موجة جديدة من الأخبار والإشاعات انتشرت خلال اليومين الماضيين عن تراجع سعر صرف الليرة السورية واستمراره خلال الفترة الحالية، إضافة إلى أخبار أخرى «مجهولة المصدر» عن قيام الدولة السورية «بشراء عملتها الوطنية من الدول المجاورة وبأسعار مرتفعة» مما جعل شريحة من المواطنين تتناقل هذه الأخبار وتضيف إليها بعض «المنكهات» حتى يتوافق الخبر مع هوى الناقل.

 

حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة قال: «إن الارتفاع الذي شهده سعر الصرف خلال الأيام القليلة الماضية مجرد ارتفاع خلبي وهو أكثر الأمثلة وضوحا منذ بدء الأزمة في سورية على الارتفاع الوهمي الذي يتم تداوله بهدف النيل من الليرة السورية ومتانتها وصمودها في وجه كل ما مرت به من مصاعب».

 

وأكد أن ارتفاع سعر الصرف بدأ يومي الجمعة والسبت وبشكل سريع؛ مع استغرابه من توقيت هذين اليومين بالنظر إلى عدم وجود أي نشاط اقتصادي على هذا المستوى يومي الجمعة والسبت وعليه ما من عمل وبالتالي كيف ارتفع سعر الصرف بل و«أين النشاط الاقتصادي المسبب للارتفاع وأين العرض والطلب» بالنظر إلى أنه ما من عرض وطلب بسبب عدم وجود التعاملات النقدية والمالية كما بقية أيام الأسبوع خلال الدوام الرسمي حتى يرتفع الطلب ويسبب ارتفاع السعر يومي الجمعة والسبت.

 

ويضيف حاكم مصرف سورية المركزي إن هذه العملية بالتالي عبارة عن محاولات لرفع سعر الصرف قادمة من الخارج، مع الأخذ بالحسبان أن هذه المرة ليست المرة الأولى التي يحاول فيها المتآمرون على سورية وشعبها ضرب الليرة السورية واستقرارها وزعزعة ثقة المواطن السوري بها، مؤكداً في الوقت نفسه أن كل محاولاتهم باءت بالفشل وتمكن مصرف سورية المركزي من احتوائها، مشدداً على عدم قدرة هؤلاء ومن خلفهم أن ينتصروا على سورية في المجال النقدي كما لا يمكن لهم أن ينتصروا عليها عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً مؤكداً أن ذلك أمر مستحيل.

 

وعن تناقل أخبار حول قيام الدولة السورية بشراء الليرة من الخارج قال حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة: «إن هذا كلام لا يستحق التعليق عليه وهو كلام يأتي ضمن موجة إثارة الذعر بالنظر إلى أن الدولة السورية مستمرة في تأدية الرواتب في بداية كل شهر كما هي مستمرة في تمويل المستوردات وتلبية طلبات المواطنين من القطع الأجنبي».

 

ومن خلال متابعة هذه المسألة التي اجتاحت بعض صفحات التواصل الاجتماعي (ولاسيما الفيس بوك) يلاحظ أن التوجه كان واحداً؛ إن كان في النصوص المنشورة أو في التعليقات التي ترد إلى هذه الصفحات. فمع استقرار سعر الصرف لأكثر من شهرين كان ارتفاعه غير مرتبط بأي معطى اقتصادي أو سياسي وخلال زمن قياسي ما يشير إلى أن المسألة ليست بريئة، كما يتضح من سير بعض التعليقات المتبادلة على بعض صفحات الفيس بوك أن الغاية واحدة والهدف واحد وهو إثبات –كلامي دون وقائع- أن الليرة آخذة في التراجع.

 

كما يتضح أن بعض صفحات الفيس بوك التي تتداول أخبار عن سعر الصرف تتشابه في طريقة عرض الفكرة وتتشابه فيها التعليقات على سعر الصرف لدرجة أن بعض النصوص تبدو منسوخة عن بعضها البعض دون أن يكلف من دونها نفسه عناء تغيير ولو صيغة الكلام. ولدى مراجعة بعض التعليقات نجد أن مصدرها واحد؛ حيث تأتي إما من الخارج من أشخاص مقيمين في الخارج، أو من أطراف في الداخل السوري متعاونة مع الخارج، وهو واضح من الأيقونة وشعار الصفحة التي تنشر هذه الأخبار وتعمل على بثها وتوسعة نطاق نشرها، حيث يعلقون على سعر صرف الليرة السورية بكلام أقل ما يقال عنه أنه صادر من أشخاص لا يعرفون ألف باء أسعار الصرف وآلية ارتفاعها وانخفاضها، ويستغلون هذه الصفحات حتى يدسوا هذا السم في نفوس المواطنين السوريين ويثيروا ذعرهم ويولدوا قلقاً لديهم، بهدف زعزعة ثقة المواطن السوري بعملته الوطنية والسلطات النقدية الوطنية وبالتالي باقتصاده الوطني عبر اقصر طريق يتقبل وسطه الشائعات وهو النقد والمال.

 

البارز في الأمر أنه ولو كانت بعض الصفحات تتناول موضوع الارتفاع بموضوعية إلا أن بعض التعليقات تكون سيئة جداً ومسيئة جداً وضمن التوجه نفسه مع تكرار الأسماء والشعارات بشكل واضح ناهيك عن وضوح توجه الشخص من خلال تعليقاته فإما أن يكون من المضاربين أو من أشخاص موجودين أساساً في الخارج أو من غير السوريين في بعض الحالات- ويبثون سمومهم عبر هذه الصفحات، وهي نقطة شديدة الأهمية توضح مصدر هذه الموجات من الأخبار المفبركة وما يرتبط بها من الانتقادات ولإثارة الذعر بين المواطنين السوريين وبالأخص في الفترة الحالية بالنظر إلى النجاح في السيطرة على سعر الصرف ولجم ارتفاعاته وتحقيق استقرار فيه لمدة تجاوزت الشهرين دون أن يتعرض لأي اهتزازات ترفعه.

Syriadailynews - Alwatan


التعليقات