~~خاص - سيريا ديلي نيوز

أية حرية يريد المواطن السوري أن يحملها له ... دعاة الوهابية القتلة ؟؟
وأية حرية يراد له أن يتحدث عنها أو يمارسها أو يستدرجونه لها ..؟
لم نرى ولم نقرأ عبر صفحات التاريخ حرية تخريب وحرائق وقتل وتقطيع واغتصاب جسد وعقل وفكر وذبح .. تحت بند الطائفية والمذهبية والتجحيش؟؟
والغباء والجهل لكل من يتعامل بذلك ...

نحن أمام شكلين من أشكال الحرية ....
حرية النقد والمعارضة وتصحيح المواقف . وربما مراجعة شاملة نحتاجها لكثير من المسلمات أو الأساليب والوسائل وتقسيط الأهداف ومرحلتها اذا جاز التعبير . وهو ما نرجو أن يتاح لكل مواطن الاسهام فيه بالرأي والنقاش الحر مهما بلغ الاختلاف بين موقف واخر
وحرية المشروع السياسي الاخر والصيغة المختلفة للوطن والحياة والمستقبل ..
بمعنى أوضح ...
حرية الداخل الوطني في صياغة مستقبله والتعبير عما يريد أو يتطلع اليه ويرجوه
وحرية الخارج في التآمر على هذا المستقبل وصياغته وفق برنامجه واستخدام الحرية لتحقيق أهدافه
فأما حرية الداخل فيمثلها التمسك بالوطن ووحدته ودوره ومشروعه القومي والتغيير متن ضمن ثوابت التاريخ والجغرافيا والسياسات الوطنية ببعدها العربي..
وأقصد الثوابت التي عبرت عنها سياسة القائد الخالد حافظ الأسد.. وامتداده التاريخي الرئيس بشار الأسد .
خصوصا في بعدي الصمود .. فسورية الوطن الواحد الموحد حامل الهم القومي ومشروعه ..وقد نضيف لحرية الداخل حاجات التطور والانفتاح الاقتصادي والمزيد من حرية التعبير وحرية النقد والنقاش المفتوح على المستقبل .. وهذا ما حدث ويحدث منذ عقود والى وقتنا الحالي .
وأما حرية الخارج .... فتتمثل لأي اقتصاد السوق بمعناه المطلوب فرضه والعولمة السياسية التي هي فتح الأرض والمجتمع والغاء الهوية . والسلام المنقوص وعزل سورية وتطويقها واستكمال المشروع الصهيوني بوسائل جديدة تستخدم التقدم التكنولوجي الهائل لتحقق بحجم هذا التقدم أغراض التدمير ؟؟
وكما يمكن أن يتحقق المشروع الأول بالحرية التي يتطلع لها المواطن السوري بثقة بالنفس والقيادة والمستقبل .. فان الترويج للمشروع الثاني يتم تحت الشعارات ذاتها : الحرية والديمقراطية والانفتاح ؟؟
ولضرورة التوضيح .....
ثمة فارق بين حرية المواطن التي تنبع من حاجاته واماله وحقه المقدس في التعبير عن رأيه وبين الحرية التي يراد له ومنه أن يعبر بها عن مشاريع خارجية تتلبس الحرية وتلتبس بها . أي بين حرية المواطن في تحرير نفسه والمساهمة في تعزيز وطنه وحماية مستقبله المهدد وحرية الخارج في اعادة استعباده ؟؟
ولنكون اكثر وضوحا ... فإننا ننتمي للمشروع الأول . و ننادي به وندافع عنه . وقد نختلف فيه مع هذا الفريق أو ذاك من الرفاق والأخوة وأهل الحكم والسلطة . وقد طالما اختلفنا . أخطأنا أم اصبنا .
ونرفض الثاني شكلا وموضوعا مهما زوروا أمامنا الحقائق أو ثقلت الضغوط .. أو حاربنا الاعلان الخارجي الذي يشتري المواقف ؟؟
نقاتل من أجل حرية تزيد في منعة المواطن ومناعة الوطن وتصب في مصلحة هذا الشعب الطيب الذي احتمل كثيرا ويحتمل من أجل أن يحافظ على أرضه وانتمائه ويبني مستقبله . لا حرية تنتقص من هذه المناعة وتضع الوطن والمستقبل في مهب الرياح والمشاريع الخارجية والمجهول ؟؟
نقاتل من أجل وطن حر ننتمي اليه وهوية ندافع عنها . لا من أجل وطن يريدونه لنا فندقا نحن فيه مجرد نزلاء . لا نملك فيه ومنه سوى حق المبيت . النوم .. وندفع الأجر ؟؟

وأنتم دعاة الحرية ؟؟؟
المسطحين الخشبيين ... ماهية الحرية التي تطالبون بها ؟؟ وأي ثقافة انتماء وولاء وفكر تحملون ؟؟
النكاح الجماعي .. لقد احرقتم البلد والشجر والولد.. واستبحتم الأعراض .. ودفعتم بالعدو الصهيوني للراحة والحلم والضحكات ..
لأجل حرية دونكيشوتية ... يا أبناء أبي لهب ... لقد ذهب عقلكم وذهبتم لجهنم وبئس المصير ؟

والدوحة المستعربة وجزيرة بني صهيون الفضائية .
ثمة نموذج الحرية : الخارج يتابعه المواطن العربي مذهولاّ كل يوم هو النموذج القطري عبر فضائية الجزيرة التي يحركها الخارج ويستثمر بها امكانات أجهزته ووسائل التكنلوجيا المتطورة .. وأساليب التمويه والتضليل هذه الحرية المكتسبة ليست سوى واحدة من وسائل و أدوات الاستعمار الحديث في محاولة الامساك بمستقبل المنطقة والنفط والغاء هويتها والاستيلاء على مواردها .
واذا كان مؤسفا أن يستخدم الاستعمار الجديد وأداته الاقليمية ( الكيان الصهيوني ) وجوهاّ عربية ومثقفين عربا ًتستهويهم الشّاشة ويضعفون أمام اغرائها واغوائها كما المرأة أمام المرآة .
وأن ينجح في اختراق المناعة الوطنية للكثيرين ممن شاركوا ويشاركون في برامج هذه المحطة فإن ما هو أكثر ألما وبشاعة هو أن تسمح الأنظمة العربية لهذه المحطة وجهازها المشبوه بافتتاح مكاتب لها داخل كل بلد عربي تقريباً وبالتالي أن تستخدم هذه المكاتب لأغراض التنصت والرصد واصطياد الغّفل أو فقيري الخلق الوطني . إنها أي مكاتب الجزيرة أشبه ما تكون بالمستوطنات الإعلامية المحمية بقوة ردع خفية معروفة ولقد سمعت حديثا عن حاكم عربي شكوى بلغت حد اتهام المحطة بتهديد الوحدة الوطنية في بلده مثال ( اليمن – تونس- ليبيا – سورية – مصر – لبنان ) لكنه لا يجرؤ فيما قال على مواجهتها لأنها تمثل قوة خارجية لا قدرة له على ردها أو ضبط حضورها وزاد بقوله إنني أعتقد كما الاخرين : إن الثلاثي الخارجي الذي يتحكم بالمحطة ويوجهها أميركي - بريطاني - الكيان الصهيوني برعاية إمارة قطر (الدمى المتحركة )
وهذا مثال أردنا منه توضيح الفارق ما بين حريتين .
حرية المواطنة في طرح المشكلات ومعالجتها والشكوى منها وربما معارضة السلطة الوطنية .
وحرية القوى الخارجية في تفجير المشكلات والمجتمعات و إثارة الفتنة والتطبيع الذي يستبق السلام مع الكيان الصهيوني ...
وهناك ثمة نماذج أخرى يمكن تقديمها في الطروحات السياسية التي تحلق بعيدا عن الواقع . أو تستحضر نماذج مختلفة لمجتمعات مختلفة وهي نماذج قد لا تبلغ خطورة فضائية الجزيرة ولكنها تخدم من حيث تدري أو لا تدري أغراضا خارجية .
وهنا نهتف للحرية الوطنية المسؤولة : حتى اذا هي عارضت السلطة أو اشتبكت معا بالكلمة أو اختلفت بالموقف واحتكمت للرأي العام .
ولا .. لا للحرية الخارجية التي تستخدم الحاجة الى الحرية أو شعارها لأغراضها والخداع .. فلا هي تستهدف الحرية في دعواها .. ولا هي تخدم الوطن في أهدافها الملتبسة ..
وفي يقيني أن لا أحد يدرك بالحس الوطني المرهف كما المواطن العربي السوري ذلك الفارق الهائل ما بين الحريتين .
امتلكنا حريتنا بسياسة كانت متبعة منذ أيام الحركة التصحيحية التي رسمها و خطط لها باني سورية الحديثة القائد الخالد حافظ الأسد واستمرت وتطورت بمنهجية التطوير والتحديث التي وضع اسسها سيد الوطن بشار الأسد .
إلا أن التخريبيون الذين شكلوا أداة ضمن المخططات الخارجية الاستخباراتية بإشراف ممن يدعون أنهم عرب فكانت شبه الجزيرة العربية المثال الأكبر بدعم هؤلاء .. الأداة .. وهي مجرد أدوات تخريبية تحت شعارات شتّى نريد حرية حرية 
وما أسخف من هذه العقول التي حاولت احراق الوطن وتشتيته .
نعود و نؤكد لم يعد هناك مجال للحل لا حوار ولا مساومة ولا هدنة .. الحل الوحيد والأمثل الجيش العربي السوري .
باعتقادي جازماً أن الدور قادم للربيع العربي في أراضي شبه الجزيرة العربية والخليج الفارسي وستنضم الكويت إلى العراق وبذلك يتم استقصاء السرطان من جسم الأمة العربية الذي ضاع منها حرف الضاد

سيريا ديلي نيوز- مفيد كمال الدين


التعليقات


ahmad
مقال جميل ورائع شكراً لكم