بين عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق ونائب رئيس رابطة مصدري النسيج فراس تقي الدين أن حوالي 70 % من الصناعيين في الخارج وضعهم أكثر من سيئ. وبعد مرور وقت على استمرار الأزمة حدث ما يسمى هندرة أي إعادة تموضع للصناعات في المناطق الآمنة فتحولت المنشآت الكبيرة التي كانت بالأرياف والتي حجمها بين 400-500م تحولت إلى معامل مصغرة داخل الأماكن الآمنة وبذلك موضع الأمان يمكن التغلب عليه، وفي عدة حالات تم التغلب عليه، فأصبحت سورية بما تتضمنه من تسهيلات ودعم وعناية خاصة من الحكومة للصناعة أفضل للمستثمر الصناعي السوري من أي دولة أخرى.

 

وأضاف: ونحن كرابطة تأتينا اتصالات من أشخاص بدؤوا التحضير لإعادة أعمالهم إلى سورية وهذا أصبح ملموساً بشكل فعلي فالبعض عاد فعلاً وإحدى التجارب المهمة التي تدفعهم للعودة هي تجربة رابطة النسيج والتي يتم الحديث عنها بمعرض «سيريا مودا» بشهر أيلول الماضي 2013 وشباط 2014، وعلى المستوى الشخصي بدأت تأتي اتصالات بعد المعرض من أغلب الصناعيين يريدون الاستفادة من هذه التجربة ومنهم من بدأ يراسل ويحضر للعودة.

 

ولفت تقي الدين بحسب صحيفة "الوطن" إلى أن الصناعي الذي لم يتورط باستثمار مبالغ كبيرة في الخارج عاد أو سوف يعود أما الذي تورط بمبالغ كبيرة فهو يحتاج لبعض الوقت لتصفية أعماله، فالعديد من الصناعيين الذين خرجوا في بداية الأزمة ظنوا أنهم ذاهبون إلى بيئات عمل واعدة واسواق مفتوحة كمصر مثلاً وسيكون أمامهم آفاق عظيمة ولكن الغالب فوجئ حيث تبقى سورية من ناحية تكاليف الإنتاج وديناميكية العمل وتكامل حلقات الإنتاج أفضل بيئة استثمارية رغم كل الظروف التي مرت بها البلد.

 

فبنظر تقي الدين الصناعيين السوريين ذهبوا إلى أسواق متخمة وكذلك تكاليف الإنتاج وتكاليف المعيشة بالخارج أغلى فالمنتج السوري لديه خطوط إنتاج وخبرات متميز بها غير موجودة في تلك الدول لذلك يضطر الصناعي بالخارج إلى استقدامها لتلك الدول ما يزيد التكاليف وحتى يحقق نفس هذا التميز هو بحاجة إلى استقدام أدواته وكوادره وخبراته مع كلفها المعيشية التي هي أعلى من سورية.

 

وأكد تقي الدين أن نسبة كبيرة من الذين خرجوا مازالت لديهم ارتباطات ومصانع في الداخل بقيت تعمل ولو بطاقة إنتاجية مصغرة فالصانع السوري أثبت بأن لديه ارتباطاً كبيراً ببلده فأغلب الذين خرجوا أبقوا على جزء من مصانعهم ولو بشكل مصغر ومازال الغالب من الصناعيين يؤدون ما عليهم من التزامات تجاه مؤسسات التأمينات وغيرها وأبقوا ما استطاعوا من عمال على أمل كبير بالعودة بأسرع وقت إلى متابعة أعمالهم بالداخل، ويؤكد تقي الدين بالقول: هذه حقيقة لمسناها فعلاً فأغلب الذين خرجوا كانوا مجبرين وذلك تحت ظرف خاص أو ضغط مباشر فلا أحد يرغب بالخروج من تلقاء نفسه، واليوم؛ البعض عاد والآخرون قاب قوسين أو أدنى من العودة.

 

وعن كيفية تعامل الجهات الرسمية مع الصناعيين الذي ما زالوا في الداخل بين تقي الدين بأن الجهات الرسمية تعاملت بشكل تفضيلي مع الصناعيين الذين بقوا في البلد وكان هناك تقدير، مبيناً بأن هذا التميز في المعاملة سيطول الصناعي الذي سيعود فالبلد مفتوح لكل أبنائه.

التعليقات