رمت الأزمة السورية بظلالها على قطاع العمل بشكل واضح ففي الماضي كانت فرص العمل متعددة ما بين القطاع العام والخاص والمشترك أما اليوم ونتيجة الوضع الاقتصادي أصبحت الفرص محدودة ففرص العمل في القطاع الخاص شبه معدومة فالكثير قاموا بتسريح عمالهم وموظفيهم لعدم قدرتهم على دفع رواتبهم كما أن فرص العمل بالقطاع العام أصبح شبه محدود وتبقى المصيبة لدى الشباب الذين لم يحصلوا على وظيفة تؤمن لهم حياة مستقرة!!

 موقع اتحاد الطلبة التقى العديد من طلبة الجامعات الذين هم قيد التخرج، فكانت لهم آراء مختلفة بشأن هذا الموضوع.

مشاكل اجتماعية واقتصادية

وفاء العبدالله (طالبة في كلية الحقوق) تقول : إن المشاكل التي يعاني منها الشباب اليوم تنقسم إلى اجتماعية واقتصادية فالشاب السوري الآن يدرس ومن ثم يتخرج ,وماذا بعد، وماذا سيفعل بشهادته في ظل الأزمة ؟

 النتيجة : إما أن يذهب إلى خدمة العلم وبالتالي يتأخر مستقبله إن كان له مستقبل ,أو يقرر السفر إلى خارج سورية هرباً من الواقع ” فقبل الأزمة كنا نعاني من شيء اسمه البطالة بشكل واضح , أما الآن أصبح يعاني من هذه البطالة بشكل أوضح ,و السبب واضح الإرهاب و ما فعله بالقطاع الاقتصادي في سورية سواء كان العام أو الخاص و تراجع الصناعة إلى الوراء كل هذا سيؤثر سلباً على فرص العمل، فالشباب اليوم يحتاج إلى فرص عمل كي يستطيع العيش , خصوصاً بعد هذا الارتفاع الملحوظ في الأسعار لكافة المواد.

الحل ليس مستحيلاً

 سامر درويش طالب في كلية الآثار والمتاحف يقول: تأمين العمل أصعب من سنوات الدراسة الأربعة فالجهات العامة تطلب حاجتها بناءاً على المعدلات المرتفعة، والشروط المسبقة في أي عمل قد تحرم الكثيرين من الفرص، كما أن القطاع الخاص أصبح شبه معدوم في بلدنا لذلك لا يوجد أمل بالموضوع إلا في حال انتهاء الأزمة وإعادة الإعمار ففي ذلك الوقت ستنفتح مجالات كثيرة ومتنوعة لجميع المستويات والفئات والشباب فأهم شيء لدى الشاب اليوم أن يكون لديه بيت ووظيفة يكسب من خلالها لقمة عيشه ,وهاتين الاثنتين كفيلتان بأن يعيش حياة مستقرة وآمنة وإذا بحثنا عن الحلول نجد أن الحل ليس مستحيلاً عندما تتوفر الخطط الإستراتيجية لتشغيل الشباب.

فرص محدودة!

 أما ميس “طالبة في كلية الاقتصاد” فترى أن فرص العمل في بلدنا محدودة وبالذات للأشخاص الذين لا يملكون خبرة ,حيث لا يوجد شركات يمكن أن تأخذ خريجين شباب جدد وتعمل على تعليمهم وتأسيسهم ,ومنحهم أجور مناسبة وحوافز قضاء عملهم فعندما يتقدم عدد كبير وتختار اللجنة المشكلة من مكان المتقدمين الأفضل بناء على المعدل فهذا قانوني، أما التحديد المسبق يعتبر مخالف للقانون، فماذا تفعل هذه الجهة إن كان هناك عدد من الشواغر ولا يوجد متقدمون من ذوي المعدل المطلوب فمعظم طلاب الجامعات وجدوا أزمة جديدة متتالية تقف بوجه دخولهم إلى سوق العمل.

 وقال أحمد العلي “طالب هندسة مدنية” إن أهم مشكلة يعاني منها الشباب اليوم هي ارتفاع الأسعار المؤثرة سلباً على نفسية الشاب الذي يقع على عاتقه تأمين لقمة المعيشه لنفسه فلا يوجد فرص عمل بالإضافة إلى أنه لا يوجد أمان , والسبب هو الوضع الراهن ونأمل أن يكون القادم من الأيام أفضل من الواقع الراهن، و يتم العمل على تأمين العمل لكافة الشباب العاطل عن العمل والأخذ بآرائه واحترام أفكاره وتطوير قدراته لوضعها في بناء الوطن وإعادة الإعمار

 أخيراً … يذكر أن مشكلة البطالة في سورية ليست وليدة اليوم بل بدأت تبرز في النصف الثاني من الثمانينيات، لعدم ملاقاتها بخطط تنمية اقتصادية تتناسب مع أعداد الداخلين في سوق العمل ويقدر عدد العاطلين عن العمل في سورية نتيجة الأزمة مع عدد الذين فقدوا وظائفهم أكثر من ثلاثة ملايين مواطن، ويقدر عدد القادمين إلى سوق العمل سنوياً ما بين 150ـ 250 ألف شخص، وتحتاج سورية إلى معدلات نمو اقتصادية عالية سنوياً حتى تستطيع استيعاب هذا العدد.

نور ملحم


التعليقات