لفت انتباهي مؤخراً قراراً لمجلس الوزراء بإحداث المدرسة الإلكترونية السورية. ولعلّ هذا القرار قد يكون حجر الأساس لمواكبة اتجاهات تكنولوجيا التعليم العالمية خلال السنوات القليلة القادمة.
إذ لم يعد التعليم التقليدي قادراً على مواكبة التغيرات الثورية الرقمية التي تتجدد كل يوم، وربما كل ساعة. ولم يعد جيل المستقبل يتقبّل أدوات التعليم التقليدي الممّلة.
صدقوني حزنت على ابنتي خلال فترة تقديمها لامتحانات الصف التاسع، وهي تعاني من محاولة "بصم" المعلومات الجافة والممّلة التي يحاول نظامنا التعليمي حفرها في ذاكرتها.. ماذا يهمها أو يهم أبناء جيلها من حفظ بنود معاهدة عام 1930 في العراق، أو أن تتعرّف على تاريخ آل سعود العظيم؟!!
لا يمكن التعامل مع هذا الجيل الرقمي بطرائق بدائية متخلفة...
هذا الجيل "الرقمي" الجديد أصبح قادراً على التعامل مع الحواسيب المحمولة، والهواتف النقّالة الذكية، والحواسيب اللوحيّة، والبرمجيات المرافقة لها بشكل يثير الدهشة!!!
هذا الجيل الرقمي بحاجة إلى طرائق تعليم تتناسب مع إمكانياته ومواهبه...
هذا الجيل الرقمي بحاجة إلى معلّم صف يمتلك مجموعة المهارات التقانية التي تجعله قادراً على إثارة انتباه طلابه، والتلاؤم مع مَلَكاتهم الرقمية...
هذا الجيل الرقمي بحاجة إلى "رقمنة" قاعاته الدرسية...
هذا الجيل الرقمي بحاجة إلى استخدام آليات الألعاب في التعليم يمكنها استحضار المعرفة باستخدام الإنجازات ونظام النقاط points system...
هذا الجيل الرقمي بحاجة إلى أساليب تعليم جديدة؛ كالتعليم القائم على المشاريع PBL (Projects Based Learning...
هذا الجيل الرقمي بحاجة إلى معلّم يعمل كميسّر facilitator للعملية التعليمية، لا كمسيّر لها...
هذا الجيل الرقمي بحاجة إلى ثورة تعليمية شاملة، فهل تستطيع المدرسة الإلكترونية السورية أن تحقق جزءاً من احتياجات جيلنا الرقمي!!؟

 

سيريا ديلي نيوز - د. مهيب النقري - مجلة المعلوماتية


التعليقات