ما هي لغة الجسد؟

 

بداية، في تعريف مختصر عن لغة الجسد، هي جميع ما يقوم به الإنسان من حركات سواء بيديه أو رأسه أو كتفه أو قدميه، أو مل يقوم به من تعابير بوجهه، أو حتى الصوت وطريقة الكلام، والتي من خلالها يستطيع المتلقي فهم المعلومة التي يريد المرسل إرسالها، فالكثير من الأشخاص غير قادرين على التعبير عن ما يفكرون به أو لا يريدون الإفصاح عما في داخلهم من مشاعر وأحاسيس، ولا يمكن للشخص إخفائها أو تزييفها.

اكتشف أحد العلماء في علم النفس أن نسبة الاتصال بالكلمات هي 7% ، فيما نسبته بنبرة الصوت هي 38%، وأخذ الاتصال بلغة الجسد النسبة الأكبر وصلت إلى 55%، كما أظهرت الدراسة التي قام بها العالم أن الشخص يصدق لغة الجسد أكثر من الكلمات التي تقال، وتجدر الإشارة إلى ان هذه اللغة بدأت منذ تاريخ بدء البشرية، لكن لم تتم دراستها عمليا على أسس ومقاييس إلا من ستينيات القرن الماضي.

ومن الملاحظ أن النساء يتمتعن بقدرة أكبر من قدرة الرجال في فهم لغة الجسد، وذلك لأن النساء يملكن قدرة فطرية لملاحظة الحركات والإشارات ومعرفة معناها ، إضافة إلى قدرتهن على التقاط التفاصيل الصغيرة، من أجل ذلك نرى أن قدرة النساء على الكذب تفوق قدرة الرجال للقيام بذلك.

 

 

الوسائل التي تستخدم في لغة الجسد:

 

1- العين: تعتبر من أهم أعضاء الجسم التي تبين ما يخفيه الإنسان وما هي الأفكار التي تدور في رأسه، فمثلا في حال اتساع بؤبؤ العين فهذا يدل على أن الشخص سعيد بالحديث معك، وفي حال ضاق البؤبؤ فدليل على العكس، أما إذا فرك الشخص عيناه أو ضاق البؤبؤ كثيرا فيعني ذلك لأنه لم يصدق كلامك، وفي حال كان الشخص لا ينظر مباشرة في أعين الناس خلال حديثه فدليل ذلك عدم ثقته بنفسه.

 

2- الحواجب: رفع حاجب واحد يعني أن الشخص لا يصدق الكلام الذي قلته، وفي حال رفع حاجبيه معا فيعني أنه متفاجىء.

 

3- الأذنان: في حال عمد الشخص إلى فرك أذنه فيعني ذلك أنه غير متأكد من الكلام الذي تقوله له ويشكك فيه.

4- الأكتاف: عند اهتزاز الأكتاف أثناء الإنصات إلى الآخر يدل على أنك غير واعي وغير عالم بالكلام الذي تسمعه.

 

5- الجبين: عندما يقوم الشخص المقابل بتقطيب جبينه وعبس ناظرا إلى الأرض يعني أنه لم يحب حديثك أو أنه مرتبك، اما في حال عبس ناظرا للأعلى فدليل على أنه مدهوش من الحديث.

 

6- الأصابع: غالبا ما يعمد العديد من الأشخاص إلى النقر بأصابعهم على المكتب أو على يد الكرسي، هذه الحركة تدل على أن الشخص في حال العصبية أو أنه لم يعد يستطيع الصبر.

 

7- الأنف: في حال قام الشخص بفرك أنفه أثناء حديثه، اعرف أنه يكذب.

 

8- الفم: في حال رايت شخصا يقوم بلمس فمه أو حكه، فهو يكذب.

 

9- الأقدام: في حال كانت أقدام الشخص الجالس بجانبك متجهة إلى الخارج يعني أنه غير مرتاح ويريد الانصراف، أما إذا كانوا متجهين إلى الداخل يعني أنه مرتاح بالحديث ويشعر بالقرب منك.

 

 

لغة الجسد والرؤساء!

متى أصبح الشخص في موقع القيادة أو في مناصب عالية ومهمة، تصبح جميع حركاته وكلماته تحت المراقبة!

من هنا، يجب على جميع الرؤساء في جميع البلدان العمل على توسيع معرفتهم بلغة الجسد أو ما يسمى "علم الفراسة"، لما له من أهمية في توصيل المعلومات والأفكار إلى الشعوب، وعلى الرغم من معرفة الزعماء لمدى أهمية إتقانهم هذه اللغة، إلا أن القلة منهم يعتمدونه خاصة في الدول الغربية.

 

 

ومن بعض الرؤساء الذين جرى تحليل لغتهم الجسدية:

 

- باراك أوباما: يعتبر الرئيس الأميركي "أوباما" مثالا يقتضى به في حسن استعمال لغة الجسد، فهو واثق من نفسه يمشي مستقيم الظهر ، ذقنه عالي وأكتافه مفرودة.

كذلك، يعمد "أوباما" على التكلم بصوت متوسط العلو، ويستعمل العديد من الوقفات بين جمله أثناء حديثه، وهذه من الأمور الذكية التي يفعلها لكي يجعل الجمهور يفهم كل كلامه.

إضافة إلى ذلك، يتجنب "أوباما" تحريك يداه كثيرا أثناء خطاباته أو مقابلاته الصحفية ، كما أنه يدير أذنه أثناء جلوسه مع أحد الرؤساء وهذا دليل على انه ينصت ومهتم لكلام الشخص المتحدث.

والجدير ذكره أن "أوباما" مشهور بحركة يفعلها بشكل تلقائي، حيث يبدو كأنه يرمي كرة "البيسبول"، والتي تعني أنه يفتح المجال للمشاهد بتمرير كلامه.

 

- معمر القذافي: من المعروف على الرئيس الليبي السابق "معمر القذافي" بأنه شديد الغرور بنفسه إلى حد النرجسية، فكان من الرؤساء الأكثر صدقا في التعبير عن ما يدور في عقله من خلال لغة الجسد، فيشتهر بضم يده بشكل قبضة دليل سيطرة وتحكم.

 

- حسني مبارك: كان يستخدم باستمرار إصبع السبابة في جميع خطاباته، وكذلك كان يعمل على التركيز على عاطفة شعبه أكثر من تركيزه على عقلهم.

ولوحظ في الخطاب الأخير له أنه تجنب النظر إلى الكاميرا لفترة طويلة وهذا دليل ارتباك.

 

- طوني بلير: كان يقوم برفع أحد حاجبيه دليل أنه يهتم لشىء ما، أو في بعض الأوقات التي يتوتر فيها كان يمسك اصبعا في يده اليسرى، أما إذا أحس بأنه يهاجم فكان يقوم بالحركة التي يقوم بها معظم اللاعبين في كرة القدم عندما ينهزمون، وهي وضع اليد على المعدة أو على الجهة الخلفية للرأس، هذه الحركة تعتبر محاولة لتمالك الأعصاب والمحافظة على الهدوء.

 

- وينستون تشرشل: من الغريب على تشرشل أنه كان يحرص على وضع القبعة التي يعتمرها في حضنه وذلك لكي يحاول إخفاء أعضائه.

 

- أردوغان: تبين نظرات عينيه أنه لا يهتم بالأشخاص حوله، كما تدل أنه دائم التفكير.

 

- هيلاري كلينتون: تعمد إلى التكلم بلهجة ناعمة وهادئة وذلك لكي تكسب اهتمام الناس.

- بيل كلينتون: من الأشخاص المميزين والأذكياء في التعامل مع لغة الجسد، فهو يعرف كيف يستعمل جسده ومتى لكي يجذب الانتباه.

ولكنه كان من أبرز الذين اشتهروا بحركة حك الأنف التي تدل على الكذب، إذ قام بفرك أنفه 88 مرة وعض شفته السفلية حوالي 15 مرة بفترة دقيقتين، خلال إجابته على الاسئلة الموجهة من المحكمة في القضية التي اشتهر فيها "مونيكا".

 

- فلاديمير بوتين: يتميز في مشيته بأنه يميل أكتافه إلى الوراء وإلى الامام، هذه الحركة تدل على أنه يملك ما يكفي من الجاذبية والنشاط.

 

- جورج بوش: دالاً على قوته، يمشي "بوش" محركا كتفيه.

 

- رونالد ريجان: يذكر أنه كان يحمس الجمهور الذي يسمعه فقط من خلال صوته الرائع الذي يملكه.

 

 

 

لكل رئيس أو زعيم عدد من المستشارين الذين يقومون بتدريبه واعطائه النصائح اللازمة حول الأمور المقبولة والغير مقبولة، لكي يظهر أمام شعبه وأمام وسائل الاعلام الاقليمية أو العالمية بصورة جيدة، تليق به وبمركزه السياسي.ولكن، تبقى لغة الجسد هي اللغة التلقائية الوحيدة التي لا يستطيع أحد تصنعها أو تزييفها، والتي تكشف كل ما يخفيه الفرد مهما كان مركزه الاجتماعي أو السياسي.