ظروف ليست بالهينة مرت بها المصارف العامة في العام المنصرم 2013 وإن كان يبرز منها الحصار المفروض عليها ضمن المؤامرة التي تنفذ ضد سورية إلا أن الأبرز يبقى عدم التزام أو تعثر شريحة من المقترضين بسداد القروض التي اقترضوها من صناديق المصارف العامة.
ورغم ذلك فإن بعض المصارف تمكنت من تحقيق الأرباح، وحسب المعلومات التي وقفت عليها «الوطن» فقد حقق المصرف التجاري السوري أرباحاً تصل إلى نحو 18.5 مليار ليرة سورية خلال عام 2013، وهي أرباح جاءت من خلال النشاطات التي يقوم بها المصرف بشكل عام إضافة إلى الفوائد والعمولات التي يتقاضاها عن الخدمات والمنتجات المصرفية المتنوعة التي يطرحها في السوق المصرفية السورية.
ووفقاً للمعلومات فإن هذه الأرباح حققها المصرف التجاري السوري ولكنه لم يتمكن من الاستفادة منها بالشكل الأمثل أو أن يستثمر جزءاً منها أو حتى يقوي سيولته درجات مئوية إضافية عن طريقها؛ بالنظر إلى أن جزءاً مهماً من هذه الأرباح اقتطع لتغطية مبالغ القروض التي حصل عليها المقترضون المتأخرون أو المتعثرون. ووفقاً للمعلومات نفسها فإن المصرف التجاري السوري اضطر إلى اقتطاع مبالغ تغطي قيمة القروض المتعثرة بالنظر إلى أن مبالغ هذه القروض متأتية من سيولة المصرف المكونة أساساً من أموال المودعين سواء من القطاع الخاص -أشخاص طبيعيين أو اعتباريين- أو من القطاع العام للوزارات والمؤسسات والإدارات المختلفة في الجهات العامة، وهي أموال يجب أن تكون جاهزة تحت الطلب لدى طلبها من مودعيها، وعليه فقد اقتطع التجاري السوري ما يقارب 12 مليار ليرة سورية من الأرباح التي حققها حتى يغطي قيمة هذه القروض للأسباب السابقة.
وبالنظر إلى الوقائع السابقة يتبين أن التجاري السوري سجل مبلغاً يقارب 6 مليارات ليرة سورية في خانة أرباحه كأرباح صافية، ما يجعل من مؤشراته في هذا المجال مهمة قياساً إلى الظروف الراهنة التي يمر بها بشكل خاص وسورية بشكل عام تبعاً لكون أي حصار يفرض على سورية عبر العقود الماضية إنما يفتتح بحظر يفرض على المصرف التجاري السوري.
وبالعودة إلى نتاج التجاري السوري في العام المنصرم 2013 يتبين لنا أن المصرف في مجال التقنية أنجز مسألة غاية في الأهمية يمكن لها أن تخلصه من ملف ثقيل وهو ملف الصرافات الآلية حيث تمكن من الاتفاق مع إحدى الشركات التخصصية في مجال الصرافات الآلية على تأمين قطع الغيار التبديلية للصرافات الآلية المتوقفة بشكل عام إن كان بسبب تخريب وإجرام المجموعات الإرهابية المسلحة أو بسبب وجودها في مناطق ساخنة بسبب الإرهاب ولا يعرف عنها شيئاً، أو إن كان بسبب عدم وجود القطع التبديلية لها، وقد أنجز التجاري السوري الصيغة النهائية للعقد مع هذه الشركة ورفع إلى الجهات الوصائية ممثلة بمصرف سورية المركزي لملاحظته وإقراره، وهو الآن قيد الدراسة لدى المركزي والتجاري السوري بانتظار موافقته على هذا العقد بعد دراسته.
وحسب مصادر المصرف التجاري السوري فإن التخريب والإجرام الذي مارسته المجموعات الإرهابية المسلحة أفرز 60 صرافاً آلياً خارج الخدمة نتيجة توقف أعمال الصيانة إضافة إلى التي خرجت من الخدمة نتيجة الأعطال والتخريب وسواها من عوامل خروج الصرافات من الخدمة إضافة إلى وجود 95 صرافاً آلياً معرضاً للعطل والخروج من الخدمة في أي لحظة بسبب عطل بسيط بسبب عدم توافر إمكانية الإصلاح ولكن العقد المزمع مع الشركة المتخصصة بالصرافات الآلية (في حال إقراره من المركزي) من شأنه تأمين خدمة هذه الصرافات من خلال ضمان القطع التبديلية اللازمة للصيانة والإصلاح، مع الأخذ بالحسبان أن أعمال الصيانة التي ستؤمن الشركة القطع التبديلية لها تعني ضمان 95 صرافاً آلياً ضمن العمل وضم 60 صرافاً جديداً إلى العمل بالنظر إلى أن كل صراف منهم تعطل ولم يعد للعمل نتيجة لاحتياجه لقطعة تبديلية لم يكن بالإمكان تأمينها ولكن بموجب هذا العقد -إن أقر- فإن القطع مؤمنة.

سيرياديلي نيوز


التعليقات