أعترف أنني صدمت ...
اضطررت خلال الأيام الماضية لفتح حساب مصرفي في أحد فروع المصرف التجاري السوري، كانت لدي صورة ّ وردية عن هذا المصرف خلال السنوات السابقة، إذ أنني حضرت العديد من التجارب المعلوماتية الناجحة التي طبّقت فيه، وصولاً إلى تجربة تحويله إلى مصرف بدون أوراق والتي عُرضت في "الندوة الوطنية الأولى حول ذكاء الأعمال في سورية" في العام 2010.
لكن مارأيته في زيارتي لفرع المصرف التجاري كان مخالفاً تماماً لما سبق عرضه.
في البداية توقعت أن أقطع تذكرة خاصة بنظام الدور كما في كل المصارف والشركات الخدماتية الموجودة في سورية، لكن لم أجد شيئاً من هذا القبيل، سألت موظفة الاستقبال فأجابتني بابتسامة ساخرة بأنه لاداعي لذلك فبإمكاني الانتظار ريثما ينادونني !!!؟؟.
خلال فترة انتظاري، تجولت بنظري في أنحاء هذا الفرع، صالة كبيرة يبدو أنها مستأجرة من أحد مؤسسات القطاع العام. مجموعات من الموظفين في أماكن مختلفة من الصالات يرتشفون قهوة الصباح، ويتبادلون الأحاديث الشخصية. مجموعة من المراجعين الذين لايتجاوز عددهم أصابع اليد يقوم بخدمتهم موظف أو اثنان لاأكثر.
بعد أكثر من نصف ساعة، نادتني موظفة الاستقبال وبدأت بملء استمارات فتح الحساب، بعدها انتقلت إلى موظفة أخرى قامت بنقل البيانات إلى البرنامج الحاسوبي الخاص بالمصرف، وطلبت مني الانتظار من جديد.
بعد نصف ساعة، راجعتها فطلبت مني دفع رسوم فتح الحساب وهي بحدود الألف ليرة، ذهبت إلى موظفة الصندوق، فأعلمتني بأنني سأضطر للانتظار أكثر من ساعة لأن بيدها الكثير من المعاملات، أو أن أذهب للموظف الذي بجوارها، والذي أسمعني الكثير من عبارات الاستغفار كونه قام بخدمتي بدلاً عنها.
أكثر من عشر دقائق استغرقها هذا الموظف ريثما طبع ستة إيصالات مجموعها لايتجاوز الألف ليرة سورية !!!؟
طُلب مني الانتقال إلى موظف جديد لدفع مبلغ الوديعة المطلوب، انتظرت ثلاثة أرباع الساعة ريثما وصلت إضبارتي.
أكثر من ساعتين قضيتها في هذا المصرف لفتح حساب بنكي، علماً بأن عدد موظفي الفرع المذكور أكبر بكثير من عدد المراجعين.
لن أذكر تفاصيل أكثر، لكن حجم هذا المصرف وتأثيره على السوق السورية، والإجراءات التحديثية الكثيرة التي طبقت فيه، خاصة في مجال تقانة المعلومات، يحتم عليه أن يكون رائداً في خدمة المتعاملين، لا أن يصل إلى هذا الحدّ من البيروقراطية وسوء الإدارة وسوء معاملة الزبائن.
نسيت أن أذكر بأن مديرة هذا الفرع وصلت إلى مكتبها الساعة الحادية عشر صباحاً بعد أن انتهى موظفوها من شرب قهوة الصباح الجماعية.!!!؟
المصرف التجاري السوري.... يستحق الموطن السوري منكم أكثر من هذا بكثير.