تلعب القيم الأخلاقية المتعلقة بالممارسة المهنية في تحسين أداء العامل واستثماره لوقته بالشكل الأمثل، وسعيه لتحقيق أفضل عائد للمجتمع بما ينسجم مع مراحل تطوره وتقدمه ويتسق مع منظومة القيم التي يحملها تجاه ذاته ومجتمعه .

وأكد الدكتور هزوان الوز وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية السورية خلال افتتاحه ورشة العمل الوطنية حول أخلاقيات العمل الوظيفي في إطار التعاون بين وزارة التربية /اللجنة الوطنية لليونسكو/ ومكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت أن أهمية أخلاقيات العمل الوظيفي في تراث الأمة، وبناء شخصية أبنائها، مشدداً على أهمية الجانب الأخلاقي في العمل، ودوره في دفع عجلة تطويره، وتعزيز الهوية التنظيمية، وتحقيق الاستقرار الوظيفي في المؤسسات التربوية، موضحاً  أنَّ الإنسان يتعلم الأخلاقيات ويكتسبها في بداية حياته من الأسرة

والمدرسة والجامعة والأصدقاء والمجتمع وهذه الاخلاقيات والعمل بها ليس جديداً على مجتمعنا، ولا طارئاً عليه؛ فتراثنا يظهر جوانب مضيئة في هذا المجال، إلا

أنّ العمل على هذا الموضوع وفق رؤى علمية متطورة ومنهجية واضحة يكسبه

قيمة أكبر، ويعمل على ترسيخه وتعزيزه لدفع عجلة الارتقاء بالمجتمع

والأفراد؛ ومن هنا تأتي أهمية هذه الورشة نظراً للدور الهام الذي تلعبه

، الأمر الذي جعل المؤسسات تتسابق لإصدار مدونات أخلاقية

المهنة نتيجة  تزايد الاهتمام في الوقت الحاضر بأخلاقيات العمل، وأصبحت

الأخلاقيات تحظى بالاهتمام الأكبر ويعاد صياغة الأهداف والسياسات وفقها

وبطريقة تبرز المسؤولية الأخلاقية بعد أن شكلت الكفاءة مركز الاهتمام

الوحيد , وأضاف أنه يلاحظ في السنوات الأخيرة اهتمام المجتمع بموضوع مكافحة الفساد الإداري وموضوع الشفافية وسلامة الإجراءات في مؤسسات الدولة كافة والقطاع الخاص ، ويسجل للدولة والمؤسسات على اختلاف أشكالها وبيئات عملها محاولات تنمية السلوك المهني لدى العاملين فيها كمدخل ملائم للتقليل من الظواهر

السلبية، حيث  أن الوصول إلى بناء منظومة النزاهة في العمل العام يعد

الهدف الأساسي في بناء مؤسسات عامة فعالة تحظى باحترام الموظفين من خلال

منظومة  القيم و السلوكيات الأخلاقية ، وتمكنها من تحصين المجتمع ضد

ظاهرة الفساد وتوفير الآليات الفعالة لمعالجة آثاره، لافتاً إلى أن

انعقاد الورشة في هذه الظروف التي تمر بها سورية تأتي تلبية لحاجة ملحّة

في مواجهة مفاعيل الأزمة، وترميم ما تهدم، وتصويب ما اعوج، والبناء على

أسس ثابتة.

وحول آراء المشاركين في الورشة  قال منهل اسماعيل سفر وهو مدير الثانوية

الصناعية الرابعة بدمشق إن مشاركته في الورشة كانت بهدف الاطلاع على

وسائل تساعده في تطوير عمله الوظيفي على المستوى الشخصي، وتعميمها على

بقية زملائه في المدرسة، مشيراً إلى أهمية  العنصر الأخلاقي  الأخلاقي في

التعامل مع الطلبة وأولياء الأمور تؤسس لبناء علاقة طيبة معهم وبالتالي

تغني الأداء المشترك بين الطالب والمؤسسة التربوية، كما أن الأخلاق بين

الكوادر هو أساس النجاح في العمل الوظيفي ويساهم في بناء الثقة فيما

بينهم، والرقابة الذاتية ضرورية لنجاح المؤسسة التربوية.

فيما اعتبرت المشاركة السيدة سمر حمدان مديرة مدرسة بالقنيطرة أن هدفها

من حضور الدورة هو التطوير الذاتي وزيادة معلوماتها والتأهيل المستمر من

خلال المشاركة وتبادل الأفكار بما يسهم في تطوير العملية التربوية.

وقالت بتول محمد من مديرية البحوث إن "مشاركتي في هذه الورشة تأتي في

سياق التعرف على أهم أخلاقيات العمل الوظيفي للنهوض بالقطاع التربوي،

فالعنصر الأخلاقي أساس عمل أي مؤسسة وخاصة مؤسسات العمل التربوي لأنها

تنعكس مباشرة على سلوك الطالب وهو عماد المجتمع، ولا بد من التعامل

الأخلاقي بين الأطر التربوية من خلال مراعاة مصالح الطلبة وأولياء أمورهم

في المؤسسة التربوية، وعلينا تفعيل الضمير والرقابة الذاتية في أنفسنا

قبل غيرنا لأن الطالب يعتبر معلمه قدوته".

يشار إلى أن الورشة يذكر تمتد على مدار ثلاثة أيام تهدف إلى:

•       التعرف على أخلاقيات العمل الوظيفي في المؤسسات التربوية.

•       تحقيق الهوية التنظيمية والاستقرار الوظيفي في المؤسسات؛ من خلال إرساء

عناصر الثقافة التنظيمية "أسلوب الأداء، تعامل الموظفين مع بعضهم ، كيفية

اتخاذ القرارات".

•       التعرف على أهمية تطبيق مدونة قواعد السلوك الأخلاقي المهني السليم

التي تتضمن معايير أخلاقية ومبادئ أساسية لأداء الوظيفة العامة.

•       تنمية الرقابة الذاتية لدى العاملين في المؤسسات "مراعاة المصلحة

العامة ومصلحة المؤسسة على المصلحة الشخصية".

وتستهدف /25/ متدربا ومتدربة من مديري المدارس في تربية (دمشق- ريف دمشق-

القنيطرة)، وسيتم فيما بعد تنفيذ ورش عمل مماثلة في بقية المحافظات.

سيريا ديلي نيوز- علي حسون


التعليقات