منذ بداية الأزمة في أوكرانيا تسعى روسيا لوضع ترتيبات تجارية جديدة لتقليص دور الدولار الأميركي في تعاملاتها التجارية، وللتذكير فإن بوتين يستعد للإعلان عن " الكأس المقدس" أي صفقة الغاز مع الصين .

ولكن حتى الآن هذه المعلومات تأتي على مستوى التمني والإشاعات... بالتأكيد هذا "مثير للسخرية" فمن حق تلك البلاد التفكير بجدية بالتحرر من عقائدية ودينية البترودولار ... -واذا فعلها واحد سيفعلها الاخر-.

الولايات المتحدة تعاني من التضخم، والانهيار الاجتماعي والحرب الأهلية وفيها كل الميزات الأخرى المتواجدة في جمهوريات الموز الاشتراكية مثل فنزويلا والتي للأسف لم يكن لديها عملة احتياطية عالمية.

الاقتصاد الأميركي منهار الآن.. قاطرته المتمثلة في الصناعة التكنلوجية High Tech تدهورت بشكل كبير ..هذا الاقتصاد يعيش على الطلب العالمي للدولار من أجل النفط و بقية الموارد.. و الحكومة تغطي عجز الإنفاق من بيع سندات وزارة الخزانة..

الاقتصاديين "الكينزيين" –التقليديين- يعرفون أيضا باسم "الكهنة" و"دين البترودولار"، يطلبون من العالم ان يؤمنوا.

على الرغم من المتاعب التي قد تواجهها روسيا الا انها تعمل بنشاط على تنفيذ خططها لوضع الدولار الأميركي في مرآة الرؤية الخلفية، واستبداله بنظام جديد، أو، كما يطلق عليه في روسيا، عالم "دي دولار".

نقل "صوت روسيا" عن مصادر صحفية روسية أن وزارة المالية في البلاد مستعدة للموافقة على خطة لزيادة دور الروبل الروسي في عمليات التصدير مع تقليل حصة المعاملات القائمة على الدولار، وتعتقد مصادر حكومية أن القطاع المصرفي الروسي "مستعد للتعامل مع العدد المتزايد من المعاملات القائمة على الروبل ".

ووفقا لوكالة الأنباء الرئيسية فانه في 24 أبريل نظمت الحكومة اجتماعا خاصا كرس لإيجاد حل للتخلص من الدولار الأميركي في عمليات التصدير الروسية. خبراء الطاقة، استدعوا البنوك والوكالات الحكومية و اقترحوا عددا من التدابير استجابة للعقوبات الأميركية ضد روسيا .

حسنا، إذا كان الغرب يتوقع رد روسي قوي على العقوبات فإنه على وشك ان يحصل عليه.

ترأس اجتماع "الدي دولار" او "اجتثاث الدولار" النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد الروسي إيغور شوفالوف، مما يثبت أن موسكو جادة جدا في نيتها وقف استخدام الدولار. وترأس الاجتماع اللاحق نائب وزير المالية أليكسي مويسيف الذي قال "لقناة روسيا 24" أنه "سيتم زيادة كمية العقود القائمة على الروبل"، مضيفا أن أيا من الخبراء الذين شملهم الاستطلاع وممثلي البنوك لم يجد أي مشكلة مع خطة الحكومة لزيادة حصة المدفوعات بالروبل.

وقال مويسيف: "إذا كنت تعتقد أن أوباما فقط يستطيع ان يحقق ما يريد بفرض أمر تنفيذي، فانت مخطئ - لأن الروس يفعلون ذلك وعلى نحو فعال، "مفتاح العملة أمر تنفيذي":

ومن المثير للاهتمام أن مويسيف في حديثه، ذكر آلالية القانونية التي يمكن وصفها بأنها "مفتاح العملة"، فالحكومة لديها السلطة القانونية لإجبار الشركات الروسية على الاتجار ببعض السلع عبر الروبل، وأشار مسؤول روسي الى انه: "عندما تصبح نسبة التداول بعملة الروبل 100% فانه "من الصعب بالنسبة لي أن اتوقع كيف ستستخدم الحكومة هذه القوة، ما دامت الخيارات واسعة امامها".

ولكن الأهم من ذلك، فإن خطة روسيا ليس من شأنها أن تتبلور اذا لم تتخل الدول الأخرى التي تربطها معها علاقات تجارية ثنائية عن التعامل بالدولار، ومع ذلك، ليس مفاجأ ان الصين وايران هما الدولتين اللتين وافقتا بالفعل على هذه الخطة.

بطبيعة الحال، فإن نجاح حملة موسكو في التعامل بالروبل أو العملات الإقليمية الأخرى يعتمد على مدى استعداد شركائها التجاريين للتخلص من الدولار. مصادر "بولايت اون لاين" ذكرت ان الصين وايران مستعدتان لدعم روسيا. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور بكين يوم 20 مايو، ويمكن ان نتوقع أن عقود الغاز والنفط المزمع توقيعها بين روسيا والصين ستتم بالروبل واليوان، وليس الدولار.

وبعبارة أخرى، سنشهد خلال الاسبوع اتفاق بين روسيا والصين حول الغاز، وسيتم تسويتها من الناحية المالية، ويبدو ان التعامل سيكون حصريا بالروبل او الين.

وكما أوضحنا مرارا وتكرارا في الماضي، الغرب يعادي روسيا، والعقوبات الاقتصادية التي فرضت ستعالجها روسيا بالنظام التجاري القائم على الدولار، وإعلان الأسبوع المقبل، بالتأكيد سوف يكون مجرد بداية.

سيرياديلي نيوز


التعليقات