاورة وترميم دار المطرانية الجديد ,وترميم دورات المياه )وقد وصل العمل في جميع تلك المحاور إلى مراحله الأخيرة فالجميع يعمل على قدم وساق كخلية نحل ,علماً أن بناء أولاد الميتم ومباني الأخوية والكشافة بحاجة لهدم من أجل إعادة إعمارها لأنها تعرضت للحرق الكامل من قبل المجموعات الإرهابية .‏‏

وتم التأكيد أن الكنيسة عاودت نشاطها بإقامة الصلوات و القداديس وعاد الزوار والسياح يؤمونها ويتم استقبالهم في قاعة مار فرام .‏‏

من أقدم الكنائس‏‏

كما أن كنيسة ماراليان تعرضت للحرق والتدمير وهي أيضاَ من أقدم الكنائس ومن المعروف أن مدرسة الغسانية (والتي يبلغ عمرها سنين طويلة )تقع داخل حرم الكنيسة وهذه أيضاً تم تدميرها وتكسير أثاثها وحرقه ونهب ما بقي منه ,وكذلك بناء نقرور وهو عبارة عن كنيسة قديمة جداً ) المبني من أيام الفرنسيين (كما يقال ) مهدم بشكل شبه كامل ولم يبق من معالمه إلا القليل .‏‏

ونقل إلينا الأهالي أنه توجد في داخل حرم مدرسة الإرشاد (والتي فيها حجم دمار كبير ) حوالي عشر سيارات محروقة من قبل الإرهابيين تمنوا على الجهات المعنية نقلها .‏‏

وهناك العديد من الأبنية القديمة هدمت على أيدي العصابات المجرمة كالمدارس والبيوت والتي باتت غير صالحة للسكن وبحاجة لإعادة بناء من جديد فالترميم غير مجد ,ومع ذلك نرى الإرادة قوية للعودة إلى الحي والأهالي بانتظار قدوم لجنة تقدير الأضرار والتعويض للأهالي ليقوموا بإعادة بناء وتشييد بيوتهم ويعودون إلى حيث تربوا وعاشوا.‏‏  

سيرياديلي نيوز


التعليقات