مئات من حالات الزواج حدثت خلال العامين الماضيين في تركيا، كان أحد اطرافها سورياً أو سورية، حالات خاصة تلك التي يتزوج فيها شاب سوري من فتاة تركية، أما الحالات التي تزوجت فيها سورية من تركي فهي كثيرة الحدوث.ورغم ما يتصف به شباب المجتمع التركي من أخلاق حميدة، ورغم ما يحملونه من قيم وعادات اجتماعية تشابه مجتمعنا السوري، إلا أن حالات الزواج تلك تحمل بين طياتها الكثير من السلبيات التي لا تخفى على كل بعيد نظر.

يمنع القانون التركي تعدد الزوجات ويجبر مواطنيه على الاكتفاء بزوجة واحدة، وإن استحالت الحياة بين الزوجين فمن الممكن أن يفرق القانون التركي بينهما بالطلاق ليتزوج كل واحد منهما مرة أخرى حيث يسمح له القانون بذلك.

إلا أن ما لا يعيه الكثير من أولياء الأمور السوريين أنهم عندما يقدمون على تزويج إحدى بناتهم من رجل تركي له زوجة وأولاد يقومون هم بمخالفة للقانون التركي أيضاً وليس الزوج فقط، ويرتكبون خطيئة بحق بناتهم إذ يتم تزويج الفتيات السوريات بعقد زواج عرفي (عقد شيخ) لا أكثر، وهذا ما لا يحفظ حقوق الزوجة الجديدة التي تأتي على شكل دخيلة إلى مؤسسة الزواج المتعارف عليها في تركيا، الأمر الذي ستكون له تبعاته مستقبلاً، والذي تسبب بكره النساء التركيات للسوريات كرهاً شديداً.

واعتبرت النساء أن تلك السورية القادمة من بلادها جاءت لتسرق زوجاً من زوجته، بينما العكس، فالرجال الأتراك هم من يرغبون بالزواج من سورية ويرون أنها فرصة لا تعوض يمكنهم من خلالها تعدد الزوجات دون قيد قانوني، ورغم معرفة الحكومة التركية بما يحدث، إلا أنها تتجاهل ذلك كما تتجاهل الكثير من المخالفات التي قد يرتكبها السوريون في تركيا تقديراً من حكومة أردوغان للظرف العصيب الذي يمر به السوريون.

ويحدث في هذه الحالات استغلال من الزوج التركي لهذه الفتاة التي يحتاج أهلها إلى ما يقدمه من مهر أو إلى من يمنحهم سكناً مجانياً فيوافقون على تزويج ابنتهم لرجل متزوج وبعقد عرفي.

منتهى شابة عمرها لا يتجاوز العشرين عاماً تزوجت رجلاً تركياً له زوجتان تركيتان إحداهما بعقد عرفي والثانية بعقد رسمي قانوني موثق، وجاءت هي لتكون الثالثة لرجل أكرم أهلها. وفي حديث لـ»القدس العربي» مع منتهى أكدت أن زوجها حسين يعاملها خير معاملة وقد أعطى أهلها منزلاً ليسكنوا فيه مجاناً، وقام بتأمين عمل لأخويها الشابين، ولا يبخل عليها بكل ما تطلب، بل وتقول انها غير نادمة على موافقتها مطلقاً.

أما حياة والتي تزوجت شاباً تركياً له زوجة واحدة لا تنجب، فقالت لـ»القدس العربي»، «يعاملني معاملة جيدة، لكنني أشعر بالذل يومياً، فمعاملته الجيدة ليست نابعة من فراغ، بل لأنني أصبحت خادمة للعائلة كلها دون أن أهمس بحرف احتجاج، وعندما أحاول الاحتجاج على الظرف الذي أعيشه، أشاهد الوجه الآخر له. وبعد عدة مرات قررت أن أستسلم وأن استمر بحياتي الطبيعية معه، وأن أقنع نفسي بأنه رجل طيب يستحق أن أخدم أهله وأخواته، اما عن زوجته الثانية فلا تشكل أي إزعاج فأنا أصلاً لم ألتق بها مطلقاً».

ويقول مدير مكتب التوثيق القانوني للسوريين في كلس المحامي علي اسماعيل إن تزويج السوريين لبناتهم من أتراك لهم زوجات أخريات هو خطأ فادح «من الخطأ أن تتزوج السورية مواطناً تركياً متزوجاً بأخرى تركية، فهي تخالف القانون التركي كما يخالفه هو، حتى تلك التي يخطبها شاب تركي ويقول إنه غير متزوج فعليها ان تتأكد من ذلك والأمر بسيط جداً، أفضل أن يأتي أهل الفتاة باصطحاب الشاب إلى أحد المكاتب القانونية السورية والتي تصدق أوراقهــــا من دوائر حكومية تركية، كمكتب التوثيــــق في كلس، حيث يضطر الزوج لتصديق العقد من دائرة النفــــوس في كلس أو في المدينـــة التي هو يقيم بها، وحينها لو كان متزوجاً هو نفسه سيمتنع عن ذلك وسيظهر أنه كذب بشأن عدم زواجه سابقاً».

ويضيف «أريد توجيه بعض النصائح لكل سورية ترغب بالزواج من تركي أهمها الحصول على إخراج قيد للشاب التركي للتأكد من أنه عازب غير متزوج، وضرورة تنظيم عقد شرعي عند محام أو هنا لدينا في مكتب التوثيق القانوني، كما يجب على أهل الفتاة أن يحتفظوا بصور عن هوية الزوج وهويات الشهود على العقد، وأنصح من أجل ضمان الحقوق المالية بمطالبة الأهل بوضع رصيد بنكي باسم الفتاة بمبلغ يتفق عليه ويعادل مهرها، ولا تنسوا التحري عن الشاب وعن عائلته وبأنه شخص جيد ويعرف الله».

 

 

 

كره النساء التركيات للسوريات ... والرجال الأتراك يرغبون بالزواج من سورية ... وحق الفتاة يضيع بعلم القانون

 

مئات من حالات الزواج حدثت خلال العامين الماضيين في تركيا، كان أحد اطرافها سورياً أو سورية، حالات خاصة تلك التي يتزوج فيها شاب سوري من فتاة تركية، أما الحالات التي تزوجت فيها سورية من تركي فهي كثيرة الحدوث.ورغم ما يتصف به شباب المجتمع التركي من أخلاق حميدة، ورغم ما يحملونه من قيم وعادات اجتماعية تشابه مجتمعنا السوري، إلا أن حالات الزواج تلك تحمل بين طياتها الكثير من السلبيات التي لا تخفى على كل بعيد نظر.

يمنع القانون التركي تعدد الزوجات ويجبر مواطنيه على الاكتفاء بزوجة واحدة، وإن استحالت الحياة بين الزوجين فمن الممكن أن يفرق القانون التركي بينهما بالطلاق ليتزوج كل واحد منهما مرة أخرى حيث يسمح له القانون بذلك.

إلا أن ما لا يعيه الكثير من أولياء الأمور السوريين أنهم عندما يقدمون على تزويج إحدى بناتهم من رجل تركي له زوجة وأولاد يقومون هم بمخالفة للقانون التركي أيضاً وليس الزوج فقط، ويرتكبون خطيئة بحق بناتهم إذ يتم تزويج الفتيات السوريات بعقد زواج عرفي (عقد شيخ) لا أكثر، وهذا ما لا يحفظ حقوق الزوجة الجديدة التي تأتي على شكل دخيلة إلى مؤسسة الزواج المتعارف عليها في تركيا، الأمر الذي ستكون له تبعاته مستقبلاً، والذي تسبب بكره النساء التركيات للسوريات كرهاً شديداً.

واعتبرت النساء أن تلك السورية القادمة من بلادها جاءت لتسرق زوجاً من زوجته، بينما العكس، فالرجال الأتراك هم من يرغبون بالزواج من سورية ويرون أنها فرصة لا تعوض يمكنهم من خلالها تعدد الزوجات دون قيد قانوني، ورغم معرفة الحكومة التركية بما يحدث، إلا أنها تتجاهل ذلك كما تتجاهل الكثير من المخالفات التي قد يرتكبها السوريون في تركيا تقديراً من حكومة أردوغان للظرف العصيب الذي يمر به السوريون.

ويحدث في هذه الحالات استغلال من الزوج التركي لهذه الفتاة التي يحتاج أهلها إلى ما يقدمه من مهر أو إلى من يمنحهم سكناً مجانياً فيوافقون على تزويج ابنتهم لرجل متزوج وبعقد عرفي.

منتهى شابة عمرها لا يتجاوز العشرين عاماً تزوجت رجلاً تركياً له زوجتان تركيتان إحداهما بعقد عرفي والثانية بعقد رسمي قانوني موثق، وجاءت هي لتكون الثالثة لرجل أكرم أهلها. وفي حديث لـ»القدس العربي» مع منتهى أكدت أن زوجها حسين يعاملها خير معاملة وقد أعطى أهلها منزلاً ليسكنوا فيه مجاناً، وقام بتأمين عمل لأخويها الشابين، ولا يبخل عليها بكل ما تطلب، بل وتقول انها غير نادمة على موافقتها مطلقاً.

أما حياة والتي تزوجت شاباً تركياً له زوجة واحدة لا تنجب، فقالت لـ»القدس العربي»، «يعاملني معاملة جيدة، لكنني أشعر بالذل يومياً، فمعاملته الجيدة ليست نابعة من فراغ، بل لأنني أصبحت خادمة للعائلة كلها دون أن أهمس بحرف احتجاج، وعندما أحاول الاحتجاج على الظرف الذي أعيشه، أشاهد الوجه الآخر له. وبعد عدة مرات قررت أن أستسلم وأن استمر بحياتي الطبيعية معه، وأن أقنع نفسي بأنه رجل طيب يستحق أن أخدم أهله وأخواته، اما عن زوجته الثانية فلا تشكل أي إزعاج فأنا أصلاً لم ألتق بها مطلقاً».

ويقول مدير مكتب التوثيق القانوني للسوريين في كلس المحامي علي اسماعيل إن تزويج السوريين لبناتهم من أتراك لهم زوجات أخريات هو خطأ فادح «من الخطأ أن تتزوج السورية مواطناً تركياً متزوجاً بأخرى تركية، فهي تخالف القانون التركي كما يخالفه هو، حتى تلك التي يخطبها شاب تركي ويقول إنه غير متزوج فعليها ان تتأكد من ذلك والأمر بسيط جداً، أفضل أن يأتي أهل الفتاة باصطحاب الشاب إلى أحد المكاتب القانونية السورية والتي تصدق أوراقهــــا من دوائر حكومية تركية، كمكتب التوثيــــق في كلس، حيث يضطر الزوج لتصديق العقد من دائرة النفــــوس في كلس أو في المدينـــة التي هو يقيم بها، وحينها لو كان متزوجاً هو نفسه سيمتنع عن ذلك وسيظهر أنه كذب بشأن عدم زواجه سابقاً».

ويضيف «أريد توجيه بعض النصائح لكل سورية ترغب بالزواج من تركي أهمها الحصول على إخراج قيد للشاب التركي للتأكد من أنه عازب غير متزوج، وضرورة تنظيم عقد شرعي عند محام أو هنا لدينا في مكتب التوثيق القانوني، كما يجب على أهل الفتاة أن يحتفظوا بصور عن هوية الزوج وهويات الشهود على العقد، وأنصح من أجل ضمان الحقوق المالية بمطالبة الأهل بوضع رصيد بنكي باسم الفتاة بمبلغ يتفق عليه ويعادل مهرها، ولا تنسوا التحري عن الشاب وعن عائلته وبأنه شخص جيد ويعرف الله»        

 

  

 

 

           

 

  

سيرياديلي نيوز- القدس


التعليقات