أغلق سعر كيلو البندورة يوم الخميس في أسواق دمشق مسجلا 65 ليرة، فيما افتتحت بورصة أسعار الأسواق الخضراء برقم قياسي في سعر الفاكهة الحمراء، حيث سجلت مساء السبت 125 ليرة سورية، في بلد لطالما كان سعر كيلو البندورة فيه 15 ليرة سورية.

 

هي ليست نشرة اقتصادية، لكن المواطن السوري لم يعد يدرك ، في هذه الحرب ، السياسة من الاقتصاد، والفاكهة من الخضار.

 

الكوسا بـ 100 والباذنجان بـ 110 والخيار بـ 170 والجبنة 1100 وصحن البيض 750 والفاصوليا 150 ... ما يجعل أي طبخة منزلية تكلّف في الحد الأدنى 800 ليرة سورية.

 

وتزامن هذا الارتفاع مع غياب الرقابة الذاتية، غابت الرقابة القانونية، وعزف التجار والباعة سيمفونيتهم الشهيرة (غلي البانزين، وغليت أجور النقل، وما عم توفّي).

 

وفي حال استفسر أحد المواطنين أو سأل أو تساءل، يجيب البائع دون تردد " إذا ما عجبك روح اشتكي " والبائع والمشتري يعلمون أن الشكوى للحكومة مذلّة.

 

وفيما لم يصدر أي تصريح رسمي عن قائمة الأسعار الجديدة، تبقى جيبة المواطن هي أكبر الخاسرين.

 

من ناحية اخرى كان تأثير القرار سريع التطبيق على التكاسي فلم يكن قرار الحكومة برفع سعر ليتر البنزين أن يمر في أول أيام تطبيقه دون حوادث، تطوّر بعضها إلى درجة تدخل عناصرالأمن وإطلاق النار في الهواء. وكعادة الحكومة ، رفعت سعر البنزين ، فجأة ، ودون قرارات موازية لمساعدة المواطن ، الأمر الذي جعله فريسة سهلة للاستغلال

 

"يوم المحشر" هو اللفظ الذي قاله بائع دخان في كراجات جسر الرئيس، لم يعتد مشاهدة هذا الكم الكبير على السرافيس بعد أن هجرت الناس سياراتها الخاصة، وسيارات التكسي.

 

أبو جواد، أحد سكّان منطقة دمّر البلد، اعتاد أن يرجع ابنتيه من المدرسة الكائنة بمنطقة المزة، بسيارة تكسي، تأخذ عادة مبلغ 300 ليرة سورية، أي ما يعادل ثلث راتبه يذهب شهرياً تكاليف مواصلات. لكن أبو جواد الموظف الحكومي في مؤسسة البريد، سُمع اليوم، "يسبُّ على الحكومة" بعد شجار نتج بينه وبين سائق التكسي الذي طلب اليوم مبلغ 500 ليرة سورية لنفس المسافة التي اعتاد على قطعها.

 

حُجةّ سائق التكسي جاهزة، "ارتفع سعر البنزين"، ورد أبو جواد كان بالصراخ أن المسافة لا تتجاوز الـ 4 كم، ولم تكلّفه ليتر بنزين إضافي، وتطور الصراخ إلى عراك بالأيدي، تلاه تدخل لأحد عناصر العناصر الأمنية، الذي أطلق النار في الهواء لتفريق التجمّع.

 

هذا الحادث لم يكن وحيدا ، بل قامت اليوم إحدى طالبات كليّة الآداب بقطع المسافة من البرامكة إلى الأوتستراد مشياً على الأقدام، مضيفة أنها مستعدة أن تقطع كل يوم نفس المسافة، ولا تصعد في سيارة تكسي مرة ثانية، بسبب "الأرقام الفلكية" التي يطلبونها.

 

وإن كانت المسافة بين البرامكة والمزة، قد يستطيع الطالب أو العامل أن يقطعها مشياً، فإن العجوز أو الطاعن بالسن أو المريض أو حتى المستعجل، فإنه لن يقدر على ذلك. وإن قدر على هذه المسافة الصغيرة، فإنه لن يستطيع تكرار ذلك مع المسافات الأبعد.

 

أربعةُ عمّال بناء، كانوا يتجمعون يوميا في المساء عند جسر الرئيس، يشتركون بتكسي واحدة، يدفع كل منهم 100 ليرة، وتبدأ رحلتهم إلى بلدة قدسيا، لكن اليوم سائق التكسي نفسه صار يطلب 150 ليرة من الشخص الواحد، والواحد منهم يداري لقمة عيشه.

 

وأما عن العبارة الشهيرة التي حفظها سائقوا التكاسي عن ظهر قلب هي كلمات يقولها السائق بكل ثقة وعنف: "إذا ما عجبك لا تطلع.. وإذا بدك.. روح اشتكي!"

 

Syriadailynews - Alkhabar


التعليقات