خاص - ثناء الحسوني

فيما مضى اعتدنا - وفي شهر رمضان تحديداً- أن نتسمر أمام التلفاز لنطبق قول :" متنا من الضحك " ... هذا ما كان يفعله بنا برنامج " الكاميرا الخفية " .. الخفيفة الظل ، عندما كانت الكاميرا ترصد ردات فعل أشخاص وقعوا في فخ تصوير لاعلم لهم به ، بمقالب مضحكة بسيطة خفيفة .. قد تثير الغضب أحياناً .. والذُعر أحياناً أخرى .. ولكنها لا تتخطى حدود ارتفاع مستوى الأدرينالين إلى الواحد بالمئة .. وتنتهي قبل أن ترتفع يد - المغدور به – لتطال أحد الممثلين مع ضجيج من الضحك ...

 

 أما كاميرا اليوم .. الخفية المخفية .. والتي يحاول صانعوها إدراجها تحت عنوان الكوميديا .. فهي لا تمت للكوميديا بصلة .. ويشطح خيال مدبريها ليتخطى الحد الأقصى لارتفاع نسبة السكر في الدم .. وربما لتكوّن خثرات جلطات قلبية .. لا من كثرة الضحك .. بل من شدةِ الذُعر .. إنها كوميديا قاتلة بامتياز .. برغم خلوها من أي موقف كوميدي .. والعنف سيد الموقف .. رامز جلال .. محمد فؤاد وغيرهم .. ألم يتساءلوا ما الهدف من تقديم هكذا برامج ..؟

 

أم أن الركض وراء الشهرة والمال قد أضاع منهم العقل – ويا ضيعانو - .

 

 أما القنوات التي تنتج هذه البرامج ، وتتهافت على حصرية عرضها ، تسعى لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين وأكثر كمّ من المعلنين .. غير آبهة بخدش ذوق المشاهد الذي وبعد مشاهدته لتلك المقالب المقلوبة رأساً على عقب .. لا يجد متسعاً على شفتيه لصنع الابتسامة .. بعد أن استنفذ كل طاقته بالعض عليها تعاطفاً تارةً وخوفاً تارةً أخرى ، وبكل أعصاب مشدودة .. العنف يطوق حياتنا ..

 

فاصنعوا ما يعيد شيئاً من السلام إلى داخل نفوسنا .. وارحموا ذائقتنا من البرامج المنحدرة .. العنيفة .. السخيفة .. وامنحونا مساحةً من الاسترخاء .. وبعضاً من الوقت ..وشيئاً من الكوميديا لتتألم بطوننا من شدة الضحك

سيريا ديلي نيوز


التعليقات