صرحت مصادر مصرفية أن سعر صرف الدولار في السوق السوداء يتراوح بين 147 و148 للشراء وبين 150 و154 ليرة سورية للمبيع دون تقلبات حادة، حيث يناور في نطاق ضيق, حيث أن سوق الصرف على ما يبدو بدأت بالتوازن وحدها بين عرض وطلب دون وجود مؤثرات داخلية تشد الأسعار نحوها كقطب جذب، ما أفرز التقارب في السعر بين السوق السوداء ونشرة الأسعار الرسمية الصادرة عن مصرف سورية المركزي والقانوني التي تصدر لمصلحة المصارف المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي.

وحسب صحيفة "الوطن" فأن المصادر المصرفية أوضحت أن التذبذب الحاصل في أسعار الصرف بات أكثر ضيقاً ومقيداً بشدة عن ذي قبل لجهة أن المناورة التي يتمكن سعر الصرف من التحرك باتت محددة، ما حدا بالمواطنين إلى الابتعاد عن شراء الدولار حتى لا يشتروا بسعر يخسرون فيه آلاف الليرات (إن لم يكن أكثر بحسب المبلغ المشترى) بعد أقل من ساعة، وعلى المقلب الآخر فإن بعض صيارفة السوق السوداء يشترون لهم ما يعرض عليهم من الدولار دون أن يبيعوا دولاراً واحد للمواطنين على أمل أرباح جديدة تتحقق وتضمن لهم أرباحاً تعوضهم عما لحق بهم من خسارات، في حين امتنع آخرون عن البيع والشراء خشيةً من الخسائر.

أما على صعيد المصارف العامة المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي ومبيعاتها وتحديدا العقاري والتجاري السوري منها، فقد أشارت المصادر المصرفية إلى هدوء تشهده مبيعات اليورو في فروع المصرف التجاري السوري نتيجة لتوازن سعره وعدم تعرضه لاهتزازات كالتي تعرض لها الدولار سابقاً على حين أن مبيعات العقاري بالدولار عبر فرع دمر تشهد إقبالا حتى الآن، مع الأخذ بالحسبان أن بعض من يشتري القطع الأجنبي من المصارف العامة إنما يشتريه على أمل ربح يحققه بالنظر إلى أن أسعار الصرف في السوق السوداء تبقى أعلى من السوق الرسمية وأسعارها بمقدار بضع ليرات تزيد قليلاً في حالات محددة.

أما الإشاعات التي يثيرها بعض صيارفة السوق السوداء (والمتداخلة مع آمالهم العريضة) فتتركز على نصح زبائنهم والمتعاملين معهم بعدم المبادرة إلى تصريف القطع الأجنبي بين أيديهم فوراً، نظراً لاحتمال بعض الارتفاع في سعر صرف الدولار إلا أن الغاية المخفية هي كبح عمليات البيع التي تضغط على السعر وتخفضه أكثر، مع الأخذ بالحسبان أن هذه النصائح يمكن أن تخدم الصيارفة لجهة أن عزوف المواطنين عن بيع الدولار الذي بحوزتهم يمكن أن يتسبب بحال -ولو محددة- من ضيق حجم العرض ما يسبب ارتفاع السعر بمقدار ما لو كان قليلاً نسبياً، فتكون أجزاء من أحلامهم بتعويض الخسارات الحالية قد تحققت.

في حين يرى محللون أن الدولار لم ينجح في كسر حاجز 168 ليرة سورية صعوداً حيث عاد وانخفض مجدداً إلى مستوياته الحالية لعدم وجود مؤشرات تدعم ارتفاع الدولار وخاصة مع ارتفاع مستوى المخاطرة في عمليات المضاربة إلى جانب الانفراجات في البيئة السياسية والتقدم الميداني العسكري للجيش العربي السوري الذي يعزز من قيمة الليرة أكثر وأكثر.

التعليقات