أشار صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء إلى أن النظام المالي العالمي يواجه تحولات كبرى ومتعددة مصحوبة بمخاطر حقيقية.

 

وقال جوزيه فينالز، رئيس قسم الشئون النقدية وأسواق المال بصندوق النقد الدولي، في مؤتمر صحفي للإعلان عن "تقرير الاستقرار المالي العالمي"، قال إن "أول تحول هو انتقال الولايات المتحدة من مرحلة تكيف نقدي طويلة إلى تطبيع الأوضاع النقدية".

 

وأضاف المستشار المالي لصندوق النقد الدولي أن "هذه عملية سوف تكون غير مسبوقة ومعقدة ... إن احتواء أسعار الفائدة على الأمد البعيد واضطرابات الأسواق بات تحديا جوهريا، كما اتضح من الارتفاع الحاد في عائدات السندات والاضطراب منذ مايو الماضي".

 

وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بن برنانكي قد طرح خطة تدريجية مؤقتة للخروج من سياسة التيسير النقدي الكمي قبل 3 أشهر، ما تسبب في توجه المستثمرين نحو سحب نقودهم من الأسواق الصاعدة وإعادة هيكلة محافظهم الاستثمارية، واضطراب في سوق العملة، وأسواق السندات والأسهم حول العالم.

 

وفي ظل أفق أسعار الفائدة الأكثر ارتفاعا والاضطراب الأكبر، من الطبيعي أن يعدل المستثمرون محافظهم الاستثمارية عن طريق خفض أصول الدخل الثابتة. وتوقع "تقرير الاستقرار المالي العالمي" لصندوق النقد الدولي ارتفاعا في سعر الفائدة بواقع 100 نقطة أساس مقارنة مع المستويات الحالية، ما قد يؤدي إلى خسائر بواقع 2.3 تريليون دولار أمريكي في محافظ السندات العالمية.

 

وأشار فينالز إلى أن "تصميم تحول سلسل نحو التطبيع النقدي سوف يتطلب إستراتيجية اتصال واضحة وجيدة التوقيت من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي من أجل خفض الاضطراب في أسعار الفائدة، فضلا عن تطبيق فعال يتماشى مع التطورات الاقتصادية".

 

وأوضح فينالز أن الاقتصادات الصاعدة تواجه هروبا شديدا في رؤوس الأموال، داعيا الساسة إلى معالجة عوامل الضعف المحلية وتقوية المصداقية السياسية، إضافة إلى تسهيل التعديل المنظم لهياكل الأسواق المالية.

 

كما بين فينالز أن ثمة تحولات كبرى أخرى في النظام المالي العالمي، ومن بينها التحول نحو قطاع مالي أكثر استدامة وتوازن في الاقتصادات الصاعدة، ونهج تقوية المصارف الضعيفة ومعالجة زيادة ديون الشركات في منطقة اليورو، والجهود الرامية إلى إنعاش اقتصاد اليابان عن طريق النظام السياسي الجديد الذي يتبع رئيس الوزراء الياباني.

 

وإذا لم تعالج هذه التحديات السياسية بطريقة ملائمة، قد يكون الطريق نحو استقرار مالي أكبر وعرا، على حد قول فينالز الذي أضاف أن "الساسة بحاجة إلى توجيه عجلة القيادة بحرص لتفادي العقبات المستقبلية من أجل أن نتمكن من الوصول سالمين إلى مقصدنا".

التعليقات