لم تبصر وعود محافظة دمشق النور بدخول منظومة «السرفيس تكسي» في شوارع دمشق حيز التنفيذ وتأكيد نجاح المشروع الذي أطلقته المحافظة لتخفيف الازدحام القائم حتى تاريخه وذلك لتمنّع و«معارضة» أصحاب ومالكي التكاسي الالتزام بفحوى هذه التجربة من بداية انطلاقها لأسباب توضحها مصادر بأن «السعر غير مقنع» بـ50 ليرة سورية للراكب الواحد..

 

المشروع الذي «فشل» في إقناع السائقين يعتمد على تحويل عدد من سيارات التكسي والبالغ عددها 35 ألفاً إلى عمل منتظم تحت تسمية «سرفيس تكسي» على أن تحمل كل سيارة أربعة ركاب ضمن خطوط معينة يتم التقيد بها وذلك بهدف الحد من تلاعب السائقين دون وجود رقيب «صارم» ورادع قوي يحد من طمعهم في مخالفة التعليمات وقرارات المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق.

 

وحول هذا الأمر وبالتزامن مع تأكيد عدد من أصحاب التكاسي لصحيفة "الوطن" أن التسعيرة تعتبر غير عادلة ولاسيما مع الازدحامات الكبيرة وسط العاصمة والظروف المعيشية القائمة، وارتفاع أسعار المحروقات حسب تأكيدهم غير مرض ولا يحقق لهم أي فائدة كبيرة ومن هذا المشروع فإن محافظة دمشق تصر على تطبيق التجربة الوليدة عبر إجراءات جديدة ومناسبة لتنفيذ خطتها بإحداث منظومة السيرفيس تكسي..!

 

ورغم فشل المشروع حسب ما تظهره معطيات الواقع فإن عضو  المكتب التنفيذي في محافظة دمشق لشؤون النقل هيثم ميداني تحدث بإصرار مدافعاً عن مشروع المحافظة «المهم والإيجابي» عبر تأكيده في تصريح لـ«الوطن» دراسة وبحث خطة وآلية وإجراءات فاعلة للتطبيق على أرض الواقع، مضيفاً: إن أصحاب التكاسي لم ترضهم التعرفة المحددة بقرار المكتب التنفيذي ولكن نؤكد أنَّ هذه التعرفة مناسبة ولا يمكن زيادتها فوق الـ50 ليرة سورية.

 

ووصف الخبير الاقتصادي ماهر العطار مشروع السرفيس تكسي بالناجح إن دخل في التطبيق الفعلي معتبراً أنه يعالج جزءاً من أزمات النقل في دمشق ويخفف من الازدحام القائم وتلاعب كثير من السائقين وعدم تقيدهم بالقوانين إضافة لغياب فعلي واضح للرقابة على تعرفة وعدادات التكاسي بدمشق.

 

وأشار العطار إلى أن أجور التعرفة للتكاسي تحدد حسب مزاجية أصحابها في ظل ضعف الرقابة وعدم وجود تنسيق بين نقابة النقل البري وقطاع النقل في محافظة دمشق، ليدفع المواطن ثمن ذلك على حساب صبره ومعاناته من «جشع» كثير من السائقين وطمعهم.

 

وطالب بإعادة رؤية ودراسة مقنعة لواقع عمل جميع التكاسي بدمشق مع اقتراح إصدار قرار «مشدد» بوضع سيارات التكاسي ذات «الموديلات» القديمة على الخطوط التي يوجد عليها ضغط كبير وازدحام وذلك لتغطية احتياج الخط توازناً مع الميكروباصات وباصات النقل الداخلي وخاصة أثناء الذروة صباحاً وظهراً، ذاكراً أن الحد الوسطي لسرفيس تكسي بـ200 ليرة لـ4 ركاب تعتبر مرضية ومقنعة حسب تعبيره.

 

وأشار العطار إلى انعدام دور نقابة النقل البري على صعيد إلزام السائقين في التسعيرة المفروضة ذاكراً أن الأمر تعدى أجور التكاسي وشمل جميع وسائط النقل، بحيث ازدادت أجرة ركوب «البولمانات» من محافظة لأخرى إلى أربعة أضعاف وأن أجرة الركوب التي كانت تكلف 140 ليرة سورية من دمشق لحماة على سبيل المثال باتت تكلف حالياً 800 ليرة سورية، والأجرة من حلب للاذقية تكلف 1800 ليرة سورية، ما يتطلب أهمية الدعوة لوجود شركات مساهمة للنقل (الباصات والبولمانات) تكون وفق خطة مدروسة يسهم فيها المواطن.

 

وتوضح المعلومات الصادرة عن محافظة دمشق أن خطوط السرفيس تكسي الجديدة لا تتعارض مع الخطوط الموجود فيها باصات نقل داخلي وسرافيس.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات