نظمت “وزارة الزراعة” مؤخراً، ندوة حوارية عن دراسة اقتراح كوريدور بحري أخضر سوري يربط المرافئ السورية بنظيراتها في الدول الشرقية الصديقة، وملامح التجارة الزراعية السورية في ظل الأزمة الراهنة.

وأوضح وزير الزراعة أحمد القادري خلال الندوة أهمية هذه الدراسة لإتاحة تصدير السلع الزراعية السورية بسهولة ويسر، ولاسيما تلك التي يوجد فائض منها ويحتاج إلى تصريف سريع كالحمضيات أو تلك التي يمكن تطوير إنتاجها إذا توافرت قناة فعالة وكفوءة للتصريف مثل أزهار القطف.

وأضاف أنه من الناحية العلمية تتمثل أطروحة هذه الدراسة بفرضية أن النقل البحري يساهم برفع مستويات التصدير الزراعي السوري، واستهداف الدول التي تمتلك شواطئ بحرية وبالتالي مرافئ بحرية، مايعزز فرضية هذه الدراسة إيجاباً في تعزيز الصادرات الزراعية السورية، وافتتاح خطوط نقل بحري لتعزيز الاقتصاد وتحقيق التبادل التجاري للسلع المصدرة والمستوردة بما ينعكس إيجاباً على المزارعين.

من جهته عرض مدير “المركز الوطني للسياسات الزراعية” أسامة السعدي دراسة المقترح العلمي للكوريدور الأخضر البحري لربط “مرفأ اللاذقية” بـ”مرفأ نوفوروسيسك الروسي”، ويعتمد على نظام roro على أن يتم عرض المشروع في حال تبنيه من الجهات المعنية على جهات مانحة للمساهمة بتمويله وتنفيذه.

وأوضح أن هذه الدراسة كانت بصدد تقديم مقترح آخر يتعلق بـ”مرفأ أوديسا” الأوكراني إلا أن التطورات السياسية في أوكرانيا أدت إلى صرف النظر حالياً عن مقترح الكوريدور الأخضر مع أوكرانيا، والاكتفاء بمقترح الكوريدور الأخضر مع روسيا.

ولفت السعدي إلى تأثير الأزمة الراهنة على الصادرات الزراعية السورية، حيث تراجعت قيمتها بنسبة 28% في 2011 وإلى 34% في 2012، وكان محصول القطن الأكثر تضرراً من حيث الكمية المصدرة التي تراجعت في 2011 إلى 78% والأغذية المحضرة إلى 82%.

وتراجع نسبة كميات السكر المصدرة في 2012 إلى 82% وعدد رؤوس الحيوانات إلى 47%، بينما ازدادت قيمة الواردات الزراعية بنسبة 7% في 2011، وفي 2012 وصلت نسبة كمية القطن إلى 80% والحيوانات الحية إلى 84%.

يشار إلى أن الندورة تطرقت أيضاً إلى ملامح الخطوط التجارية الزراعية للمساعدة على تخطي الأزمة اقتصادياً وتحديد التوجهات العامة بإنشاء “سوق سورية لبنانية عراقية” مشتركة، وكوريدور أخضر سوري للنفاذ بحراً إلى الأسواق الشرقية، وإنشاء أسواق ضيعة سورية للتسويق الزراعي وإنتاج غذاء وظيفي، وتصديره إلى الأسواق العالمية وتطوير الزراعة العضوية .