سيريا ديلي نيوز - مفيد كمال الدين
هي: صديقي... -1-
جئت إليك مثقلة بالهم.. فألقيت على همك الكثير.. وجئت إليك محملة بالحلم.
لقد كبرت المدينة كثيراً.. وأجمل الزهور صارت..!!؟
لقد كبرت المدينة كثيراً.. ولحظة جئت إليك واسكنت يدي الخانقتين المعلقتين في الفراغ.. وقلت لك: ها نحن معاً.. وهتفت بوجع.. لكننا بلا مدينة؟
بلا مدينة نزفها للآخرين..
ودنوت منك أكثر.. وأكثر.. كان طفلي يبكي وراء صدرك.. وطفل يبكي وراء صدري واعطانا إلا قليلاً من الدفء بالغربة.
هو: صديقتي..
في الزمن القديم كان يتسع العالم.. ويصير مرج أخضر كلما جائه طفلان يستلقيان على صدره الأخضر.. والقرى ترتحل إلى القرى.. كلما جاء طفلان وشدا بيديهما حلما الواحد.
وفي الزمن البعيد.. احملك الاشياء الجميلة التي لم تعد بمكانها .. من بين الأغصان التي تقربها الريح وتبعدها.. وواحدً يندس بالتراب
ومن بين كل المساحات التي تحاصرها الحجارة تحديداً إلى التراب .. تمتد يداً إلى المطر فترتفع ألف غرسة.
لآلئ العيون
-2-
الطاقة، الألوان، الجسد، يقولون أن ليس كل الرجال رجال وليس كل النساء نساء.. لن ندخل في متاهات النقاش.. وسأترك الرجال وأعزف على اوتار الاناث، أنثى.. بمكوناتها .. جمال، جاذبية، وعي، حضور، اغراء، ينبعث منها عبق يصيب من يراها أو يجالسها أو يعشقها .. باندهاش.
ترتدي الأسود بوقت.. وبوقت آخر الابيض.. إنها تعي تماماً كيف تقود جسدها وتدعوك للتعبد..
ويقال في تشبيهها.. أنها اخذت من القمر استدارته، ومن اشعة الشمس إشراقها.. ومن النجوم لمعانها، ومن السحب دموعها، ومن الأزهار شذاها، ومن الورود ألوانها، ومن الأغصان رقتها وتمايلها.. ومن قلب الرجل غنجها.. ومن الحياة ثقتها.. ومن الكتاب.. قصائدها.. ومن التاريخ حضورها.. فكانت أنثى خلقها.. احبها.. فنشرها بالارض.. وقال جلالته.. اتقوا..
فتبعثرت الرجال بارجاء معمورتها .. تارة كانت أمه، وتار\ة عشيقته، وتارة أخرى.. ركع أمامها وكانت شريكة له.. وببعض الأوقات كانت قاتلته وحيناً آخر تربعت في قلبه ودفعت به لخوض معارك الحياة.. فانتصر لأجلها وحمل رايتها فكان عنترها.. وهي تضحك..
ليحذر الرجال من أن يكونوا سبب بكاء النساء.. لأن الله يعد دموعهن..
وان احببت امرأة.. عليك أن تتحمل جنونها.. وتأكد أن بعض من الوقت ستحتويك.. وتغيب بتفاصيل تاريخها.. وتعزف بتضاريسها.. وهي تضحك.. فتمنحك الحياة.
اقتصاد البركة
-3-
ما تعرض له اقتصاد سورية من نهب وحرق وسرقة وتشتت.. ومازال المواطن يقاوم.. ومستمر بالعيش ومنسجماً بالواقع ويسهر ويمرح ويحب ويرقص ويتحمل البرد وأزمات المحروقات والكهرباء وغلاء المواد المعيشية اليومية.. ومازال يركب سيارته ويواعد حبيبته وينجب ويرسل أولاده للمدارس والجامعات.. إنها حالة تعتبر إلهية.. فهو وبكل الأحوال يشكر ربه على هذه النعمة لأن سورية أرض مباركة.. وستدرس حالتها الاقتصادية بأشهر الجامعات العالمية..
الفكرة للصحافي أيمن القحف.. بتصرف
ولادة الحب
-4-
صديقي الدكتور «باسم عشمة» يتعامل مع النساء بكل محبة وتقدير في علوم تسكين آلام الولادة.. وهنا بيت القصيد
ولادة بلا ألم.. المرأة الحامل بلحظة المخاض تتعرض لآلام لا حدود لها ولا يستطيع أي آخر تحمل هذه الآلام.. التي لا توصف..
تتعرض المرأة الحامل لوقت غير محدد لذلك.. ومنذ لحظة بدء المخاض تبدأ المرأة بالأنين ويعلو صوتها بالصراخ تدريحياً لحين مجيء وليدها فتستكين فجأة.
صراخها حين يأتيها المخاض.. تبكي له الحجارة وكل من يسمع وتختلط أحاسيسه ما بين الآلام وما بين الفرح.. لتهدأ وتستكين وتضم ولدها.. وتذهب الآلام وتنسى الحامل ما تعرضت له..
الدكتور باسم عشمة. اكتشف مخدراً لتسكين آلام الولادة..
فأعجبت المرأة الحامل بذلك.. وعاودت الكرة تلو الكرة ولم تعد تتوقف عن الانجاب .. وانساها آلام وصراخ الولادة كما بلحظتها تسمع بكاء وليدها.. فتفرح.. وتستكين وتهدأ.
سيريا ديلي نيوز- مفيد كمال الدين
2013-10-02 19:11:43