أكد وزير الصحة سعد النايف، أنه تم الإبلاغ عن 16 حالة شلل رخو حاد مشتبهة بشدة في محافظة دير الزور وأخذ عينات برازية، حيث أرسلت العينات إلى مخابر الصحة العامة في "وزارة الصحة"، وتبين أن أغلبها إيجابية وتم إرسالها مؤخراً إلى المخبر المرجعي الإقليمي بالقاهرة لبيان نوع الفيروس، وجاءت النتيجة أن 9 من هذه الحالات إيجابية والباقية غير مثبتة وبحاجة إلى إعادة اختبار.

 

فقد أوضح في كلمة له أمام اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في "منظمة الصحة العالمية"، في مسقط أشار الوزير النايف إلى ضرورة تحرك المنظمات المعنية بالصحة بسرعة ولاسيما أنه تم تسجيل أكثر من 200 حالة شلل أطفال هذا العام على المستوى العالمي 75% منها في دول إقليم شرق المتوسط.

 

وبين وزير الصحة بحسب وكالة الأنباء "سانا"  أنه إزاء هذه التطورات، تم تشكيل لجنة طوارئ مركزية بـ"وزارة الصحة" لمتابعة الإجراءات الواجب اتخاذها على المستوى الوطني، وتم اتخاذ قرار فوري بتسريع إطلاق حملة التلقيح الشاملة التي تستهدف جميع الأطفال دون الخامسة ضد الشلل، بغض النظر عن لقاحاتهم السابقة، مع التركيز على تلقيح الأطفال في محافظة دير الزور ولاسيما المناطق التي تشهد أحداثا.

 

ولفت إلى أن الوزارة تعمل وبالتنسيق مع المنظمات الدولية والهلال الأحمر السوري، على إيصال اللقاحات إلى جميع المناطق، والوصول إلى كل الأطفال حتى أقصى نقطة في الريف السوري.

 

وبين أن الوزارة تتواصل مع "منظمة الصحة العالمية واليونيسيف"، لإطلاق حملات تلقيحية في دول جوار سورية بالتزامن مع هذه الحملة الوطنية، مشيرا إلى أن وزارات الصحة في كل من لبنان والأردن والعراق بدأت بحملات مماثلة.

 

وأوضح الوزير النايف أن برنامج التلقيح الوطني في سورية والذي بدأ عام 1978 تمكن خلال السنوات الماضية من تخفيض معدلات الوفيات والمرضى بين الأطفال، والوصول إلى نسبة تغطية باللقاحات لا تقل عن 95% في جميع المحافظات ووصل عدد اللقاحات المشمولة به إلى 11 لقاحا ضد 11 مرضا.

 

وأكد وزير الصحة أن "الوضع الصحي في سورية مازال مستقراً"، بالمقارنة مع تعاظم التحديات المتمثلة بالحصار الاقتصادي المفروض على سورية.

 

وقال وزير الصحة: إن "سورية وخلال السنوات الماضية كانت في الصف الأول من دول إقليم شرق المتوسط، من حيث الوضع الصحي بمختلف جوانبه"، وذلك مع وجود 124 مشفى عاما و400 مشفى خاص وأكثر من 1900 مركز صحي وعيادة شاملة، تقدم أفضل الخدمات الصحية الأولية إضافة إلى 72 معملا دوائيا ومنظومة إسعاف متطورة.

 

وكانت اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط بـ"منظمة الصحة العالمية"، بدأت أعمال دورتها الستين يوم الأحد الماضي في العاصمة العمانية مسقط، وستستمر حتى يوم الأربعاء القادم بمشاركة وزراء صحة 22 دولة بينها سورية، لمناقشة قضايا ومواضيع صحية متنوعة منها المرحلة النهائية لاستئصال شلل الأطفا،ل ومبادرة التحرر من التبغ والسلامة الطرقية والتقدم المحرز على المستوى الإقليمي في مجال تحقيق الأهداف الانمائية للألفية، ولاسيما ما يخص صحة الأطفال والأمهات والسيطرة على الأمراض السارية وأفضل الممارسات لتقوية النظم الصحية.

 

واتفق كل من "وزارة الصحة" السورية، و"منظمة الصحة العالمية"، مؤخرا على تشكيل لجنة فنية تقنية مشتركة، تعنى بتتبع الاحتياجات الصحية في سورية بشكل مرحلي وتسريع عملية استجرار المساعدات الطبية المقدمة من المنظمة، بما ينسجم مع أولويات الاحتياجات الصحية الوطنية.

 

وأطلقت "وزارة الصحة" مؤخرا، حملة التلقيح الوطنية ضد الحصبة وشلل الأطفال في المدارس وتستمر حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، بالإضافة إلى حملة تلقيح في مراكز الإقامة المؤقتة.

 

ويواجه القطاع الصحي في سورية صعوبات جمة وخاصة بما يتعلق بتأمين الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، حيث ذكرت "وزارة الصحة" أيلول الماضي، أن هناك 62 نوعاً من الدواء مفقود ثلثها أدوية غير نوعية و22 دواء فقط هي المفقودة لكنها لا تهدد الحياة.

التعليقات