لعل الصناعات اليدوية التقليدية السورية تعد من الأدلّة على أصالة الهوية الحضارية لبلدنا، ومؤشراً على ثقافة المجتمع السوري وعراقته، ولاسيما الحرفي الماهر الذي ينتج روائعَ فنية مميزة ، بالاعتماد على مواد أولية بسيطة,ولكن  خلال هذه الأزمة تبرز مخاوف من إمكانية انقراض هذه المهن مع انتقال مزاوليها لأعمال أخرى، ويصبح التحدي الأكبر لدى المعنيين كيفية الحفاظ عليها وحمايتها من التراجع ومن ثم الاندثار؟.

 

في ظل الازمة

الحرفي خلدون المسوتي عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية للمنتجات الفنية الشرقية أشار إلى أننا نعاني في ظل الأزمة الحالية  من هجرة "صغار الكسبة"  إلى البلدان العربية، حيث تدفع لهم رواتب كبيرة من أجل استقطاب تلك المهن العريقة، وأكد قائلاً: "أنا مسؤول عن كل كلمة أقولها، وأؤكد أننا كجمعية يأتينا العديد من العروض المغرية من بلدان مختلفة للهجرة إليها، لنعلّم مهننا هناك، لكننا نرفض ذلك، ونرغب في أن نحيي مهننا في وطننا، لكننا نحتاج إلى مساعدة ودعم من الجهات المسؤولة". ولفت المسوتي"إذا انقرضت هذه المهن، وهي جزء من التاريخ والتراث، فهل سنستعيض عنها بالبضائع الأجنبية؟!! أليس من مسؤوليتنا حماية هذا التاريخ؟".

المسوتي بين أن مشروع القرية التراثية "شام الياسمين للتراث والتأهيل المهني " المزعم إقامتها في دمشق أصدمت بالروتين والمماطلة من الجهات الحكومية المختصة على الرغم من انه تم توقيع اضبارة العقد  عام2010 ,وموافقة محافظة دمشق ومازلنا ننتظر مصادقة رئاسة الحكومة وعلى" ما يبدو سيطول الانتظار" بحسب كلامه .

 

حلم يتلاشى

 

رئيس الاتحاد العام للحرفيين  ياسين السيد حسن أكد أن الاتحاد يسعى إلى تخطي المرحلة الماضية التي اعتمدت على بعض المفاهيم المغلوطة ما نتج عنها من قرارات اقتصادية خاطئة ,مضيفاً  أن الأمر الذي يتطلب ضرورة إيجاد أسواق داخلية وخارجية لتسويق منتجات الحرفيين وخاصة الأعمال اليدوية  والعمل على تسهيل إجراءات استيراد المواد الأولية.

وعن دور الاتحاد في دعم هذه المهن ؟

قال رئيس الاتحاد إن الاتحاد طالب خلال هذه الأزمة الراهنة  بمنح قروض للحرفين للحفاظ عليهم ,ولكن وزارة المالية لم تستجب لنا ,مع أنه يوجد في سورية 800 ألف حرفي يتوزعون في حرف ومهن متنوعة إلا أنهم يعانون صعوبات كبيرة يعمل الاتحاد العام للحرفيين حالياً على بلورتها و تذليل العقبات التي يعاني منها الحرفيون .

 

وعن القرية الترائية الشاملة والتي تضم جميع الحرفين في محافظة دمشق وريفها.

بين أحمد أن هذه القرية تم أخذ  موافقة بإقامتها  خلال الاجتماع مع وزير الزراعة بعام 2010 ,وقد وجدنا أرض  لمؤسسة الدواجن غير مستثمرة  في صيدنايا ,لكن تفاجئنا برفض وزير الزراعة من دون مبرر مقنع وحتى الآن لم يصلنا أي رد من وزارة الزراعة بخصوص هذه القرية  ,مؤكداً أن هذه القرية تشكل الحلم الحقيقي للحرفين ولكن نخشى أن يتلاشى هذا الحلم .

مطالب

ربما تكون مطالب الحرفيين لتجاوز ما يعيشه سوق المهن جديرة بلفت انتباه الجهات المعنية  لأنه غالباً أهل مكة أدرى بشعابها وبالتالي هم أهل السوق وهم أدرى بالمشكلة وحلها, لكن لابد من التشديد ضرورة إنشاء مراكز لتعليم المهن اليدوية بإشراف أصحابها الأساسيين والذين ورثوها عن أجدادهم, كي لا تكون رهينة أسرة واحدة ويؤول مصيرها للزوال إذا أقلع أصحابها الأساسيون عنها لسبب من الاسباب.

 

سيريا ديلي نيوز- علي حسون


التعليقات