عند بدئك لمشروع ناشئ تكون احتمالات الفشل واردة إلى أقصى درجة، فلا يوجد ضمانات في سوق العمل تجعلك تبدأ مشروعك واضعاً إحدى قدميك فوق الأخرى، منتظراً للأرباح التي ستنهال على رأسك فور إطلاق المشروع، بل إذ فعلت ذلك ففي الأغلب ما سينهال على رأسك لن يكون سوى المصائب والخسائر التي ستحاصرك من كل جانب.

وإن كنت دخلت لقراءة هذا المقال معتقداً أن به سر نجاح مشروعك فللأسف مكانك ليس هنا، فالأسباب اللاحق ذكرها والتي كتبها (راهول فارشنيا) – أحد مؤسسي موقع Foster.fm الذي يهدف لمساعدة رجال الأعمال الناشئين – ما هي إلا أسباب سوف تزيد من فرص نجاح مشروعك – إن تجنبتها – أو على أقل تقدير سوف تقلل الخسائر في حالة – لا قدر الله – فشل المشروع.

وضع الأرباح كأولوية قبل العميل

أسوأ أسباب الفشل وأهمها على الإطلاق هو اهتمامك بما ستحققه من أرباح دون النظر لجودة المنتج أو الخدمة التي يقدمها مشروعك للعميل، وهذه بالطبع ليست دعوة لنبذ الأرباح والاهتمام بالعميل فقط، ولكن من الخطأ أن تكون الأرباح لها الأولوية المطلقة في خطة عملك.

لابد أن يكون العميل هو أول اهتماماتك وارضاءه هو غايتك الأولى، فإن رضى العميل عما تقدمه، سيكون مستعداً للدفع لقاءه عن طيب خاطر، وكلما كان مشروعك يلبي رغبات شريحة الجمهور المستهدف على المدى الطويل، كلما زادت فرص نجاح مشروعك وزادت أرباحه في حالة النجاح.

محدودية التفكير

إياك أن تقدم مشروع لا يخدم شريحة كبيرة من الجمهور، وتأكد من أنك ستبدأ صغيراً ثم ستتوسع لاحقاً، ولكن هل مشروعك سيلبي احتياجات المئات من المستخدمين؟ ولاحقاً، هل سيلبي احتياجات مئات الآلاف منهم؟ إن كان جوابك “لا” فأنت إذاً تبيع منتجاً ولا تبني مشروعاً، والفارق كبير!

اجعل هدف مشروعك تلبية احتياج عام قدر المستطاع، ولا تبنيه على أساس احتياج لك ولأصدقائك ومن حولك فقط، فكر بتوسع، فكر عالمياً لو استطعت، وعندما يلمس الجمهور إشباعهم لحاجتهم في مشروعك سيكون الإقبال عليه كبيراً وسيكون نموه متسارع.

 

المجاملة في توظيف فريق العمل

جودة مشروعك ستكون بنفس جودة فريق عملك، المطورين، أفراد الدعاية، افراد المبيعات… وكلما قل مستوى فريق عملك، كلما قل المستوى النهائي لمشروعك، فلا تستهل في توظيف الأفراد في مشروعك ولا تجامل، فكر دائماً بأن مشروعك مازال ناشئاً ويحتاج إلى كل الكفاءات اللازمة في أقل مدة وبأقل التكاليف.

أنت لا تمتلك الوقت ولا المال لتضيعه في تجارب وصبر على الموظفين حتى يكتسبوا الخبرات اللازمة، اترك هذا للشركات الكبيرة أو التي بدأت منذ فترة لا بأس بها، ولكن أنت وضعك مختلف، ومواردك محدودة، من تشعر بعدم أهميته في فريق العمل افصله فوراً أو استبدله، فعندما تأتي ثمار مجهود فريق العمل المختار ستشعر بأهمية قراراتك – رغم قسوتها في حينها – وسيأتي هذا بالنفع بالتأكيد على باقي الفريق.

الابطاء في البدء

لا يوجد مشروع كامل خالي من العيوب، وإن أضعت وقتك في الاختبار وسد الثغرات قبل إطلاق المشروع فلن تطلقه أبداً، فالمشروعات تتطور مع الوقت ومع آراء وردود أفعال المستخدمين، فلا تؤخر إطلاق مشروعك لهذا السبب، وفي الحقيقة تستطيع إطلاق نموذج مبدأي أو نسخة تجريبية إن كان نوع مشروعك يتيح لك ذلك، وتستطيع من خلالها مشاهدة ردود أفعال المستخدمين وآرائهم والتعديلات التي تستطيع تغييرها في المشروع.

الكثير من رجال الأعمال المبتدئين لا يطلقون مشاريعهم في الموعد المحدد وينفقون معظم مواردهم في محاولة بناء هذا المشروع الكامل قبل الإطلاق، ولكن لا يوجد شيء مثل هذا، فلتحتفظ ببعض الموارد حتى تستطيع تطوير مشروعك بعد إطلاقه لأنك بالتأكيد ستحتاج لذلك.

الفشل في التأقلم

معظم رجال الأعمال المبتدئين يفشلون في مشاريعهم بسبب عدم استطاعتهم التأقلم مع التغيرات التي تحدث في السوق أو في رغبات العملاء، وسر التغلب على هذا السبب هو “التأقلم بسرعة”، فلابد أن تتمتع بالمرونة في اتخاذ القرارات وتغيير الخطط حسب المتطلبات الجديدة، حتى لو أدى هذا إلى تغيير شكل مشروعك بالكامل.

حاول أن تحافظ فقط على أساس المشروع، وأترك دائماً احتمال تغييرك للكثير من الأشياء به حسب ما يتراءى لك من تطورات، فلا تتمسك بالخطط الأساسية باستماتة فهذا ما سيعجل من نهاية مشروعك بالكامل بعد اهمال العملاء له بسبب أنه لم يعد يلبي احتياجاتهم المتغيرة بعد الآن.

اهدار الموارد

أنت رجل أعمال مبتدئ، وفي الغالب مواردك محدودة – إلا في حالات قليلة – لذلك يجب عليك الحرص في إنفاق هذه الموارد من أموال ووقت وما إلى ذلك، ولابد لك من أن تحسب كل شاردة وواردة فيما ستصرف وما العائد منها، ولا تحاول اهدار مواردك في الطريق الخطأ خاصة في النقطة التي تحدثنا عنها في نقطة “الابطاء في البدء”.

إن قدمت مشروع ولقى استحسان العملاء، ففي الغالب سيدفع لك العملاء نظير هذا المنتج، وسيدعم هذا من مواردك وسيساعدك كثيراً، لذلك حاول إنفاق مواردك الأولية في تقديم مشروعك بشكل أولي حيث يقدم الغرض منه بدون زيادات، ثم تستطيع بعد ذلك تطويره كما تريد من الأرباح.

التسويق

كلمة واحدة ولكنها تحمل وزناً هائلاً في أسباب نجاح أو فشل مشروعك. نحن لا نستطيع إنكار أهمية مشروعك نفسه، ولكن معظم المشاريع الجيدة تفشل في الوصول إلى الجمهور بسبب التسويق الذي سيجعل من نجاح مشروعك أمر مختلف كلياً.

ومن الذكاء أن تحاول التسويق لمشروعك قبل حتى إطلاقه حتى يكون لديك قاعدة من العملاء الذين ينتظرون هذا الإطلاق، وفي معظم المشاريع الناشئة يكون عدد ألف عميل كافياً كقاعدة عملاء مبدأية لكي تطلق مشروعك بعده، وهم كفيلون بتحويل مجرى أرباحك عما إذا كنت لا تمتلك قاعدة عملاء من الأساس.

الجميع يريد أن يبدأ مشروع ناجح، لذلك لا تضغط على نفسك لكي تجعل مشروعك الأول ناجحاً، فقط اتبع الخطوات الصحيحة وابتعد عن النقط السابق ذكرها، وركز على تقديم منتج جيد واترك الباقي للجمهور، فهو كفيل بجعل مشروعك الناشئ ناجحاً ومنافس في السوق.

سيريا ديلي نيوز-وكالات


التعليقات