سيرياديلي نيوز-الدكتور المهندس محمد غسَّان طيارة
ـــ من سورية
تقول بعض المعارضة التي منحت لنفسها اسم "المعارضة الوطنية" بأنها لن تشارك في الانتخابات وتدعو لمقاطعتها وإن هذه الانتخابات لن تغيير شيئاً في سورية. وهي ترفض وصف الدول الغربية بأن الانتخابات مهزلة وترفض تدخل تلك الدول في الشأن السوري.
السؤال أليس في موقفهم هذا تبرير لما تقوله الدول الغربية عن هذه الانتخابات؟.
هل الانتخابات هي لمصلحة أي مرشَّح أم هي لمصلحة الوطن؟. هل تفهم مثل هذه المعارضة معنى حب الوطن من الإيمان؟.
باختصار لقد تخلت تلك المعارضة بنفسها عن صفة الوطنية وأصبحت غير وطنية لتتوافق مواقفها موقف الدول المعتدية. الوطنية تعني حماية الوطن من أعدائه وعندما تتطابق وجهة نظر أي فئة مع مواقف الدول المعتدية تُنْهي تلك الفئة وطنيتها لتصبح غير وطنية.
في هذه الأيام لا توجد ألوان فأما الأبيض وأما السود واللون الأبيض المبرقع ببُقع سوداء هو أسود وهذا هو حال المعترضين وبنظري هم في مرتبة أدنى من مرتبة الأعداء الظاهرين لأنهم يتخفون تحت جناح الوطنية. العدو الظاهر تستطيع التعامل معه أم العدو المتخفي فعلينا في البداية كشفه للتعامل معه بما يليق به. والانتخابات الرئاسية ستكشف النوايا المخبئة في بواطن المعارضة الوطنية. إذا صادف وتطابقت وجهة نظري مع وجهة نظر العدو فيعني ذلك إنني وقعت على ظهري واستحق العقاب. المفروض أن نذهب نحو الشروق لبناء الدولة القوية الديمقراطية وإذا أخطأنا التوجه وأصبحنا متوجهين نحو غروب الدولة فعقوبتنا ستكون أقصى من الشعب على مساحة الوطن.
2 ـــ من دول الاغتراب
لقد أظهرت لكل أعمى البصيرة ولكل أطرش العقل الوطنية المتدفقة للمغتربين في بلاد الاغتراب بالفيضان البشري نحو صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات الرئاسية فصدمت أعداء سورية وأصابتهم بهستيريا الغباء فظهر حقْدهم في آخر حلقاته فلم ينفعهم منع الانتخابات في بلدانهم ولا طرد السفير ولا إصدار القرارات الحمقاء بحق السوريين لمنعهم من ممارسة الحق الشرعي في حب الوطن وانتخاب رئيس دولتهم.
لقد شاهدنا بوضوح النهر البشري المتدفق نحو السفارة السورية في لبنان وسمعنا عن نهر آخر في الأردن وشاهدنا أنهار متتالية في موسكو وكاركاس ....وغيرها وغيرها من أنهار سوريا الوطن.
وسأكتفي بسرد حقيقة ما جرى في الانتخابات في لبنان:
أثناء مناقشة البيان الوزاري تحدث معظم النواب عن المُهجَّرين السوريين وتأثيراتهم على الاقتصاد اللبناني والحياة الاجتماعية في لبنان. تحدث النائب نقولا فتوش نائب زحلة الذي يُعْتبر أبو الدستور والقانون اللبناني وقال بأنه كان على الحكومة اللبنانية معالجة موضوع النازحين مع الحكومة السورية التي تربطها بلبنان معاهدات متنوعة وأسف لعدم تجاوب الحكومة اللبنانية على عشرات رسائل السفارة السورية التي تدعوها للتعاون في حل أزمة النازحين أو المُهجَّرين. إن النائب الزحلاوي ليس من مناصري سورية في لبنان ولكنه مؤمن بقوة الاتفاقيات المعقودة بين سورية ولبنان ويجب العمل بموجبها حتى يجري تعديلها أو إلغاؤها.
بعد أن أنهى النائب فتوش حديثه وترك منصة الخطابة, تنطح النائب وائل أبو فاعور من جماعة جنبلاط وقال بأن هؤلاء النازحون هاربون من جحيم النظام السوري الذي سيقضي عليهم فيما لو عادوا إلى وطنهم. كان النائب وائل أبو فاعور وزيراً للشؤون الاجتماعية وهو المسؤول عن معالجة شؤون النازحين السوريين.
النهري البشري المتدفق نحو السفارة السورية في اليرزة في بيروت أزعج أقطاب 14 آذار ووليد جنبلاط وجماعته مما دفعهم للحقد عليهم واتخاذ قرارات حمقاء على شاكلتهم. لن أدخل في مناقشات كلماتهم المسمومة والحاقدة لأن النهر البشري خرَّب عقولهم وأقول: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. لقد لحس النائب أبو فاعور كلامه كما فعل نواب 14 آذار وسمع بعضهم كلام السوريين عندما قالوا لهم بأن من هجرنا ليس النظام وإنما الإرهابيون المدعومون منكم.
3 ـــ من واشنطن والبيت الأبيض
كرر الناطق الرسمي في البيت الأبيض بأن الانتخابات في سورية مهزلة وسخيفة ولن يعْترفون بنتائجها وهي تخالف الشريعية الدولية ومقررات مؤتمر جنيف 1 وكرر رئيس أمريكا ووزير خارجيته نفس الكلام وفي نفس الوقت تنطَّحت باريس ولندن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتأييد كلام واشنطن ونسج على نفس الاسطوانة عربان الخليج حتى أصبحت مشروخة وتُعْطي أصوات مزعجة.
لست في معْرض مناقشة كلماتهم فهي أقل من تافه ولا نحتاج في سورية للرد عليها وسأكتفي بتوجيه الأسئلة التالية للقراء والأصدقاء:
ـــ هل حدث أن زار البيت الأبيض أي رئيس أو مسؤول في الحكومات السورية المتتابعة منذ بداية التاريخ الحديث وحتى منذ ظهور البيت الأبيض؟.
ـــ هل حدث وطلب أي رجل حكومي سوري من واشنطن أي مساعدة؟. كل ما طلبنها أن يكون لواشنطن معيار واحد في معالجة قضايانا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ولكنها كانت وما زالت دول معادية.
ـــ هل حدث أن نفذت سورية طلباً لواشنطن يتعارض مع قراراتها الوطنية؟.
ـــ هل تخلت سورية في يوم من الأيام عن قرارها الوطني المسْتقل؟.
ـــ من يصنع القيادات السورية على مدى التاريخ؟. إنه الشعب في سورية صانع القيادات والرجال والتاريخ.
إذا كنا معاً نعرف ونؤكد على دور البيت الأبيض المخزي فهل نحتاج إلى اعترافهم بنا. بل على العكس فهم يطالبون ويتمنون أن نعْترف بقوتهم فوق قوة الشعب وهذا لن يحدث حتى بالأحلام.
غدا الانتخابات الرئاسية وسنثبت للعالم عادلة قضيتنا وصوابية موقفنا وقوة إرادتنا ومفهومنا لمعنى حب الوطن من الإيمان.
سيرياديلي نيوز-الدكتور المهندس محمد غسَّان طيارة
2014-06-03 08:03:48