أكد محافظ اللاذقية أحمد شيخ عبد القادر أن السوريين يقدمون اليوم أمثلة حية على الإحساس الوطني العالي من خلال مواكب الشهداء دفاعاً عن وحدة وسلامة الوطن وفتح بيوتهم وقلوبهم لاستقبال أخوتهم المهجرين بفعل جرائم المجموعات الإرهابية من كل المناطق السورية.
ودعا المحافظ وفد دعاة السلام الدولي الذي بدأ أمس الجمعة 10 نيسان/أبريل زيارة إلى محافظة اللاذقية لتلمس الواقع السوري كما هو على الأرض بأم أعينهم ومشاهدة مفاهيم الحب والسلام المتأصلة لدى الشعب السوري ونقلها إلى مجتمعاتهم، لافتاً إلى أن السوريين يعيشون كأسرة واحدة منذ آلاف السنين على خلاف ما تبثه وسائل الإعلام من كذب وتضليل على مدار الساعة.
من جهتها قالت رئيسة الوفد مايريد ماغوير الحائزة جائزة نوبل للسلام إن هناك اهتماماً واسعاً من قبل نشطاء السلام حول العالم بالوضع السوري الذي أصبح "مأساوياً" تنتهك فيه شرعة الإنسان بأشكال متعددة، لافتةً إلى أنها تعمل مع هذا الوفد على تعزيز التضامن الإنساني مع الشعب السوري ودعمه لوقف ما يجري بحقه من اعتداءات من قبل العصابات البربرية الجديدة التي تدخل من كل المعابر لقتل أبناء الشعب السوري ومنهم المواطنون الأرمن الذين قامت هذه العصابات مؤخراً بتهجيرهم من بلدتهم كسب.
وأضافت نحن هنا لتقديم الدعم بكل أشكاله عن طريق الإعلام العادل الذي يهدف إلى قول الحقيقة كما هي دون تحريف وإن "هناك كثيراً من وسائل الإعلام تعمل بشكل مناف للحقيقة" وأيضاً للتضامن مع لجان المصالحة الوطنية في سورية، معربةً عن أملها "في أن تتوقف الحكومات والدول المجاورة لسورية عن دعم العنف" ليدعم السلام بدل الإرهاب.
وأكدت أن الشارع الأوروبي بدأ يعي اليوم ما يحصل في سورية بشكل أكبر ويدرك حجم التدخل الأجنبي في مجريات الأحداث على الأرض وأعداد المسلحين المرتزقة القادمين من الخارج للتدخل في الشأن السوري، مبينةً أن مهمة الوفد مشاهدة هذه الأحداث على الأرض وإيصال رسالة حقيقية إلى شعبه لفضح أكاذيب الإعلام المضلل بعد أن وجد "أن ما يجري هو حرب الآخرين على سورية".
بعد ذلك زار أعضاء الوفد كنيسة السيدة العذراء للأرمن الأرثوذكس باللاذقية التي تستضيف حالياً عدداً من العائلات السورية الأرمنية الذين تم تهجيرهم من منازلهم في كسب جراء الاعتداءات الإرهابية على منطقتهم وأقيمت صلاة مشتركة في الكنيسة تخللتها الأدعية والابتهالات ليعم السلام سورية بالحوار والمصالحة الوطنية، كما زار أعضاء الوفد مقبرة الشهداء في منطقة بسناداً وتم أداء الصلوات على أرواح الشهداء وشرح المحافظ لأعضاء الوفد أن الشهداء الذين يرقدون في هذه المقبرة تم استهدافهم من قبل العصابات الإرهابية وهم من المدنيين العزل الذين كانوا يعيشون بسلام في قراهم الآمنة قبل أن تصل إليها العصابات الوهابية لترتكب فيها أبشع المجازر من بينهم أطفال ونساء، مؤكداً أن أرواح هؤلاء الشهداء لن تهدأ قبل أن يتحقق السلام في سورية.
كذلك تضمنت جولة وفد دعاة السلام الدولي زيارة إلى أحد مراكز الإقامة المؤقتة في الكورنيش الجنوبي الذي يضم نحو أربعين عائلة مهجرة من مدينة حارم بريف إدلب وقدم للأسر المهجرة بعض المعونات الغذائية بجهود تشاركية بين وزارة الشؤون الاجتماعية والهلال الأحمر العربي السوري وجهات أهلية أخرى.
سيريا ديلي نيوز - سانا
2014-04-12 14:29:03